بوغوتا ـ عادل جابر
عُثر على لاعب كرة القدم البرازيلي ثياغينيو، من بين الأشخاص الذين لقوا حتفهم، إثر تحطم الطائرة الكولومبية، والذي كان متوجهًا إلى تياغو دا روشا فييرا، حيث تم تصويره في الفندق مع زملائه من فريق نادي شابيكوينسي، واستقبل رسالة وهدية من زوجته غرازيلي، وكان ثياغينيو جالسًا يقرأ التهنئة المرفقة مع الهدية، وأدرك حينها أنه استقبل مولودًا، وقفز من شدة الفرح وسط هتافات ورقص مع أصدقائه، وتم نشر هذا الفيديو على الإنترنت، من قبّل أفراد عائلته بعد معرفة خبر الوفاة.
وفي هذه الأثناء، خرج حارس المرمى دانيلو من بين الحطام، حيث ظهر أنه أجرى مكالمته الأخيرة مع زوجته قبل لحظات من وفاته، وكان حارس مرمى نادي تشابيكوينسي، واحدًا من بين أول 7 أشخاص يعثر عليهم أحياءً في البداية وسط حطام الطائرة، والتي تحطمت وهي في طريقها من بوليفيا إلى مدينة ميديلين. وتم نقل اللاعب لتلقي العلاج بعد الحادث الذي أودى بحياة 70 شخصًا، وتحدث اللاعب إلى زوجته بينما هو في سريره في المستشفى، وبعدها بوقت قصير يموت متأثرًا بجراحه.
وقبل أسابيع من الحادث كان اللاعب نشر صورة له بجوار زوجته معلقًا عليها "حبيبتي"، وظهرت صورًا منفصلة له مع زميله لاعب كرة القدم آلان راشيل، والذي يبلغ 27 عامًا، وذلك أثناء رحلته من البرازيل مع راشيل، ليخبر جمهوره "نحن قادمون يا كولومبيا"، ووفقًا لصحافي واثنين من طاقم الطائرة، فقد عثر على راشيل على قيد الحياة بعد أن تم سحبه من الحطام، جنبًا إلى جنب مع حارس المرمى جاكسون فولمان، والمدافع هيليو زامبيير، فيما بدء رجال الإنقاذ مهمة صعبة، بإزالة الجثث من موقع حطام الطائرة، وظهر أن الطيار كان في محاولة بائسة لحرق الوقود قبل محاولة الهبوط.
وتجمع لاعبو الفريق، معًا من أجل التقاط صورة في بوليفيا، قبل إقلاع الطائرة في طريقهم إلى كولومبيا من أجل أكبر مباراة في تاريخ النادي في نهائي بطولة "كوبا سوداميريكا"، لكن تحولت رحلتهم إلى نهاية مدمرة بتحطم الطائرة على جبلين بعيدين في كولومبيا، وذلك في تمام الساعة 10:15 مساءً، وأنقذ دانيلو الفريق في اللحظات الأخيرة، ليتأهل إلى دور نصف نهائي البطولة.
وكانت الطائرة أفرو RJ85 تقل نحو 9 من أفراد طاقم الطائرة، بينما انقطع التيار الكهربائي، أثناء تحليق الطائرة، عند أنتيوكيا في طريقها إلى بوليفيا. ويعتقد أن الطيار حاول تفريغ الوقود في محاولة يائسة، لتفادي وقوع انفجار عند سقوط الطائرة، وقد نقلت طائرة من نفس الطراز قبل 20 عامًا فريق كرة القدم الأرجنتيني بما في ذلك لاعبين مميزين مثل ليونيل ميسي وأنجيل دي ماريا إلى بيلو هوريزونت في البرازيل، حيث لعبوا مع البرازيل في التصفيات المؤهلة لكأس العالم.
وظهرت الصور المفجعة على الإنترنت منذ وقوع الحادث للاعبين، أنهم لم يسافروا مع الفريق من غرفة تبديل الملابس الفارغة، وأعلنت البرازيل الحداد لمدة 3 أيام بعد وقوع الطائرة، كما أعلنت التقارير أن الفريق قام بتغيير رحلته خلال وقت قصير إلى الطائرة المنكوبة، بعد أن منعتهم السلطات البرازيلية من أخذ طائرة تشارتر تتجه مباشرة من ساو باولو إلى ميديلين، ونشر فيديو على صفحة النادي على "الفيسبوك"، يظهر فيه استعداد الفريق لرحلته في وقت مبكر من يوم الاثنين، في المطار الدولي غوارولوس في ساو باولو، وظهرت بعدها صورة الفريق وهم يستعدون للانطلاق إلى بوليفيا في مباراة الإياب في رحلتهم، وقال النادي في بيان مقتضب على صفحته على "الفيسبوك"، "أتمنى السلامة للاعبين والموظفين والضيوف المرافقين لوفدنا، وقد بدا اللاعبين سعداء ومسترخين أثناء انتظارهم لموعد الإقلاع".
ونقلت سيارات الإسعاف الناجين إلى المستشفى بعد 30 دقيقة سيرًا، للوصول إلى مكان الحطام الذي وقع بالقرب من بلدة يونيون، واضطر رجال الإنقاذ لنقل بعض الناجين سيرًا على الأقدام بين الضباب، وهو ما منعهم من الرؤية لأكثر من بضعة أقدام أمامهم، وبعدها وضع المصابون في شاحنات لتنقلهم لمسافة 700 متر لانتظار سيارات الإسعاف، وكان معظم الركاب من البرازيل ومن بين الركاب نحو 40 شخصًا تابعًا للنادي من بينهم 20 لاعبًا، والمدير كايو جونيور وأربعة أفراد من التدريب بما في ذلك مساعد المدير، والمدرب الشخصي، والمدلك والذي يقال أنه من بين الناجين. وكان رئيس النادي ونائب الرئيس أيضًا على متن الطائرة جنبًا إلى جنب مع مديرين آخرين، والفريق يبعد عن وجهته 5 دقائق فقط، ومن بين الذين يعتقد أنهم لقوا حتفهم على متن الطائرة المتجه إلى ميديلين عشرات من الصحافيين الرياضيين ومعلقي كرة قدم معروفين، لتقديم تقرير عن المباراة التاريخية للنادي، ومنهم فريق فوكس للرياضة، و3 صحافيين من قناة غلوبو الرئيسية في البرازيل، إضافة إلى 21 عضو من وسائل الإعلام المختلفة.
أرسل تعليقك