أعلن الرئيس الأميركي ترامب ترامب، اعترافه بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان قبل أسابيع من الانتخابات الإسرائيلية، ويعدّ إعلانه بمثابة منح الولاية الرابعة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الانتخابات، بغضّ النظر عن أي انقسام سياسي في إسرائيل حيث مر نتنياهو بموجة مضادة شديدة قبل انتخابات 9 أبريل/ نيسان.
وأظهرت استطلاعات الرأي أن حزب الليكود يخسر شعبيته لصالح تحالف الأبيض والأزرق بين الوسط بزعامة قائد الجيش السابق بيني غانتز، بينما دافع نتنياهو عن إمكانياته كرئيس للوزراء في حملته الانتخابية في ظل التحريض ضده في قضايا فساد متعددة، وحاول نتنياهو الاحتفاظ بمكانته في التاريخ باعتباره أطول رئيس وزراء إسرائيل من حيث مدة الخدمة، في ظل كونه أول رئيس وزراء يوجه له اتهام أثناء توليه منصبه.
وعُرف نتنياهو عادة بشنّ الحروب قبل الانتخابات لضمان التصويت الأمني له، وكان يقاوم انتقادات لاذعة من كل الأطراف نظرا إلى عدم إصدار الأوامر بإجراء عملية عسكرية كاملة في غزة، ورغم اتجاه الجنرال غانتز وفريقه من الجنرالات السابقين إلى إزاحة حزب الليكود من الساحة جاءت تغريدة ترامب العفوية التي نقلها التلفزيون الإسرائيلي لتغير كل شيء، وجاءت التغريدة قبل 4 أيام من زيارة نتنياهو المقررة إلى الولايات المتحدة، حيث يتوقع بأن يلتقي ترامب مرتين.
اقرأ أيضا:
بريطانيا حول تصريح ترامب الجولان أرض محتلة من قبل إسرائيل بشكل غير شرعي
وكتب الرئيس الأميركي بعد 52 عاما، حان الوقت للولايات المتحدة بلاعتراف بالسيادة الإسرائيلية الكاملة على هضبة الجولان التي تحظى بأهمية استيراتيجية وأمنية بالغة الأهمية لإسرائيل والاستقرار الإقليمي، ومحت تغريدة ترامب عقودا من السياسة الخارجية الأميركية، وكذلك الإجماع الدولي على استيلاء إسرائيل على الجولان عام 1967 والاحتلال الفعلي للهضبة، وأعلنت الأمم المتحدة مرارا أن ضم إسرائيل لمرتفعات الجولان غير قانوني، حيث يعتبرها المجتمع الدولي أرضا سورية.
وسارع حلفاء نتنياهو إلى نسب الاعتراف لبراعة رئيس الوزراء، بينما وصفه جلعاد أردان وزير الأمن العام والشؤون الاستيراتيجية في إسرائيل بأنه "إنجاز آخر لدولة إسرائيل وحزب الليكود ورئيس الوزراء"، وأوضح موشيه كحلون رئيس حزب كولانو الشريك المحتمل في ائتلاف نتنياهو "أنه إنجاز مهم"، بينما وصف مؤيدو نتنياهو بما في ذلك وسائل الإعلام اليمينية المحلية الانتخابات بأنها "جوهرية" وفي توقيت "لا تشوبه شائبة".
وكتب هيرب كينون من صحيفة "جيروساليم بوست": "فجأة ذهبت مزاعم كتلة الأبيض والأزرق بأن نتنياهو استفاد بطريقة غير مشروعة من الصفقة أدراج الريح.. إنها هدية الانتخابات التي لطالما تمناها نتنياهو".
وركّز النقاد على مصطلح الانتخاب حيث كتب أنشيل فايفر في الصفحة الأولى من صحيفة "هآرتس": "بعد الآن، لا يحاول أحدكم التظاهرن بأن دونالد ترامب لم يتدخل في الانتخابات الإسرائيلية لصالح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو"، وفي ظل ما يواجهه نتنياهو من اتهامات بالفساد تتعلق بغواصة بقيمة 4.3 ملايين دولار، كشف السيد فايفر أن تغريدة مرتفعات الجولان مثلت وسيلة إلهاء مثالية، وهو ما اتفق عليه المشرعون العرب الإسرائيليون.
وقالت عايدة توما سليمان العضو العربي في الكنيست عن حزب حداش اليساري لصحيفة "التايمز" الإسرائيلية، إن الرئيس الأميركي كان يحاول إنقاذ نتنياهو من وضعه البائس وإعادته إلى السلطة، بينما وصف زعيم حزب حداش أيمن عودة هذه الخطورة بأنها "استفزاز رخيص وساخر"، ووضعت التغريدة منافسي نتنياهو في موقف محرج.
وسقطت محاولات حزب غانتز في سرقة الأضواء، ولم يعد يوسع الحزب فعل أي شيء سوى شكر السيد ترامب على مساعدة نتنياهو على فترة ولاية رابعة في منصبه، وإلا سيظهرون بمظهر تافه ومعادٍ لبلادهم، بينما سارع يائير لابيد شريك جانتز في الحزب الأزرق والأبيض إلى الإشارة إلى أن تحالفهم بدأ حملة للاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان قبل عام، مستشهدا بفيديو يوضح جميع المواقف التي ذكر فيها السيادة الإسرائيلية على المنطقة المتنازع عليها، بينما انتقد المستخدمون تغريدته وعلق أحدهم "أرسل الزهور إلى نتنياهو"، وأضاف آخر "هذا بفضل رئيس وزرائنا العزيز وليس أنت".
ونشر غانتز فديو مذكرا أتباعه بأنه سيسافر إلى الولايات المتحدة في غضون أيام قليلة للقاء القيادة اليهودية الأميركية في مؤتمر سياسي لمجموعة الضغط القوية "إيباك"، ومن المتوقع أن يواجه غانتز الدعم المتجدد لنتنياهو، الذي سيتحدث في المؤتمر أيضا محاولا تعزيز فرصته، وقال غانتز وبدى عليه عدم الراحة "ستكون فرصة رائعة لشكر الرئيس ترامب".
ولم يتحدد طريق نتنياهو إلى السلطة بعد، وبعد أن أعرب نتنياهو عن سعادته بالأخبار سارع نفتالي بينيت وزير التعليم اليميني وحليف نتنياهو إلى إطلاق تحذير خفي، فيمكن أن يخسر نتنياهو شعبيته إذا كان الاعتراف الأميركي بالجولان بمثابة مقدمة لاعتراف إسرائيل بدولة فلسطينية، وهو أمر لم يقبله اليمين الإسرائيلي، بينما أوضح مقربون من السيد بنيت لصحيفة "الإندبندنت" أنه يخشى أن يكون الاعتراف بالجولان مرتبطا بخطة السلام التي طالما انتظرها ترامب.
قد يهمك أيضا:
تفاصيل التصويت في مجلس حقوق الإنسان الأممي حول الجولان
رفض عربي دولي واسع لتصريحات ترامب بشأن سيادة إسرائيل على الجولان
أرسل تعليقك