لندن ـ سليم كرم
قُتل المواطن البريطاني والمزارع الشاب داين إيفانز يوم الخميس 21 يوليو/تموز من عام 2016، خلال حربه في سورية ضد تنظيم "داعش" ليُصبح ثاني مواطن بريطاني يُقتل هناك، وكان داين قد أرسل إلى زوج أمه، ستيف هويل، رسالة نصية في نفس يوم مقتله وقبل ساعات من صعود روحه إلى بارئها، تقول "رسالتي هذه لأخبرك أني بخير" وكانت هذه هي المرة الأولى منذ 7 أشهر تقرييًا التي يتواصل فيها هويل مع الشاب البالغ من العمر 22 سنة وشهر تقريبا. ولكن بعد ذلك، قال إنه كان في سورية، على خط المواجهة في الحرب ضد "داعش"، فيما كانت إشارة هاتفه المحمول غير جيدة، ولكنه قال "إنه شعر بالارتياح فقط لسماع أنه كان بخير".
ولم يقضِ إيفانز الساعات الأخيرة داخل دبابة في الصف العسكري تحت غطاء سلاح الجو الملكي البريطاني أو الدعم الطبي المتقدِّم؛ ولكنه كان يقاتل مع مجموعة متعددة الجنسيات تعاني من سوء التجهيزات موالية لمقاتلي وحدات حماية الشعب في سورية، حيث يحارب الرجال والنساء جنبا إلى جنب. ويُشار إلى أن ايفانز كان مربي ماشية من ارمينستر، ويلتشير، وقد سافر إلى سورية للقتال من تلقاء نفسه، بعد أن تم تجنيده من قبل النشطاء الأكراد في "فيسبوك" ولم يكن يملك بنية جندي مقاتل.
ويعتبر داين ايفانز واحدًا من بين ما يقدر من 40 بريطانيًا سافروا إلى العراق وسورية لمحاربة "داعش" منذ أغسطس/آب 2014. وحتى الآن، ولم يتم مقاضاة أي منهم للقيام بذلك، على الرغم من أن قانون تجنيد الأجانب لعام 1870 يجرم انضمام أي بريطاني إلى جيش أجنبي في حرب مع دولة بينها وبين المملكة المتحدة سلام. وعلى الرغم من ذلك فإن العدد المتزايد من الشباب البريطانيين المقبلين على السفر في زيادة مستمرة، معرّضين بذلك حياتهم للخطر في خوض حرب نيابة عن آخرين. وقد عرض هويل صورة واحدة لإيفانز وهو صغير: حيث كان إيفانز يرتدي زي عسكري. وأضاف إن داين كان يريد أن يكون جنديا في وقت ما، ولكن بلاده لم تسمح له بذلك، كما أنه سعى بكل الوسائل للحصول على الزي ..."
وقد وُلد إيفانز في 7 أكتوبر/تشرين الأول 1993 في عائلة عسكرية، وفي مدينة عسكرية، وكان طفل نحيل صغير يعاني من الربو والأكزيما. وانفصلت والدته عن والده، وهو جندي في الجيش البريطاني، عندما كان في السادسة، والتقى "هويل" بعد ذلك بعامين. وكان في سن السادسة عندما بدأ ايفانز يلعب بالجنود في الحديقة، وأضاف صديقه المقرب جيك البالغ من 23 عاما انه كان يقول "اننا سوف نجعلهم يرتدون البزات العسكرية ونصنع لهم أوكار كل يوم" وتابع "أحب داين كل شيء عن الجيش والبقاء على قيد الحياة في الهواء الطلق. فقد جمع كتب الحرب وغيرها من الأشياء التي تتعلق بالحرب.
ولكن كل شيء تغير في يونيو/حزيران 2011، بعد وفاة والدته. فيقول هايل " توفت بسبب مرض غير معروف في القلب" وأضاف "توفيت بين ذراعي في سبع ثوان." وتابع "كان أسوأ ما في الأمر أنه لم يستطع أن يقول لها وداعاً، وكانت هذه المرة الوحيدة التي رأيته فيها يبكي. وبعد ثلاثة أشهر، وقبل عيد ميلاده الـ18، سافر إيفانز إلى مركز مهن الجيش في سالزبوري للتسجيل هناك، ولكن لم تسير الأمور على ما يرام. "، وكان المسؤول عن التجنيد رجل بغيض قال:" إنهم لن يأخذوك، يا صبي فأنت تعاني من الربو''
وبعد ذلك اضطر للبحث عن عمل، وقد ركّز إيفانز على العمل، وحصل على عدة وظائف في مزارع الألبان، وقد أمضى خمسة أشهر في مزرعة داخل ألمانيا، والتحق بدورة زراعية في كلية ارمينستر، وحصل على شهادة واشترى سيارة فورد فوكس، وفي أوائل عام 2015، بعد ثلاث سنوات من خيبة أمله في الالتحاق بالجيش، كان يفكر في السفر إلى جميع أنحاء ألمانيا وبولندا لرؤية المقابر والحروب، وسور برلين.
وغادر في صباح يوم 8 مارس/أذار، على الرغم من وعده إلى هويل بمراسلته عند ما يصل إلى هناك، لكن لم يعرف شيء عنه لمدة أربعة أيام. وكان قلقا عليه. ثم أرسل إليه رسالة فيها "مرحبا ستيف، أنا داين ". "فقط أريد أن أخبرك أني بخير وأني في سورية. قد انضممت إلى وحدات حماية الشعب. وقد وصل إيفانز إلى سورية في 14 أذار 2015. وقد كشف تحليل الشرطة لجهازه اللاب توب المحمول الخاص به في وقت لاحق عن أنه قد اتصل بوحدات حماية الشعب من خلال صفحة "فيسبوك" لها، حيث تعهّد بالمشاركة في "شن حرب ضد كل أشكال الفاشية والهيمنة الرأسمالية التي تحاول استعباد الناس وتدمير الطبيعة".
أرسل تعليقك