طرابلس ـ فاطمة السعداوي
أعلن الجيش الليبي عن سيطرته على ميناء بنغازي الرئيسي، بالتزامن مع تأكيد دول جوار ليبيا رفضها التدخل الخارجي والخيار العسكري لحل الأزمة الليبية، مبدية تأييدها للاجتماع الذي عقد في أبو ظبي بين فائز السراج رئيس حكومة الوفاق وقائد الجيش الوطني خليفة حفتر واتفقت على عقد اجتماعها المقبل في طرابلس لدرس تطبيق الاتفاق السياسي بعد إجراء التعديلات التي طلبتها الأطراف.
وبدأت عملية عسكرية أمس تهدف إلى تحرير آخر المعاقل التي تسيطر عليها مجموعات مسلحة في منطقتي الصابري وسوق الحوت في بنغازي .وأكد رياض الشهيبي مدير مكتب الإعلام للقوات الخاصة، سيطرة الجيش على الميناء الاستراتيجي. وأضافت مصادر عسكرية أخرى أن مواقع جديدة تمت السيطرة عليها كالشركة التموينية في منطقه اللثامة والسوق البلدي وعدة أماكن أخرى،وفقد الجيش 12 جنديا جراء العملية.
وكان الرائد فضل الحاسي القيادي في الجيش الوطني الليبي أعلن أنه "تم الاقتحام لمحور "الصابري" و"سوق الحوت" من عدة محاور، وتمت السيطرة على عدة نقاط تابعة للتنظيم، وتم تفكيك العديد من المفخخات والألغام أثناء التقدم اليوم". وتابع الحاسي :"تم تدمير سيارة ملغومة استهدفت قوات الجيش الوطني الليبي، قبل أن تصل إلى هدفها".
وأظهرت مقاطع فيديو وصور نشرت على شبكات التواصل الاجتماعي قوافل من الدبابات والعربات المدرعة وسيارات الإسعاف تتجه الى المناطق المذكورة.
وذكرت تقارير أمس، أنه ثمة مخاوف بشأن مقتل نحو 200 شخص في حادثي غرق لسفينتين كانتا تقلان مهاجرين في البحر المتوسط في مطلع الأسبوع الجاري. ومن جانبها، قالت المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا إنه قد تم إنقاذ سبعة أشخاص قبالة مدينة الزاوية الواقعة في شمال غرب ليبيا، حيث قال أحدهم إن هناك 113 شخصا مفقودا.
وفي الجزائر، أعلن بيان أصدرته دول جوار ليبيا، أن الوزراء المجتمعين اتفقوا على عقد الاجتماع ال12 بطرابلس على أن يحدد تاريخ الاجتماع بالتشاور مع المجلس الرئاسي، واعتبار آلية دول الجوار في حالة انعقاد مستمر لمتابعة الأوضاع في ليبيا. وحضر الاجتماع الذي ترأسه وزير الشؤون المغاربية الجزائري عبد القادر مساهل، ووزير خارجية حكومة الوفاق الليبية محمد الطاهر سيالة والمبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر. كما حضر وزراء خارجية السودان إبراهيم غندور والنيجر إبراهيم يعقوبو وممثلون لوزراء خارجية تونس ومصر وتشاد.
ورحب المجتمعون بتوصل أغلبية الأطراف الليبية إلى تحديد التعديلات المراد إدخالها على الاتفاق السياسي "الصخيرات". واعتبروا أن انخراط الأطراف الليبية في الحوار من شأنه تقديم ضمانات ومتابعة مسؤولة لتطبيق الاتفاق السياسي،أبدوا دعمهم لاجتماع أبوظبي بين حفتر والسراج.
وشدد البيان على ضرورة حماية الجيش والشرطة تحت إشراف السلطة المدنية، وتكريس مبدأ التوافق. وأكد مساندة دول الجوار حكومة الوفاق، ودعوتها لتشكيل حكومة تمثل القوى كافة، مع دعوة مجلس النواب إلى الانعقاد في الآجال المحددة لمنح الثقة لحكومة الوفاق.
وقال وزير خارجية حكومة الوفاق فايز السراج في مؤتمر صحفي إن التعديلات المطلوبة غير جوهرية، وتتعلق خصوصا بتعديل المجلس الرئاسي والفصل بينه وبين مجلس الوزراء.
وكان وزير الشؤون المغاربية الجزائري عبد القادر مساهل عرض في بداية الاجتماع للجولة التي قام بها في مدن البيضاء وبنغازي والزنتان ومصراتة وطرابلس وغات وغدامس في إطار زيارتين لليبيا بين 19 و21 أبريل وفي 6 مايو.وقال كوبلر، في كلمة أمام الاجتماع، إن دعم دول الجوار مهم جدًا من أجل الحل في ليبيا، مشيرًا إلى ضرورة بقاء الاتفاق السياسي إطارًا للحل.
كما شدد على ضرورة وقف العنف بين أطراف الأزمة، محذرًا من المواجهات المسلحة بين الفرقاء، والتي تخدم الجماعات الإرهابية، مطالباً بآلية أمنية موحدة لمواجهتها، ومنها مبادرات دعم الأمن على الحدود.
أرسل تعليقك