خُطة خروج بريطانيا مِن الاتحاد في خطر بعد موت لعبة الداما
آخر تحديث GMT18:13:53
 العرب اليوم -

ترغب تيريزا ماي في عقد صفقات تجارية مُستقلّة

خُطة خروج بريطانيا مِن الاتحاد في خطر بعد موت لعبة "الداما"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - خُطة خروج بريطانيا مِن الاتحاد في خطر بعد موت لعبة "الداما"

قضية خروج بريطانيا مِن الاتحاد الأوروبي
لندن ـ سليم كرم

طُعنت خُطة لعبة الداما أو "تشكرز" في ظهرها وذلك عقب استقالة وزير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي السابق، ديفيد ديفيس، ووزير الخارجية بوريس جونسون، وطُعنت أيضا من قبل الاتحاد الأوروبي، ومثل جريمة القتل هذه على طريق الشرق السريع فإن جثة استراتيجية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لرئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، ماتت من جروح أصيبت بها.

ويكره معسكر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الخطة لأنها تؤدي إلى "التبعية" وسياسة تجارية غير مستقلة بشكل كاف، وتضر بالاقتصاد البريطاني ولا تفعل شيئا أو لا تقدم خدمات، والاتحاد الأوروبي يكره ذلك لأنه يقوض السوق الموحدة، كل ذلك يطرح سؤالا مهما "إذا ماتت لعبة الداما، فماذا بعد ذلك؟".

هل يوجد نوع مختلف من لعبة الداما؟

رفض الاتحاد الأوروبي لعبة الداما كممارسة لقطف الكرز، وشعرت بروكسل بأن خطة الجمارك "الجمركية المزدوجة" التي وضعتها "ماي" إذ تدفع المملكة المتحدة التعريفات الجمركية على السلع المتوجهة إلى أسواق الاتحاد الأوروبي لكن ليس بالنسبة إلى بقية العالم، صممت للسماح للمملكة المتحدة بأن تكون لها "الكعكة وتأكلها بأكملها" بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي، كما أن الاتحاد الأوروبي ليس مسرورا من العرض البريطاني للبقاء متحيزا جزئيا بشأن لوائح السلع، في حين أن الحرية في الاختلاف في الخدمات، لكن إذا كانت هذه النسخة من لعبة الداما ماتت، فهل يمكن إحياء نسخة أخرى بتنازلات أخرى من السيدة ماي؟ الإجابة هي ربما، لكن لكي نقدم هذه التنازلات يجب أن تكون عميقة، وسيشمل ذلك التوافق التام والمستمر (الدينامي) بشأن لوائح السلع؛ شكل من أشكال المدفوعات المستمرة إلى الاتحاد الأوروبي، ودور أقوى لمحكمة العدل الأوروبية (ECJ) وهو ما توخته لعبة الداما، وإذا أرادت المملكة المتحدة تجنب الحدود الجمركية في البحر الأيرلندي، فستكون هناك حاجة إلى معالجة المسألة الشائكة الخاصة بعضوية الاتحاد الجمركي مع الاتحاد الأوروبي، وهل من الممكن أن تحصل المملكة المتحدة على امتياز من الاتحاد الأوروبي بشأن مسألة حرية الحركة؟ هذا سؤال مستحيل للإجابة عنه الآن، لكنّ هناك دبلوماسيين من ذوي الخبرة يعتقدون بأنه في الساعة الحادية عشرة من المفاوضات، قد يكونون كذلك، لكن لكي نكون واضحين، فإن هذه ستكون تنازلات مهمة، يبدو أن السيدة ماي تستبعدها في مقالتها في صحيفة "صنداي تلغراف" في نهاية هذا الأسبوع، رغم أنها تترك الباب فقط للأعلى قليلا، وهي تستبعد التنازلات التي لا ليست في المصلحة الوطنية، وهو تعريف قد يزداد مع زيادة الضغط، وتستبعد المدفوعات "الشاسعة"، لكن ليس المدفوعات بشكل صريح، والاختصاص في محكمة العدل الأوروبية، لكن ليس بالتأثير الملزم، وفي كل هذه التصريحات هناك مجال نظري للانتقال، حتى لو لم يكن هناك أي ظاهر الآن في ويستمنستر.

وتقدّر الحكومة أنه عندما ينتهي التفاوض على اتفاقية الانسحاب في نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني أو ديسمبر/ كانون الأول، يواجه مؤيدو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، الخيار بين "تجاوز الحدود" بطريقة منظمة وتخفيض المقصلة القانونية على 44 عاما من عضوية الاتحاد الأوروبي، ربما سيوافق مؤيدو الخروج على الكثير، لكن البديل، فإن الحكومة تحذر من المقاعد الخلفية، وهي أي صفقة فوضوية، التي تخاطر بتسمم البلد بأكمله ضد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ورفع تكاليف الغذاء، ودفع التضخم وتعطيل الأعمال.

هل سيظهر محور لصالح كندا؟

لكن إذا اتضح بعد قمة زعماء الاتحاد الأوروبي التي ستعقدت في 20 سبتمبر/ أيلول في سالزبورغ، فإن مشاركة بارنييه المتشددة في لعبة الداما تشترك فيها الدول السبع والعشرون الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، فماذا بعد؟ إذا كانت السيدة ماي لا تريد التنازل كما هو موضح أعلاه لإبرام صفقة مع الاتحاد الأوروبي، فعندئذ هناك حديث من وزراء كبار في حكومة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عن "محور مهم مع كندا"، وهذه هي اتفاقية التجارة الحرة (FTA) التي طالب بها السيد ديفيس والسيد جونسون ومن الغريب أن هذا هو بالضبط ما عرضه بارنييه مرارا وتكرارا على الجانب البريطاني، لكنه يأتي مع مشكلتين كبيرتين، الأولى، كما قالت السيدة ماي في خطابها في سبتمبر/ أيلول 2017، أن صفقة على غرار كندا، حتى ولو كانت كبيرة، ستمثل "مثل هذا التقييد على وصولنا إلى الأسواق المشتركة بحيث لا يفيد أي من اقتصاداتنا"، وسيكون رمز ذلك مضرا اقتصاديا، حيث حذرت الشركات من مصانع السيارات إلى منتجي المواد الكيميائية مرارا وتكرارا من تحذير الحكومة البريطانية، هذا هو السبب في أن السيدة ماي قد ذهبت من أجل "انسجامها الكبير" أثناء القفز من خلال الأطواق للحفاظ على بقايا سياسة تجارية مستقلة.

والثاني هو أكثر وحشية، يصرح جونسون والسيد ديفيس في خطاب لانكستر هاوس بأنه "النص الأول" الأساسي للتداول الحر، والخروج الخارق من الاتحاد الأوروبي، لكنهما يغفلان عن التذكير بأن هذا النص كان مشوبا بعيوب عميقة في مسألة الجمارك، كان كما لاحظ الاتحاد الأوروبي في ذلك الوقت، الكعكة البحتة.

وقالت السيدة ماي إنها تريد أن تكون خاج سياسة الاتحاد الأوروبي الجمركية والتجارية لتمكين المملكة المتحدة من عقد صفقات تجارية مستقلة، لكنها أرادت أيضا الوصول إلى السوق الموحدة للأعمال التجارية في المملكة المتحدة، كما لم تستبعد وجود اتحاد جمركي من نوع ما.

وأضافت قائلة "سواء كان ذلك يعني أننا يجب أن نصل إلى اتفاق جمركي جديد كليا، وأن نصبح عضوا منتسبا في الاتحاد الجمركي بطريقة ما، أو أن نبقى موقعين على بعض عناصره، فأنا لا أملك أي موقف مسبق"، وإذا لم يكن من الممكن القيام بها على الحدود الأيرلندية، فإن الاتحاد الأوروبي يقول إنه يجب أن تكون هناك حدود جمركية في البحر الأيرلندي، والتي تقول السيدة ماي إنها "غير مقبولة"، لأنها ستفكك المملكة المتحدة.

ورفض الاتحاد الأوروبي بالفعل "الفكرة السحرية" التي قدمتها المملكة المتحدة في أغسطس/ آب الماضي، والتي تقول إن التكنولوجيا يمكنها تقديم عمليات فحص حدودية غير مرئية، لأنها تعتمد على اقتراح بريطاني يعود إلى جونسون لإعفاء نحو 80٪ من التجارة المحلية عبر الحدود، وستكون السياسة السم النقي في جميع الأطراف، إن العلاقات بين بروكسل ودبلن والاتحاد الأوروبي ستختبر على نحو مؤلم، حيث من الممكن أن يقترب الإيرلنديون فجأة من محاضرات الاتحاد الأوروبي حول نزاهة السوق الموحدة، ولكن إذا كان الاتحاد الأوروبي لا يتدخل بشكل كامل على الدعم البريطاني الكامل (الذي يتجنب الحدود الجمركية في البحر الأيرلندي)، ولن ينتقل من الخيار الثنائي بين العلاقة النرويجية أو الكندية، فهناك خطر حقيقي وهذا هو المكان الذي ينتهي فيه خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خُطة خروج بريطانيا مِن الاتحاد في خطر بعد موت لعبة الداما خُطة خروج بريطانيا مِن الاتحاد في خطر بعد موت لعبة الداما



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:53 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

إيران تتراجع عن تسمية شارع في طهران باسم يحيى السنوار
 العرب اليوم - إيران تتراجع عن تسمية شارع في طهران باسم يحيى السنوار

GMT 09:35 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

طريقة طهي الخضروات قد تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب
 العرب اليوم - طريقة طهي الخضروات قد تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب

GMT 08:49 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل
 العرب اليوم - بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل

GMT 09:35 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

طريقة طهي الخضروات قد تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب

GMT 18:25 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

إخلاء تجمع سكني في تل أبيب بعد وقوع حادث أمني

GMT 08:49 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل

GMT 12:55 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

شمس البارودي تتحدث للمرة الأولى عن رحيل زوجها وابنها

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 06:53 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

إيران تتراجع عن تسمية شارع في طهران باسم يحيى السنوار

GMT 10:27 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

عيد بيت لحم غير سعيد

GMT 10:33 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

نيولوك الإخوان وبوتوكس الجماعة

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

لِنكَثّف إنارة شجرة الميلاد

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:41 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

ماجد الكدواني يواصل مُغامراته في"موضوع عائلي"

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد حاتم يكشف مفاجأة حول إطلالاته الأخيرة

GMT 23:00 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

حقيقة زواج سمية الخشاب في العام الجديد

GMT 08:44 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

رامي صبري يوجّه رسالة لتامر حسني وهو يردّ

GMT 22:56 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

تامر حسني يمازح الجمهور بعد مروره بموقف طريف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab