نيويورك ـ مادلين سعادة
لم تنجح المساعي الدولية والاقليمية الجارية في نيويورك، في تحقيق اتفاق أميركي روسي جديد لاعادة تثبيت الهدنة في سورية ، الأمر الذي انعكس تصعيدًا عسكريًا على معظم المحاور وخصوصًا في شمال سورية ومدينة حلب المحاصرة. فقد اعترف البيت الأبيض، مساء الجمعة بـ "ازدياد العنف" في سورية خلال الأيام القليلة الماضية، واصفاً ذلك بـ "تطور غير مرحب به". وقال المتحدث باسم البيت الأبيض "جوش إيرنست"، في الموجز الصحفي الذي عقده مساء الجمعة في العاصمة واشنطن، "لقد شاهدنا، بكل وضوح، تزايد العنف في الأيام القليلة الماضية، وهو تطور غير مرحب به على الإطلاق".
وتابع "في الحقيقة فإن الترتيبات التي حاولنا، نحن والروس، التوصل إليها، كانت معدة لتقليل العنف لكن هذا للأسف لم ينفع سوى لفترة قصيرة من الزمن". ولفت إيرنست إلى أن النظام السوري قد أعلن في الأيام الأخيرة "عن نيته الإنسحاب، من طرف واحد، من اتفاق وقف الأعمال العدائية، وكما تعلمون، فلقد شهدنا بعدها هجوماً على عاملي الأمم المتحدة للإغاثة والذي تتحمل مسؤوليته روسيا، لأنه كما نعلم، أما أن يكون من تنفيذ الجيش الروسي، أو الجيش السوري".
وأكد المتحدث الأميركي أن "المسؤولية الروسية تنبع من تعهدها بإلمحافظة على التزام الجيش السوري" بوقف الأعمال العدائية، واصفاً ضرب قافلة المساعدات الإنسانية الأممية ومستودع الهلال الأحمر السوري بأنه "خرق" لهذا الالتزام".
وفي موسكو، أفادت وزارة الخارجية الروسية، الجمعة، بأن وزير الخارجية السوري وليد المعلم أكد استعداد دمشق لتنفيذ الاتفاقية بين موسكو وواشنطن حول الهدنة في سورية. وقالت الوزارة إن وليد المعلم، أكد خلال لقاء جمعه مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، على هامش الدورة الـ71 للجمعية العامة للأمم المتحدة، " موافقة الحكومة السورية على الاتفاقيات الروسية الأميركية واستعدادها لتنفيذها".
وأعلن المعلم، في تصريحات صحفية أدلى بها عقب اللقاء، أن الجانبين توصلا "إلى نتيجة جيدة جدا" خلال محادثاتهما. وأعرب عن شكره للقيادة الروسية على العملية التي أطلقتها في سوريا منذ عام واحد، قائلا: "إنها عملية مهمة جدا في مجال محاربة الإرهاب ونقدر مشاركة روسيا فيها، ونشكر روسيا قيادة وشعبا". وأضاف المعلم: "كالعادة، تم التوصل إلى نتائج جيدة جدا. نحن، ودولتانا أصدقاء، وعلاقاتنا تقوم على أسس متينة".
وتزامن ذلك مع معلومات عن سقوط 91 قتيلاً الجمعة إثر الهجوم الجوي والبري غير المسبوق، الذي تنفذه القوات النظامية وبغطاء من المقاتلات الروسية على أحياء حلب الشرقية. ولم تستثن الغارات العنيفة حتى مراكز الدفاع المدني وأتت على سيارات إسعاف وعربات إطفاء. وقد تحدث مدير مستشفى حلب عن 91 قتيلاً على الأقل حتى الآن في هذا الهجوم، فيما أشار الدفاع المدني إلى تدمير ما لا يقل عن أربعين منزلاً.
وأفادت مصادر أمنية مساء الجمعة، بمقتل 22 مسلحا من "لواء فرسان الحق" التابع "للجيش السوري الحر" في غارة جوية على مقر لهم في كفر نبل بريف إدلب. واستهدفت الضربات الجوية عدة مواقع للمجموعات الارهابية في صوران وكوكب وطيبة الإمام والمناطق المحيطة بريف حماة الشمالي، أدت لإصابتهم بشكل مباشر وانهيار المغارة فوق رؤوسهم. وقد اكتفى التنظيم بالإعلان عن أسماء 22 من قتلاه من حملة الجنسية السورية.
وأعلنت رئاسة الأركان العامة للجيش التركي، الجمعة، أن فصائل المعارضة السورية المشاركة في عملية "درع الفرات"، تمكنت من استعادة السيطرة على ثلاث قرى في خط أعزاز الراعي في ريف مدينة حلب شمالي سورية، بغطاء جوي وبري وفّرته القوات التركية.
وقالت رئاسة الأركان التركية، في بيان لها، إن فصائل المعارضة السورية سيطرت صباح اليوم على كل من قرى "قرة غوز" و"طويران" و"المثمنة" عقب انسحاب تنظيم "داعش" الإرهابي منها، فيما تواصل عملياتها للسيطرة على قرية "النهضة". وأشار البيان إلى أن الدعم البري والجوي الكثيف، حال دون تقدّم مسلحي "داعش" نحو عدّة قرى خاضعة لسيطرة المعارضة، مبينًا أن القوات التركية استهدفت 105 أهداف تابعة للتنظيم بالأسلحة الثقيلة، ليصل إجمالي عدد الأهداف التي قُصفت إلى 1182 هدفًا، منذ انطلاق "درع الفرات".
ولقي القائد العسكري في مليشيات "عصائب أهل الحق" الشيعية العراقية محمد باقر سليماني، مصرعه، في معارك عنيفة الجمعة، دارت مع المعارضة السورية في مدينة حلب. و باقر سليماني، يعد من أكثر القادة العسكريين تقربًا من رئيس "فيلق القدس" الإيراني الجنرال قاسم سليماني، وهناك الكثير من الصور التي تظهر الرجلين معا في مناسبات عدة.
وذكرت مواقع إخبارية إيرانية، أن باقر سليماني رافق الجنرال قاسم سليماني في أماكن اشتباكات عدة في العراق وسورية. ويقاتل المئات من مليشيات "عصائب أهل الحق" العراقية في سورية منذ اندلاع الأزمة السورية، فيما يتركز وجود هذه المليشيات في العراق بعد دخول تنظيم "داعش" وأصبحت هذه الجماعة ضمن هيئة "الحشد الشعبي".
أرسل تعليقك