تواصلت الاشتباكات العنيفة بين "قوات سورية الديمقراطية" والقوات الخاصة الأميركية من جهة، وعناصر تنظيم “داعش” من جهة أخرى، على محاور في محيط حي نزلة شحادة والمدينة القديمة في الرقة، إثر هجمات معاكسة ينفذها عناصر تنظيم. وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن التنظيم فجر عربة مفخخة في محيط حي نزلة شحادة، في محاولة للتقدم واستعادة السيطرة على مواقع ومناطق خسرها في وقت سابق، كما دارت اشتباكات في القسم الشمالي الشرقي من مدينة الرقة، وترافقت الاشتباكات مع قصف من طائرات التحالف الدولي على محاور القتال ومناطق سيطرة تنظيم “داعش” في المدينة، ومعلومات عن مزيد من الخسائر البشرية جراء القصف، ومعلومات كذلك عن خسائر بشرية في صفوف طرفي القتال.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر الخميس أنه ارتفع إلى 1610 على الأقل، عدد الأشخاص الذين استشهدوا وقضوا وقتلوا ووثقهم المرصد السوري لحقوق الإنسان منذ انطلاقة معركة الرقة الكبرى، هم 595 مدني على الأقل من بينهم ناشط في المرصد السوري لحقوق الإنسان، و136 طفلاً و84 مواطنة، ممن وثقهم المرصد السوري استشهادهم في مدينة الرقة وريفها، منذ الـ 5 من حزيران / يونيو الفائت من العام 2017 وحتى يوم الـ 10 من آب / أغسطس الجاري، والشهداء هم 579 مدني بينهم ما لا يقل عن 133 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و80 مواطنة فوق سن الـ 18، استشهدوا في مدينة الرقة، بالإضافة إلى 16 مدني بينهم 3 أطفال و4 مواطنات استشهدوا في غارات على قرية زور شمر ومنطقة أخرى عند الضفاف الجنوبي لنهر الفرات بريف الرقة الشرقي، كما تسبب القصف الجوي بإصابة مئات المواطنين بجراح متفاوتة الخطورة، وبعضهم تعرض لبتر أطراف ولإعاقات دائمة، بينما لا يزال بعضهم بحالات خطرة، ما قد يرشح عدد الشهداء للارتفاع، كما دمِّرت عشرات المنازل والمرافق الخدمية في المدينة، نتيجة لهذا القصف المكثف، الذي استهدف مدينة الرقة ومحيطها وأطرافها، فيما تواردت معلومات عن وجود مزيد من الشهداء المدنيينن لم يتمكن المرصد السوري لحقوق الإنسان من توثيقهم.
كما رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الضربات الجوية لطائرات التحالف الدولي والقصف المكثف على مدينة الرقة وأطرافها، والعمليات العسكرية التي شهدتها المدينة من قصف وتفجيرات واشتباكات مع قوات عملية “غضب الفرات” المؤلفة من "قوات سورية الديمقراطية" وقوات النخبة السورية والقوات الخاصة الأميركية بإسناد من طائرات التحالف الدولي، منذ بدء معركة الرقة الكبرى وحتى يوم الـ 10 من آب / أغسطس الجاري، تسببت في مقتل ما لا يقل عن 702 من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” بينهم قياديين محليين وقادة مجموعات، ومعلومات مؤكدة عن مقتل عناصر آخرين، إضافة لإصابة العشرات منهم بجراح متفاوتة الخطورة، في حين وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان في الفترة ذاتها، 313 مقاتلاً من قوات عملية “غضب الفرات” من ضمنهم مقاتلان اثنان من قوات النخبة السورية، و4 مقاتلين من الجنسيات الأميركية والجورجية والبريطانية، فيما البقية من مقاتلي قوات سورية الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردي عمادها، ومن مقاتلي قوات مجلس منبج العسكري، ممن قضوا في التفجيرات والقصف والاشتباكات مع تنظيم “الدولة الإسلامية” في مدينة الرقة والضفاف الجنوبية لنهر الفرات.
وفي محافظة دير الزور، استشهد طفل جراء إصابته في قصف لتنظيم “داعش” على مناطق في حي القصور في المدينة، بينما استشهد رجل وزوجته وطفلتاهما، من بلدة القورية بريف دير الزور الشرقي، جراء إصابتهم بانفجار لغم خلال نزوحهم من الرقة إلى ريف حلب، في حين علم تنظيم “داعش” أن التنظيم أعدم 3 شبان في قرية الحصين الواقعة في منطقة الصور بالريف الشرقي لدير الزور، كذلك علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مسلحين مجهولين أطلقوا النار على بائع مجوهرات بأطراف بلدة السوسة بريف بلدة البوكمال في ريف دير الزور الشرقي، حيث أطلقوا النار على تاجر المجوهرات وعلى اثنين من أبنائه وأحد أحفاده، وسرقوا بعدها مجوهرات وحلي وأموال كانت مع بائع المجوهرات.
وعلى صعيد متصل تدور اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية المدعمة بالمسلحين الموالين لها من جهة، وعناصر تنظيم “داعش” من جهة أخرى، على محاور في أحياء الموظفين والرشدية والحويقة بمدينة دير الزور، ومحاور أخرى في منطقة البغيلية ومحيط اللواء 137 بأطراف المدينة ومحيطها، وترافقت الاشتباكات مع قصف من قبل القوات الحكومية وغارات نفذتها الطائرات الحربية على محاور القتال بين الطرفين، ومعلومات عن خسائر بشرية في صفوف طرفي القتال
أما في محافظة حماة، فقد استشهد شاب من سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي، جراء إصابته بإطلاق النار عليه من قبل حرس الحدود التركي، خلال محاولته اجتياز الشريط الحدودي مع لواء اسكندرون، فيما كان المرصد السوري وثق أمس الجمعة أن قوات حرس الحدود التركي، استهدفت مواطنة خلال محاولتها العبور إلى لواء إسكندرون، من منطقة الدرية قرب دركوش بريف جسر الشغور، واستمرت قوات الجندرما التركية باستهداف مكان تواجد الجثة، دون أن تسمح لفرق الدفاع المدني أو المواطنين بالاقتراب من مكان تواجد الجثة. كما كان وثق المرصد السوري أمس الأول في الـ 9 من آب / أغسطس الجاري، استشهاد شاب من مدينة حمص، جراء إطلاق النار عليه من قوات حرس الحدود التركي.
كما نشر المرصد يوم الثلاثاء الفائت، أن شاباً من قرية تتبع لمدينة المالكية “ديريك”، استشهد على يد حرس الحدود التركي، وفي التفاصيل التي وثقها المرصد السوري من مصادر موثوقة، فإن الشاب استشهد خلال محاولته العبور من الجانب التركي إلى الأراضي السورية، واتهم ذوو الشاب حرس الحدود التركي باعتقاله وتعذيبه وضربه حتى الموت، ورمي جثته على الحدود السورية التركية، ومنعُ ذويه من الاقتراب من الجثة عبر استهداف مكان رميها في ريف مدينة المالكية “ديريك”.
الجدير بالذكر أن المرصد السوري نشر في نهاية تموز / يوليو الفائت من العام الجاري 2017، أنه ورد إلى المرصد السوري خلال الساعات والأسابيع الفائتة وفي الأشهر التي مضت، عدد من الأشرطة المصورة التي يظهر فيها ضحايا رصاص حرس الحدود التركي، ممن استشهدوا حين محاولتهم إيجاد الملاذ الآمن في الجانب التركي، فيما أظهرت العديد من الأشرطة المصورة اعتداء حرس الحدود التركي على شبان ومواطنين سوريين بعد اعتقالهم خلال محاولتهم عبور الشريط الحدودي، حيث يعمد عناصر حرس الحدود إلى ضربهم وتوجيه الشتائم لهم، وكان آخرها شريط وردت نسخة منه إلى المرصد السوري يوم الأحد الـ 30 من تموز / يوليو الجاري، ظهر فيها اعتداء بالضرب بسوط وبالأيدي على عدد من الشبان الذين اعتقلوا، وأظهر الشريط توجيه أسئلة إليهم مع الضرب الوحشي والإهانة المتعمدة، من قبيل “ماذا لديكم في تركيا حتى تأتوا إليها؟ وهل أنتم مهربون؟!، هل ستأتي مرة أخرى إلى تركيا؟! ومن ثم عمد أحد عناصر الحرس إلى مناداة أحد رفاقه آمراً إياه بضرب أحد الشبان المعتقلين، وقال للعنصر الذي يقوم بتصوير المقطع، أرسل لي الفيديو حتى انشره على الواتس آب، كما هددهم في حال العودة مرة أخرى إلى تركيا، قائلاً لهم:: إذا كنت تخاف من الضرب لماذا أتيت إلى تركيا، هل تريدوننا أن نعاملكم بشكل جيد؟!، كما أن هذا الاستهداف من قبل حرس الحدود تسبب في ارتفاع حصيلة الخسائر البشرية للمواطنين الذين استشهدوا برصاصهم، خلال محاولة اجتياز الحدود، وبعضهم قضى تحت التعذيب الوحشي لبعض العناصر، ليرتفع إلى 292 على الأقل بينهم 55 طفلاً و29 مواطنة عدد الشهداء الذين وثقهم المرصد السوري منذ انطلاقة الثورة السورية وحتى يوم الـ 30 من تموز / يوليو الجاري من العام 2017، جراء استمرار قوات الجندرما التركية “حرس الحدود” في استهداف المواطنين السوريين الذين فروا من العمليات العسكرية الدائرة في مناطقهم، نحو أماكن يتمكنون فيها من إيجاد ملاذ آمن، يبعدهم عن الموت الذي يلاحقهم في بلادهم سوريا، وأن ينجوا بأطفالهم، حتى لا يكون مصير أطفالهم كمصير نحو 18500 طفل استشهدوا منذ انطلاقة الثورة السورية، ومصير عشرات آلاف الأطفال الآخرين الذين أصيبوا بإعاقات دائمة، أو مصير آلاف الأطفال الذين أقحموا في العمليات العسكرية وحوِّلوا إلى مقاتلين ومفجِّرين.
أما في محافظة حلب، فقد سمع دوي انفجارات في الأطراف الغربية لمدينة حلب، ناجمة عن سقوط قذائف على مناطق في حي جمعية الزهراء، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، وكانت ضواحي حلب الغربية شهدت اليوم قصفاً من قبل القوات الحكومية بشكل مكثف، ترافقت مع اشتباكات بين هذه القوات والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، كذلك سمع دوي انفجار في أطراف مدينة حلب، ناجم عن عبوة ناسفة في منطقة العرقوب الصناعية، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية
وفي محافظة حمص، قصفت القوات الحكومية مناطق في قرية عين حسين الواقعة في الريف الشمالي لحمص، عقبه قصف من قبل قوات النظام على مناطق في قرية العامرية، بالريف ذاته، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، حيث شهد الريف الشمالي لحمص خلال الـ 24 ساعة قصفاً متصاعداً من قبل القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها، واستهداف الفصائل لمناطق سيطرة النظام، ما تسبب في وقوع جرحى، في حين استمرت الاشتباكات بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة، وعناصر تنظيم “داعش” من جهة أخرى، على محاور في ريف بلدة جب الجراح على بعد نحو 50 كيلومتر من مدينة حمص، وسط قصف متبادل بين طرفي القتال، وقصف من قبل القوات الحكومية على محاور القتال، في محاولة من الأخير تحقيق تقدم في المنطقة والسيطرة على مزيد من القرى، بعد تمكنها خلال الـ 48 ساعة الفائتة من تحقيق تقدم في المنطقة والسيطرة على قريتي الصالحية والطرفاوي، في حين استهدف عناصر تنظيم “داعش” بالرشاشات الثقيلة مناطق في بلدة جب الجراح، عقبها قصف للقوات الحكومية على مناطق في ريف البلدة.
وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تعميماً جرى نشره عناصر جيش الإسلام وفيلق الرحمن، بعدم إطلاق النار من كلا الطرفين، على خطوط التماس فيما بينهم، في مناطق بيت سوى والأشعري والأفتريس ومدير بغوطة دمشق الشرقية، وكان رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان في الـ 7 من آب / أغسطس الجاري تجدد الاشتباكات بين فيلق الرحمن وجيش الإسلام بعد أيام من الاجتماع الذي جرى بين الطرفين على وقف الاقتتال وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين ووقف التجييش الإعلامي، وعلم المرصد السوري أن الاشتباكات تتركز بين الطرفين على محاور في أطراف بلدة بيت سوى وفي مزارع الأفتريس، في محاولة من جيش الإسلام السيطرة على مقرات فيلق الرحمن في هاتين المنطقتين، ولم ترد إلى الآن معلومات عن الخسائر البشرية في صفوف الطرفين.
كذلك نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان في الثاني من آب / أغسطس الجاري من العام 2017، أن اجتماعاً مطولاً جرى بين قيادات الفصيلين، في غوطة دمشق الشرقية، اتفق فيه الطرفان على العدد من النقاط ومن أبرزها، وقف التجييش الإعلامي بين الطرفين، بالإضافة إلى وقف الاقتتال بشكل نهائي، وتصفية كامل الأمور العالقة بين الفصيلين، كما أكدت المصادر أن توافقات جرت في الاجتماع بين الطرفين حول وضع هيئة تحرير الشام في الغوطة الشرقية، دون معلومات عن التفاصيل حول توافقهم بشأن هيئة تحرير الشام.
أرسل تعليقك