الخرطوم ـ عادل سلامه
جدَّد وزير الإعلام السوداني أحمد بلال عثمان، دعوة دولتي جنوب السودان وليبيا الى الكفّ عن التدخل في الشؤون الداخلية لبلاده، معتبراً أن "نشاطات الحركات المسلحة انطلاقاً من أراضي الدولتين والتي حسمها الجيش السوداني استهدفت عملية السلام في دارفور، وسعت إلى إعادة المنطقة الى مربع الحرب، ولكنها واجهت إرادة السلام الغالبة التي أحبطت مخططاتها".
واتهم عثمان قائد الجيش الوطني في ليبيا خليفة حفتر بدعم "الحركات المتمردة مكافأة لمشاركتها كمرتزقة في حرب ليبيا، ما يعني مواصلته نهج الزعيم الليبي السابق معمر القذافي من أجل زعزعة أمن السودان، لكنه يرسل فعلياً عناصر الحركات المتمردة الى محرقة، لأنهم ينالون نصيبهم من الهزائم من جانب قواتنا القادرة تماماً على حماية حدودنا وأراضينا، ومواجهة كل من يحاول زعزعة الأمن والاستقرار".
وحذر الوزير من مغبة تمادي بعض دول الجوار في مواصلة دعمها للتمرد، وقال إنها "تعمل عكس إرادة المجتمع الدولي الذي أقرّ بضرورة إنهاء النزاعات والحروب في المنطقة، وإيقاف كل مسبباته". كما دعا الحركات المسلحة السودانية إلى عدم الانسياق وراء المخططات الإقليمية والدولية المعادية لبلادهم، والنظر بحكمة الى رغبة الشعب السوداني الذي رفض أجندة الحرب وتوجه الى التنمية معتمداً نهج الحوار والتفاوض أساساً للاستقرار. ووصف وزير الإعلام التحركات التي قامت بها الحركات المتمردة بأنها يائسة بعدما قضت على قوتها وقواعدها وحولتها إلى فلول هاربة لا تقوى على المواجهة، مؤكداً أن القوات الحكومية وضعت خططاً محكمة للتعامل مع هذا الملف بلا تهاون.
وأعلن رئيس "الحركة الشعبية – الشمال" لتحرير السودان مالك عقار عزمه إنشاء حركة تمرد جديدة، بعدما أيد اجتماع المجلس العسكري في منطقة جنوب كردفان قرار مجلس تحرير إقليم جبال النوبة "برلمان الحركة الشعبية" قبل 3 أشهر إقالته، وتعيين عبدالعزيز آدم الحلو بدلاً منه. ونجح الحلو في كسب قطاع جبال النوبة، الأكبر ضمن الحركة الشعبية والذي يمثل قوتها العسكرية الرئيسية، كما استقطب تأييد مجموعات قطاع النيل الأزرق الذي يشكل الجناح الثاني للحركة.
ولمّح عقار إلى وجود مؤامرة داخلية وخارجية تهدف الى إضعاف الحركة الشعبية وجعلها إقليمية، وقال "لذا نسعى الى تشكيل حركة جديدة تتسع للجميع". ووصف تعيين الحلو رئيساً للحركة بأنه انقلاب مرفوض، وقال في رسالة وجهها الى ضباط جيش الحركة بعد إعلانهم الانحياز للحلو: "سنتواصل مع رافضي الانقلاب لإطلاق مسيرة جديدة من أجل إعادة بناء الحركة وفق رؤية السودان الجديد، مع إجراء مراجعة وتقويم نقدي شامل للتجربة ووسائلها النضالية".
وأكد إنه لن يشارك في أي مفاوضات سلام أو اتصالات مع الحكومة في الخرطوم، وسيُركز فقط على بناء الحركة وفق أسس جديدة، معتبراً أن "انحياز ضباط الجيش انتصار مجاني لنظام الخرطوم". واتهم عقار الحلو بالانحياز لتقسيم السودان الى خمس مناطق، وطالبه بقبول اقتراحه تنحيهما عن قيادة الحركة والإفساح في المجال أمام قيادة جديدة للحركة تنتخب خلال المؤتمر العام، ما يحد من تمزيق الحركة وتحقيق مصالح أعدائها.
على صعيد آخر، انتقد رئيس حزب الأمة المعارض الصادق المهدي نظام الرئيس عمر البشير، ودعا الى حوار حقيقي لتجنيب البلاد مزيداً من الأزمات، مؤكداً أن حزبه لن يستجيب لمحاولات إشراكه في السلطة. وقال: "حكومة البشير إحدى الأسوأ في تاريخ البلاد التي قسمتها نصفين، وأورثت المجتمع الفقر والتشرذم، وهذا النظام فقد صلاحية الاستمرار ولن ننضم اليه".
وأضاف: "الخيار الوحيد هو هندسة طريق نحو الحكم والسلام والدستور لا يعزل أحداً، ولا يسيطر عليه أحد"، معتبراً أن حديث الحكومة عن إنهاء وجود القوى المسلحة في دارفور ومناطق أخرى وهم، كما حال حديثها عن أن الإجراء المحدود الذي اتخذه الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما لتخفيف العقوبات سيقود إلى التطبيع مع الأسرة الدولية.
وقلل المهدي من أهمية رفع العقوبات في ظل وجود السودان على لائحة رعاية الإرهاب، وإصدار مجلس الأمن 63 قراراً ضد نظامها، أكثرها تحت البند السابع الملزم، وبينها إحالة الرئيس البشير على المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب إبادة وجرائم ضد الإنسانية.
أرسل تعليقك