نيويورك - مادلين سعادة
عقد مجلس الأمن جلسة مغلقة بطلب من روسيا، لبحث "مخاطر الغارات الأميركية على دير الزور، شرقي سورية والتي أوقعت السبت حوالي 80 قتيلًا من جنود الجيش السوري وأكثر من مئة جريح". وقالت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة، سامانثا باور، عقب الجلسة، إن على موسكو الوفاء بتعهداتها، في إطار اتفاق التهدئة في سورية، معتبرة أن التصرفات الروسية، لا تساعد في تـنفيذ الاتفاق.
ووصفت باور الدعوة الروسية لعقد جلسة مجلس الأمن بأنها حيلة. كما اتهمت باور الحكومة السورية بالمسؤولية عن توسع "داعش".
وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، قالت إن موسكو توصلت إلى استنتاج وصفته بالمرعب، مفاده أن الولايات المتحدة تتواطأ مع "داعش". واعتبرت زاخاروفا أن الغارات الجوية الأميركية، تـُعرِّض الاتفاق الأميركي الروسي بشأن سورية للخطر. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الجنود السوريين، الذين تم قصفهم كانوا محاصرين من قبل داعش.
وقال مسؤول أميركي كبير إن الولايات المتحدة أبلغت أسفها عبر روسيا، لمقتل جنود سوريين في الغارات على دير الزور. وأشار إلى أنه متأكد إلى حد كبير من أن الأهداف التي قـُصفت في غارة للتحالف الدولي، كانت تابعة للقوات السورية. وأضاف المسؤول الأميركي أن الهجوم نُفِذ استنادا إلى معلومات من المخابرات الأميركية، بعد تتبع أهداف محتملة على مدى أيام.
وأضاف أن التحالف أوقف الغارة الجوية على الفور، بعدما تلقى إفادة من مسؤولين روس بهذا الشأن. كذلك قال الجيش الأميركي إن قوات التحالف، لم تتعمد قصف الموقع السوري، مضيفا أن التحالف سيجري تقييما للضربات الجوية وملابساتها.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية إن الوزارة تجمع معلومات عن الغارة بعد أن تم إبلاغ قوات التحالف أنها استهدفت الجيش السوري، معربا عن أسفه للحادثة -إذا كانت القوات الأميركية هي من فعلت ذلك بطريق الخطأ-.
ودعت وزارة الخارجية السورية، مجلس الأمن إلى التنديد بما وصفته بالعدوان الأميركي. وأكدت الخارجية أنها تريد من مجلس الأمن، أن يطلب من واشنطن احترام السيادة السورية. ووصف بيان عسكري سوري، الغارات الأميركية، بأنها اعتداء خطير وسافر على سورية وجيشها.
وذكرت الوزارة في رسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة, إن طيران الولايات المتحدة الأميركية الحربي شن في الساعة الخامسة من بعد ظهر السبت 17-9-2016 عدوانا غاشمًا على مواقع الجيش العربي السوري في جبل ثردة في محيط مطار دير الزور حيث أغارت خمس طائرات أميركية على هذا الموقع لمدة ساعة. وأوضحت أن كل المعطيات تدل على أن هذا العدوان كان متعمدًا ومخططًا له من قبل الولايات المتحدة.
وشددت على أن هذا العمل الأميركي الجبان يعتبر اعتداء خطيرا وسافرا ضد الجمهورية العربية السورية وجيشها, وبينت أن العدوان يفضح كل ادعاءات الولايات المتحدة الاميركية في محاربة الارهاب واعادة الامن والسلام إلى الجمهورية العربية السورية. وتابعت "أن الجمهورية العربية السورية تطالب مجلس الأمن بإدانة هذا العدوان والزام الولايات المتحدة الاميركية بعدم تكراره وأن يتم إلزام الولايات المتحدة باحترام سيادة سورية ووحدة شعبها وأرضها واحترام قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب والقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، أعلن أن ثمانين جنديًا سوريًا على الأقل قُـتلوا في الغارات الجوية على موقع للجيش السوري، قرب مطار دير الزور.
أرسل تعليقك