عثرت القوات العراقية المشتركة على مقبرة جماعية تضم رفات عشرات العناصر من قوات الجيش والشرطة في قضاء الحويجة جنوب غرب محافظة كركوك هي السادسة التي يعلن عنها، فيما رفضت وزارة الخارجية العراقية اتهامات وزارة الخارجية الاميركية لنائب رئيس هيئة "الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس، والتي وصفته بـ"الارهابي". يأتي ذلك في وقت قال متحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة يوم الجمعة إن تنظيم "داعش" يعزز دفاعاته في منطقة على الحدود بين سورية والعراق في استعداد لهجمات من قبل القوات السورية والعراقية الساعية لطرد التنظيم من آخر معاقله.
وقال الكولونيل ريان ديلون في تصريح صحفي "حاليا نرى عملية تعزيز للدفاعات في كل من القائم والبوكمال" مضيفا أن "قيادة التنظيم انتقلت إلى البوكمال من بلدات في العمق السوري". وقال ديلون إن البوكمال هدف "بالتأكيد" للتحالف لكنه أوضح أن القرار متروك لقوات سوريا الديمقراطية في مسألة شن هجوم بري. وأضاف إن الأولوية الآن بالنسبة لقوات سورية الديمقراطية هي تعزيز سيطرتها على حقل العمر النفطي وهو أكبر حقل نفطي في سورية وانتزعته القوات من تنظيم "داعش" يوم الأحد الماضي.
وأوضح قائلا : "الآن ينبغي أن نرسخ أقدامنا في تلك المنطقة وداخل حقل العمر وحوله والمنطقة المؤدية إليه للتأكد من أن المنطقة آمنة ثم سيكون القرار لقوات سوريا الديمقراطية إن كانوا يستطيعون تخصيص الموارد المناسبة للزحف إلى البوكمال". وأضاف ديلون إن مقاتلي التنظيم باتوا الآن "مقاتلين مختلفين تماما" عن المقاتلين الذين حاربهم التحالف بقيادة الولايات المتحدة في الفترة التي سبقت معركة الموصل وهي أكبر مدينة انتزعت من سيطرة التنظيم. وأضاف "لم نر قتالا حتى الموت كهذا الذي رأيناه في الموصل واعتقد أن الأمر يرجع في معظمه إلى معنوياتهم".
وأعلنت خلية الاعلام الحربي في بيان ، انه تم العثور على مقبرة لرفات قتلى من الجيش والشرطة تقدر ب 50 قتيلا اعدمهم تنظيم داعش في قرية البكارة في الحويجة. وأضاف البيان انه "سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية لفتحها وفحص جميع الرفات الموجودة فيها".
وقال المتحدث الرسمي للخارجية العراقية أحمد محجوب في بيان له "نستغرب التصريح الصادر عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر ناورت والذي وصفت فيه نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس بـ (الإرهابي) ". وأكد ان "هيئة الحشد الشعبي جزء لا يتجزأ من القوات العراقية التي تأتمر بأوامر القائد العام للقوات المسلحة، وأنها قاتلت بشجاعة الى جانب القوات الاخرى، فإن السيد المهندس هو نائب رئيس هذه الهيئة المقاتلة والمقرة قانونا من مجلس النواب وقد قدمت التضحيات الكبيرة في معركة العراق ضد الارهاب". وأشار محجوب "في الوقت الذي نرفض فيه هذه التصريحات فإننا نذكر بدعم الولايات المتحدة للمعركة التي قاتل فيها كافة ابناء الشعب العراقي وبضمنهم رجال الحشد الشعبي، كما وندعو الخارجية الامريكية الى مراجعة هذه التصريحات المناقضة للواقع".
وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، هيذر ناويرت، اتهمت أمس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس بـ"الإرهابي". وفي ردها على سؤال بشأن دور أبو مهدي المهندس في معارك كركوك، قالت ناويرت: "هذا الشخص إرهابي وهذا كل ما يمكننا قوله في الوقت الحالي" على حد قولها.
من جانبه رد رئيس هيئة الحشد مستشار الأمن الوطني، فالح الفياض، على هذه الاتهامات واكد انها "مرفوضة ولا قيمة لها" مؤكداً ان المهندس "من المدافعين عن الوطن ومقدراته ومن الذين حاربوا التطرف بصدق وعزيمة". ونقلت خلية الإعلام الحربي عن قائد عمليات غرب الانبار قوله ان "قطعات قيادة عمليات الجزيرة تمكنت من تحرير معمل سمنت القائم"، مشيرة الى ان القطعات مازالت مستمرة بالتقدم.
وأعلن قائد عمليات تحرير غرب الانبار الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله، ان "قطعات اللواء السادس والعشرون الحشد الشعبي أكمل واجبها في محور عكاشات - القائم بعد ان حررت 43 كم من طريق عكاشات - القائم". وأشار الى ان الحشد في هذا المحور "طهر مساحة قدرها ٣٠١ كم٢ بعد ان تمكنت من تدمير 3 عجلات ملغومة وتفجير 100 عبوة ناسفة والسيطرة على مركز اتصالات لعناصر داعش المتطرفة وتحرر معمل كسارات القائم وتطهر محطة واستراحة 70 القائم".
ونشرت مجلة ""War Is Boring تقريرا بشأن المعركة التي حدثت بين قوات البيشمركة من جهة، والقوات العراقية والحشد الشعبي من جهة أخرى والتي جرت في احداثها يوم 20 من شهر تشرين الأول الجاري في ناحية "آلتون كوبري" شمال محافظة كركوك القريبة من أربيل عاصمة إقليم كردستان. ونفت البيشمركة استخدام صواريخ ميلان في الاشتباك، ولم تؤكد وزارة الدفاع الالمانية استخدام الصواريخ ضد الدبابات العراقية.
ونقلت المجلة تصويرا فيديويا لدبابة "ابرامز" أمريكية محروقة قالت انها قد دمرتها قوات البيشمركة بصاروخ 8-H J ما يسمى بـ"السهم الأحمر" صيني الصنع في معركة "آلتون كوبري". وذكرت انه إذا كان الأمر كذلك، فإنه سيكون مثالا نادرا على صاروخ صيني الصنع يدمر دبابة أميركية الصنع، مما يدل على وجود ضعف في "أبرامز".
أرسل تعليقك