دخلت الحرب الاسرائيلية على غزة يومها الـ 76 أمس، وسط قصف مكثف للقطاع خصوصا في خان يونس ومعبر كرم أبو سالم، فيما يبدو انه سعي لاستباق نتائج المفاوضات والمشاورات الجارية للتوصل إلى هدنة في النزاع بين إسرائيل وحركة ««حماس»، وهي المحادثات التي تصفها الولايات المتحدة بأنها «جادة وجيدة للغاية».
وأكد الجيش الإسرائيلي أن قواته الجوية ضربت 230 هدفا في القطاع الفلسطيني خلال 24 ساعة.
وذكرت حكومة «حماس» أن غارة إسرائيلية استهدفت معبر كرم أبو سالم بين إسرائيل والقطاع الذي اعيد فتح ابوابه قبل ايام فحسب، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص على الاقل، بينهم مدير المعبر باسم غبن.
وحذرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني من أن نحو 130 شخصا يحتمون بمركز تابع له في جباليا بشمال غزة، بينهم جرحى، معرضون للخطر بسبب إطلاق النار المستمر من جانب الجيش الإسرائيلي.
وقالت الجمعية في بيان «قوات الاحتلال تحاصر مركز إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني في جباليا»، مضيفة «يتواصل القصف المدفعي الشديد في محيط المركز، وإطلاق النار من قبل قناصة الاحتلال».
وأكدت أن 127 شخصا، بينهم مسعفون ومتطوعون وعائلاتهم و22 جريحا يتلقون العلاج، مهددون بالقصف وإطلاق النار.
وفي المقابل، دوت صفارات الإنذار في تل أبيب، حيث تم اعتراض صواريخ أطلقتها كتائب القسام الجناح العسكري لـ«حماس».
من جهتها، دعت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إسرائيل إلى فتح تحقيق في «احتمال ارتكاب قواتها جريمة حرب» في غزة، مشيرة إلى أنها تلقت «تقارير مقلقة» بشأن مقتل «11 رجلا فلسطينيا غير مسلحين» في المدينة.
وقالت مصادر إسرائيلية وفلسطينية امس إن الشرطة الإسرائيلية استجوبت حراس أحد السجون للتحقيق في وفاة معتقل فلسطيني.
جهود ديبلوماسية حثيثة لهدنة جديدة
وفي هذه الاثناء، تواصلت الجهود على عدة جبهات لمحاولة التوصل إلى هدنة جديدة.
وبعد يوم من المحادثات التي اجراها رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في مصر بشأن «هدنة موقتة لمدة أسبوع مقابل إطلاق سراح حماس أربعين أسيرا إسرائيليا من النساء والأطفال والذكور غير العسكريين»، ذكر مصدر في حركة «الجهاد الإسلامي» أن أمينها العام زياد النخالة أيضا سيتوجه إلى القاهرة مطلع الأسبوع المقبل.
وبالتوازي، تجري إسرائيل حوارا مع قطر والولايات المتحدة لمحاولة التوصل إلى هدنة تسمح بالإفراج عن رهائن.
لكن مواقف الطرفين مازالت متباعدة جدا على ما يبدو، فحماس تطالب بوقف كامل للقتال قبل إجراء أي مفاوضات بشأن مصير الرهائن، بينما تبدو إسرائيل منفتحة على فكرة الهدنة لكنها تستبعد أي وقف لإطلاق النار قبل«القضاء على الحركة».
أزمة إنسانية عميقة
الى ذلك، تواصل وكالات الأمم المتحدة التحذير من الأزمة الإنسانية العميقة التي تهز غزة حيث يعاني نصف السكان من جوع شديد أو حاد مع حرمان 90% منهم من الطعام لمدة يوم كامل باستمرار، حسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
وقالت رانشيسكا ألبانيز مقررة الأمم المتحدة لوضع حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية على شبكة «إكس» ان «اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على النظام الصحي في غزة يتخذ أكثر أشكال السادية شدة».
من جهتها، قالت منظمة الصحة العالمية إن آخر مستشفى في شمال قطاع غزة توقف فعليا عن العمل، ما يعني أنه لم يعد هناك مكان لاستقبال المصابين.
وأضافت المنظمة أن تسعا من 36 منشأة طبية تعمل على نحو جزئي في القطاع بأكمله، وجميع هذه المنشآت موجودة في جنوب غزة.
وقال ريتشارد بيبركورن ممثل منظمة الصحة العالمية في غزة للصحافيين عبر رابط فيديو من القدس امس «لم تعد هناك مستشفيات قادرة على العمل في الشمال».
وأوضح أن المستشفى الأهلي كان الأخير، لكنه أصبح يعمل الآن بالحد الأدنى، مضيفا أن المستشفى «مازال يعالج المرضى لكنه لا يستقبل مرضى جددا».
ونوه بيبركورن بأن المستشفى الأهلي أصبح مثل دار مسنين توفر رعاية محدودة للغاية. وأشار إلى أن عشرة من طاقم العاملين، جميعهم من صغار الأطباء والممرضات، يواصلون تقديم إسعافات أولية أساسية وعلاجا للألم ورعاية للمصابين بموارد شحيحة.
وتابع «لم تعد هناك غرف عمليات بسبب نقص الوقود والكهرباء والإمدادات الطبية والأطقم الطبية، بما في ذلك الجراحون وغيرهم من المختصين».
ولفت الى إن جثث ضحايا أحدث هجمات إسرائيلية مرصوصة في فناء المستشفى بسبب غياب إمكانية دفنها بأمان وعلى نحو لائق.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
الحكومة الإسرائيلية تدرس تقديم عرض لـحماس يتضمن هدنة طويلة نسبياً
الجيش الإسرائيلي يُعلن قصف 230 موقعاً لحركة حماس في قطاع غزة
أرسل تعليقك