الكشف عن أن بكين قامت بتفكيك عمليات تجسس لوكالة الاستخبارات المركزية
آخر تحديث GMT11:47:36
 العرب اليوم -

صحيفة أميركية تعلن أن الصينيين قتلوا أو سجنوا 20 جاسوسًا من "سي آي أيه"

الكشف عن أن بكين قامت بتفكيك عمليات تجسس لوكالة الاستخبارات المركزية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الكشف عن أن بكين قامت بتفكيك عمليات تجسس لوكالة الاستخبارات المركزية

مصادر المخابرات الأميركية
واشنطن ـ يوسف مكي

كشفت صحيفة أميركية النقاب عن أن الحكومة الصينية قامت بشكل منهجي بتفكيك عمليات التجسس التي أجرتها وكالة الاستخبارات المركزية "سي أي إيه" في البلاد منذ عام 2010، ما أدى إلى مقتل أو اعتقال اكثر من اثني عشر مصدرا على مدى عامين، ومن ثم تعطيل المعلومات الاستخباراتية الشائكة هناك لسنوات بعد ذلك، ما يعد ضربة للاستخبارات الأميركية. وأبرزت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني، أن مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين، وصفوا هذا الاختراق الاستخباراتي بأنه واحد من أسوأ الاختراقات منذ عقود؛ الأمر الذي خلق زخمًا في وكالات الاستخبارات ووكالات إنفاذ القانون في واشنطن لاحتواء تداعيات الأزمة، ولكن المحققين انقسموا بمرارة حول القضية، فالبعض منهم كان مقتنعا بأن هناك أشخاصًا داخل الـ"سي اي ايه" خانوا الولايات المتحدة، فيما أعتقد آخرون أن الصينيين نجحوا في اختراق النظام السري للـ"سي أي إيه" والمخصص للتواصل مع المصادر الأجنبية، وبعد سنوات، لا يزال هذا الجدل مستمرا.

الكشف عن أن بكين قامت بتفكيك عمليات تجسس لوكالة الاستخبارات المركزية

وأضافت الصحيفة "أنه لم يكن هناك خلاف حول الضرر الناتج عن هذا الأمر؛ فمنذ الأسابيع الأخيرة من عام 2010 وحتى نهاية عام 2012، وفقا لمسؤولين أميريكيين سابقين، قتل الصينيون ما لا يقل عن اثني عشر من مصادر المخابرات الأميركية، وطبقا لما ذكره ثلاثة من المسؤولين، فقد تم إطلاق النار على مصدر أمام زملائه في فناء مبنى حكومي، وكان ذلك بمثابة رسالة موجهة إلى الآخرين الذين ربما كانوا يعملون لحساب الولايات المتحدة". وتابعت، أن آخرين لا يزالون يقبعون داخل السجون، وإن الصينيين قتلوا أو سجنوا من 18 إلى 20 جاسوسًا من جواسيس "سي آي أيه" في الصين، وفقا لمسؤولين أميركيين كبار سابقين، مما أدى إلى تفكيك شبكة استغرق بناؤها اعواما عدة.

ونقلت الصحيفة تصريحات لمسؤولين بأنه قد يكون من الصعب تقييم التداعيات الناجمة عن الكشف عن عمليات التجسس في الصين، ولكن الأمر يمكن النظر إليه بشكل خاص على أنه ضار للغاية،  فيما يضاهي عدد الأصول الأميركية المفقودة في الصين تلك التي فقدت داخل دول الاتحاد السوفيتي السابق وروسيا خلال سنوات عمل كل من الدريتش أميس وروبرت هانس، المسؤولين السابقين في "سي أي إيه" و "أف بي آي"، واللذين سربا معلومات عن العمليات الاستخباراتية لموسكو لسنوات.

وتظهر الحادثة التي لم يبلغ عنها سابقا مدى نجاح الصينيين في تعطيل جهود التجسس الأميركية قبل سنوات من الخرق المعلن عنه في عام 2015 والذي أعطى بكين إمكانية الوصول إلى الآلاف من سجلات موظفي الحكومة، بما في ذلك الاستخبارات C.I.A.والتي تعتبر التجسس في الصين واحدة من أولوياتها العليا، ولكن جهاز الأمن في البلاد يجعل من الصعب تشكيل شبكة للتجسس وتطوير مصادرها هناك.

وفي الوقت الذي تحاول فيه الاستخبارات الأميركية الكشف عن كيفية تسريب بعض وثائقها الأكثر حساسية على الانترنت قبل شهرين من قبل "ويكيليكس"، و F.B.I. التحقيق في العلاقات المحتملة بين حملة الرئيس دونالد ترامب وروسيا، فإن الطبيعة غير المستقرة للتحقيق في الصين تدل على صعوبة إجراء تحقيقات مضادة للتجسس في خدمات تجسس المتطورة مثل تلك الموجودة في روسيا والصين. وقد رفض كل من الـ"سي أي ايه" و الـ"اف بي اي" التعليق.

وتم عقد تفاصيل دقيقة عن التحقيق. ووصف عشرة مسؤولين اميركيين سابقين التحقيق بشروط عدم الكشف عن هويتهم لانهم لم يرغبوا في تحديد هويتهم.وظهرت أولى بوادر القضية عام 2010. في ذلك الوقت، كانت نوعية معلومات وكالة الاستخبارات المركزية حول الأعمال الداخلية للحكومة الصينية أفضل ما كان عليه لسنوات، نتيجة لتجنيد مصادر في عمق البيروقراطية في بكين، وفقا لما ذكره مسؤولون سابقون. وكان بعضهم من المواطنين الصينيين.

ولكن بحلول نهاية العام، بدأ تدفق المعلومات ينخفض، وبحلول أوائل عام 2011، أدرك كبار موظفي الوكالة أن لديهم مشكلة: فالأصول في الصين، وهي من أغلى مواردها، تختفي. وفتحت الـ" أف بي آي " والـ "C.I.A" تحقيقا مشتركا يديره كبار مسؤولي مكافحة التجسس في كلا الوكالتين. وبدأوا العمل من مكتب سري في ولاية فرجينيا الشمالية، وبدأوا في تحليل كل عملية تجري في بكين، وقال مسؤول اميركي رفيع المستوى ان التحقيق كان يدعى "هوني بدجر".

ومع اختفاء المزيد من المصادر، أخذت العملية تزداد إلحاحا،و تم فحص كل موظف تقريبا في السفارة الأمريكية، مهما كانت رتبته عالية،و يعتقد بعض المحققين أن الصين قد تصدع الطريقة المشفرة التي تستخدمها C.I.A. للتواصل مع موظفيها، بينما يشتبه آخرون في خائن في "سي آي أيه"، وهي نظرية أن مسؤولين في الوكالة كانوا في البداية مترددين في تصديق ذلك، وأن البعض في كلا الوكالتين لا يصدقان، وتخللت مناقشاتهم بمكالمات هاتفية  - "لقد فقدنا شخصا آخر" - وأسئلة عاجلة من إدارة أوباما تتساءل لماذا تباطأت المعلومات الاستخباراتية عن الصينيين.

وقد توصلوا في النهاية لموظف سابق في الوكالة كان يعمل في قسم "سي آي أيه" الخاص بالصين، معتبرا أنه كان على الأرجح مسؤولا عن الإفصاحات الشديدة، وقال مسؤولون حاليون وسابقون ان الجهود المبذولة لجمع ما يكفي من الادلة لاعتقاله فشلت، وهو يعيش الان في بلد آسيوي آخر. وقال بعض المسؤولين السابقين إن هناك سببًا وجيها للاشتباه في أحد المطلعين على الداخل، بينما قال مسؤولان سابقان ان جواسيس صينيين خرقوا فى ذلك الوقت مراقبة وكالة الامن القومى فى تايوان، وهى جزيرة تدعى بكين انها جزء من الصين - عن طريق التسلل الى المخابرات التايوانية، وهى شريك امريكى. واكتشفت C.I.A.  عملاء صينيين فى خط توظيف الوكالة، وفقا لما ذكره المسؤولون ووثائق المحكمة.

ولكن كبار جواسيس "سي ايه ايه"، مارك كيلتون، كما يقول مسؤولون سابقون، انه كان صديقا مقربا لبريان جيه كيلي، وهو ضابط بـ"سي آي أيه"، و الذي كان يشتبه في خطأ في تسعينات القرن الماضي من قبل F.BI.I.  كونه جاسوسا روسيا، وقد تبين أن الخائن الحقيقي هو السيد هانسن، وكثيرا ما ذكر السيد كيلتون سوء معاملة السيد كيلي في الاجتماعات ، ولكنه قال انه لن يتهم شخص دون أدلة حقيقية.

وقال مسؤولون سابقون ان بعض الضباط التقوا بمصادرهم فى مطعم حيث قام عملاء صينيون بزرع اجهزة استماع، وحتى النوادل عملوا للاستخبارات الصينية. وأعلنوا أن هذا الإهمال، إلى جانب احتمال أن الصينيين قد اخترقوا قناة الاتصالات السرية، سوف يفسر الكثير من حالات الاختفاء والوفيات إن لم يكن كلها. وقد قاوم بعضهم في الوكالة، وخاصة أولئك الذين ساعدوا في بناء شبكة التجسس، هذه النظرية، واعتقدوا أنهم قد تم القبض عليهم في وسط حرب من الحروب داخل C.I.A.

ومع ذلك، اختطف الصينيون جواسيس الوكالة، واستمروا خلال عام 2011 وحتى عام 2012. كما ضيق المحققون قائمة المشتبه بهم في الوصول إلى المعلومات، وبدأوا التركيز على الأمريكيين الصينيين الذين غادروا C.I.A. قبل وقت قصير من بدء خسائر الاستخبارات. ويعتقد بعض المحققين انهم بدأوا فى التجسس لصالح الصين. وقال مسؤول ان الرجل كان قادرا على الوصول الى هويات سي آي آيه. وبعد مغادرته الوكالة  قرر الرجل البقاء فى آسيا مع عائلته والسعى وراء فرصة عمل.

وقال المسؤولون ان الطائرة اف بى اى و C.I.A. استعادت الرجل مرة أخرى إلى الولايات المتحدة في عام 2012 بحيلة حول عقد محتمل مع الوكالة، وهو ترتيب مشترك بين الضباط السابقين.و تساءل الوكلاء عن الرجل، وسأله لماذا قرر البقاء في آسيا، قلقا من أنه يمتلك عددا من الأسرار التي ستكون قيمة للصينيين. ولم يتضح بعد ما اذا كان الوكلاء يواجهون الرجل حول ما اذا كان قد تجسس على الصين. وقال المسؤول ان الرجل دافع عن اسباب العيش فى اسيا ولم يعترف بوقوع اى مخالفات. ثم عاد إلى آسيا.

واوضح مسؤولون أميركيون أن الصين كانت شديدة العدوانية في تجسسها في السنوات الأخيرة، بخلاف مخالفة سجلات مكتب إدارة شؤون الموظفين في عام 2015. في العام الماضي، وهو F.BII. اعترف الموظف بالذنب لانه يعمل كوكيل صينى لسنوات، ويمرر معلومات تقنية حساسة الى بكين مقابل النقد، وغرف الفندق الفخمة خلال السفر الخارجى والبغايا. 

وفى مارس/آذار، أعلن المدعون العامون اعتقال موظف بوزارة الخارجية منذ فترة طويلة، كانديس ماري كليبورن، المتهمين بالكذب على المحققين حول اتصالاتها مع المسؤولين الصينيين. ووفقا للشكوى الجنائية ضد السيدة كلايبورن، التي اعترفت بأنها غير مذنبة، قام عملاء صينيون بسداد النقود في حسابها المصرفي وإغراقها بالهدايا التي تضمنت جهاز إفون وجهاز كمبيوتر محمول ودرسا في مدرسة الأزياء الصينية.
 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكشف عن أن بكين قامت بتفكيك عمليات تجسس لوكالة الاستخبارات المركزية الكشف عن أن بكين قامت بتفكيك عمليات تجسس لوكالة الاستخبارات المركزية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان

GMT 23:03 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تكسر قاعدة ملكية والأميرة آن تنقذها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab