القدس المحتلة ـ ناصر الأسعد
كثيرًا ما أسفر النزاع الإسرائيلي الفلسطيني عن خلافات في الخارج جعلت إسرائيل في وضع صعب. وقد عرضت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية أهم خمس أزمات دبلوماسية وقعت في العقود الأخيرة، مشيرة إلى أن الأزمة الحالية مع الأردن بعد أن طعن عامل اردني حارس أمن اسرائيلي في السفارة الاسرائيلية فى عمَّان، ليست المرة الاولى ولن تكون الأخيرة. وفي ما يلي لمحة عن الاحداث التي نجمت عنها أزمات دبلوماسية.
مجزرة جزيرة السلام
وفي 13 آذار / مارس 1997 قتل جندي اردني يدعى احمد دقامسة سبع فتيات اسرائيليات كنَّ في رحلة ميدانية الى "جزيرة السلام" وهي منتجع سياحي اسرائيلي اردني مشترك. والجزيرة، التي كانت رمزا لحقبة السلام الإسرائيلي الأردني بعد عام 1994، تقع بجوار نهاريم وتحت السيادة الأردنية، ولكن يمكن الوصول إليها من إسرائيل. وبعد أيام قليلة من القتل، اعتذر الملك الراحل حسين شخصيا عن الحادث، وسافر إلى إسرائيل ليقدم تعازيه لأسر الفتيات. وفي ذلك الوقت أشاد البعض في الأردن بالدقامسة، على حسب زعم الصحيفة.
وفي عام 2013، قدم 110 من أصل 120 عضوا في البرلمان الأردني دعما لتقديم التماس لإطلاق سراح الجاني. وأفرج عنه في عام 2017، وهُتف له عند عودته إلى قريته.
محاولة اغتيال خالد مشعل
في 25 سبتمبر / أيلول 1997، حاول أعضاء من الصحفيين الأجانب الذين يزعم أنهم من "الموساد"، قتل رئيس مكتب "حماس" السياسي خالد مشعل في عمَّان. وباستخدام جوازات السفر الكندية والتظاهر كسياح، قاموا برش سم في أذنه. ومع ذلك، لم يمت، وتم احتجاز اثنين من الإسرائيليين من قبل الأمن الأردني. وهرب الاخرون الى السفارة الاسرائيلية مما اثار ازمة دبلوماسية.
وتحدث رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو مع الملك حسين الذي طالب في مقابل السماح للإسرائيليين بالمغادرة، ستقوم اسرائيل بالإفراج عن السجناء الأردنيين. وقد اطلقت اسرائيل سراح تسعة اردنيين و 61 فلسطينيا من بينهم الشيخ احمد ياسين.
اغتيال محمود المبحوح
في 19 يناير / كانون الثاني 2010، قتل محمود المبحوح، وهو أحد مؤسسي "كتائب عز الدين القسام"، في غرفته الفندقية في دبي. وأصدرت شرطة دبي في وقت لاحق صورا لـ 26 مشتبها فيهم، وتشير التقارير إلى أنه تم استخدام ست هويات على الأقل من المواطنين البريطانيين وخمس جوازات سفر أوروبية أخرى. وقد هدد القتل أزمة دبلوماسية ليس فقط مع الدول التي استخدمت جوازات سفرها، ولكن العلاقات غير الوطيدة مع دبي والإمارات العربية المتحدة. وبحسب الصحيفة، أنه في السنوات الأخيرة، تم تصحيح العلاقات بهدوء مع دولة الإمارات العربية المتحدة، ولكن لا يزال الاغتيال الذي وقع في الأراضي الإماراتية يمثل إشكالية.
غارة مافي مرمرة
في 31 مايو / أيار 2010، اقتحمت القوات البحرية الإسرائيلية أسطولا من السفن التي كانت تحاول كسر الحصار المفروض على غزة. وقد اعترض أفراد من وحدة الكوماندوز شايتيت 13 في المياه الدولية، عندما تعرضوا للهجوم على السفينة البحرية التركية "مافي مرمرة". وكانت السفينة مليئة بالمئات من الناشطين الأتراك من مؤسسة حقوق الإنسان والحريات والإغاثة الإنسانية. وفي المشاجرة، لقي ثمانية مواطنين اتراك ورجل اميركي تركي يحمل الجنسية الاميركية مصرعهم. وتوفي الشخص العاشر الذي أصيب بجروح بعد ثلاث سنوات. وقد سحبت تركيا سفيرها وأدانت اسرائيل بوقوع تلك "المجزرة".
وفي عام 2013، اعتذر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للرئيس رجب طيب أردوغان، وفي عام 2016، وافقت إسرائيل وتركيا على تطبيع العلاقات. وقد تم دفع ما يقدر من 20 مليون دولار كتعويض، وفقا للتقارير.
هجوم على السفارة الإسرائيلية في مصر
في 9 سبتمبر / أيلول 2011، أقال آلاف المتظاهرين السفارة الإسرائيلية في القاهرة، وكسروا الجدار ودخلوا المبنى، وجاء الاحتجاج والهجوم وسط فوضى "الربيع العربي". وقد تم انقاذ ستة من موظفي السفارة من قبل رجال الجيش المصريين وتم إجلاءهم من البلاد. وفي عام 2012، أدانت محكمة مصرية 76 مصريا لدورهم في هذا العنف.
أرسل تعليقك