قيادي حوثي يهين وزيراً في حكومة الانقلاب ويدفعه إلى الاستقالة
آخر تحديث GMT08:52:55
 العرب اليوم -

الحكومة الشرعية تعتبر الخطوة بأنها نموذج يكشف فساد الميليشيات

قيادي "حوثي" يهين وزيراً في "حكومة الانقلاب" ويدفعه إلى الاستقالة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - قيادي "حوثي" يهين وزيراً في "حكومة الانقلاب" ويدفعه إلى الاستقالة

رئيس حكومة الانقلاب عبد العزيز بن حبتور والقيادي البارز في الجماعة أحمد حامد المكنى
صنعاء ـ عبدالغني يحيى

دفعت الإهانات الحوثية والتهديدات المتتالية، أحد وزراء "حكومة الانقلاب" غير المعترف بها دولياً في صنعاء، إلى تقديم استقالته، وهو ما يعكس طبيعة العلاقة الهشة التي تربط الجماعة بالقيادات الموالين لها في مؤسسات الدولة الخاضعة لها. وبثَّ ناشطون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي، وثيقة منسوبة إلى وزير الجماعة الحوثية للسياحة ناصر باقزقوز، تضمنت تقديم استقالته بعدما ضجر من الإهانات والتهديدات التي تلقاها من القيادي الحوثي البارز أحمد حامد المعين مدير مكتب رئيس المجلس السياسي الانقلابي مهدي المشاط.

واعترف باقزقوز، حسب الوثيقة الموجهة من رئيس حكومة الانقلاب عبد العزيز بن حبتور إلى المشاط، بأن القيادي البارز في الجماعة وعضو مكتبها السياسي أحمد حامد المكنى "أبو محفوظ"، قام بتهديده أكثر من مرة ووجه له الإهانات التي دفعته للاستقالة غير مرة. ورغم تهديد باقزقوز بأنه سيغادر صنعاء إلى مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، فإن ذلك لم يشفع له بحسب فحوى الوثيقة عند القيادي أحمد حامد للتوقف عن فرض الإملاءات عليه.

وتحدثت مصادر سياسية في صنعاء إلى "الشرق الأوسط"، فأوضحت أن الخلاف بين باقزقوز وهو من القيادات المحسوبة على "الحراك الجنوبي" على الأموال الخاصة بصندوق الترويج السياحي الخاضع للميليشيات في صنعاء. ففي حين يرى باقزقوز أن التصرف في هذه الأموال أمر يخص صلاحياته في حكومة الانقلاب، يسعى القيادي أحمد حامد إلى الاستيلاء على النصيب الأكبر من عائدات الصندوق، كما هو دأبه مع بقية الصناديق الخاضعة لسيطرة الجماعة. وأكدت المصادر ذاتها أن القيادي الحوثي البارز أحمد حامد، تحول إلى واحد من أكبر رموز الفساد داخل سلطة الجماعة الانقلابية، لجهة الأموال التي يفرضها على أغلب وزراء جماعته، خصوصاً الوزراء الذين تقع تحت يدهم موارد مالية ضخمة.

وكشفت المصادر أن الحوثي أحمد حامد يتقاضى بالقوة مبالغ شهرية بمئات الملايين من صناديق "الترويج السياحي وصيانة الطرق والنشء والشباب والتأمينات"، كما أنه يعد الحاكم الفعلي لأغلب وزارات الانقلاب وفي مقدمتها "الاتصالات"، فضلاً عن توليه الإشراف على ملف وسائل إعلام الجماعة. وبحسب الوثيقة المتداولة، قال باقزقوز إنه لا يشرفه البقاء في صنعاء لحظة واحدة، في ظل التهديدات والإهانات المتعاقبة التي يتلقاها من القيادي الحوثي البارز الذي ينتمي إلى منطقة مران في محافظة صعدة، حيث المعقل الأول لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، وأحد أبرز مؤيدي مؤسسها الأول حسين الحوثي. كما كشفت الوثيقة المسربة عن مدى شكلية حكومة الانقلاب وهشاشتها، إذ أوضحت عدم قدرة بن حبتور على اتخاذ أي إجراء للدفاع عن وزرائه المفترضين أمام هيمنة وتغول قيادات الميليشيات.

وقال وزير السياحة في الحكومة اليمنية الدكتور محمد قباطي، إن ما يتعرض له وزراء حكومة الانقلاب في صنعاء "يعد نموذجاً لطبيعة الإرهاب الذي يمارس عليهم"، واصفاً استقالة وزير السياحة في ما تسمى "حكومة الإنقاذ" ناصر باقزقوز بالنموذج الفاضح للفساد الذي يمارس في أروقة أجهزة الدولة في صنعاء. وشبه قباطي في تصريحات لـ"الشرق الأوسط"، الوزراء في حكومة الانقلابيين بالعناصر الخاملة، التي يملى عليها ما يصل إلى رئيس المجلس السياسي الأعلى الذي يسيطر عليه الحوثيون مهدي المشاط، من توجيهات من مستشارين إيرانيين ومن عناصر حزب الله الذين اعتبرهم الوزير اليمني يديرون المشهد السياسي في صنعاء، مشيراً إلى أن الوزراء ليس لديهم أي قدرة في اتخاذ القرارات.

واستشهد أثناء حديثه بالموقف الذي تعرض له أستاذ القانون الذي يحمل منصب سفير في وزارة خارجية حكومة الانقلاب في صنعاء قبل 5 أيام، حينما أوسع ضرباً مبرحاً على مرأى من إداريين في الأمم المتحدة أثناء زيارتهم لمكتب الخارجية، لعدم انصياعه لأوامرهم، مؤكداً بهذه الحادثة أن جميع من يعمل في هذه الحكومة الانقلابية ليسوا إلا واجهة ودمى تتحرك كيفما أرادوا.

يُشار إلى أن الاعتداءات التي تطاول المسؤولين لم تتوقف عند باقزقوز وحسب، حيث شهد مقر وزارة الخارجية اليمنية اعتداءً مهيناً لمدير الدائرة القانونية السفير نجيب عبيد، بتوجيهات واعتداء مباشر من قبل حسين العزي وهو المشرف الحوثي على وزارة الخارجية بحكومة الانقلاب، ويتقلد منصب نائب الوزير هشام شرف القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام (جناح صنعاء ويعتبر مخطوف القرار من قبل الحوثيين).

وتعود الأسباب إلى رفض عبيد تعليمات حوثية بتسليم أرشيف الوزارة، ما عرضه إلى الضرب والإهانة وفقاً لمصادر مناهضة للحوثيين وما تداوله ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما حدا بالمعتدي إلى الاعتذار حتى يمتص الغضب الصامت لدى بقية الموظفين المكلومين في بقية الدوائر الحكومية، ليخرج العزي بنشر صورة له مع السفير الذي اعتدى عليه، مدعياً بأن ما جرى تداوله أكاذيب وليست حقيقة، لكنه عاد وفقاً لتغريدات على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" ليعترف بأنه ارتكب خطأ صغيراً.

كما ترددت أنباء في صنعاء عن استقالة القيادي عبد الرب جرفان المعين في جهاز الأمن القومي، لجهة الإهانات التي تلقاها من نائبه القيادي المنتمي إلى صعدة، والمعروف بـ"أبو عماد المراني" ورفضه منحه أي صلاحيات مالية. ويشكو مئات من العاملين تحت سلطة الميليشيات من تغوُّل العناصر القادمة من صعدة، معقل الجماعة الرئيسي، حيث يحاولون الاستئثار بكل شيء مقابل الفتات الذي يسمحون به لبقية العاملين معهم من باقي المحافظات.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قيادي حوثي يهين وزيراً في حكومة الانقلاب ويدفعه إلى الاستقالة قيادي حوثي يهين وزيراً في حكومة الانقلاب ويدفعه إلى الاستقالة



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 04:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان
 العرب اليوم - تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 12:55 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح
 العرب اليوم - دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024
 العرب اليوم - كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة

GMT 01:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يستهدف مناطق إسرائيلية قبل بدء سريان وقف إطلاق النار

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab