سكان غزة  يعيشون بين حصارين في زمن انتشار وباء كورونا
آخر تحديث GMT22:43:15
 العرب اليوم -

الأزمة تفاقمت مع إعلان حالة الطوارئ الأخيرة بسبب الفيروس

سكان غزة يعيشون "بين حصارين" في زمن انتشار وباء "كورونا"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - سكان غزة  يعيشون "بين حصارين" في زمن انتشار وباء "كورونا"

حركة حماس الفلسطينية
غزه - العرب اليوم

يعيش سكان قطاع غزة الحصار الإسرائيلي المفروض عليهم منذ نحو 14 عاماً، ويشمل تقييد الحركة من وإلى الخارج ومنع دخول البضائع، إضافة للتحكم بقطاعاتٍ حيوية مختلفة، مثل الكهرباء والمياه والمساعدات وغيرها. غ

ير أن الأزمة تفاقمت مع إعلان حالة الطوارئ الأخيرة بسبب انتشار فيروس كورونا، فتبّدلت جوانب الحياة من السيء إلى الأسوأ.

فقد كثير من سكان القطاع مصادر دخلهم.

عشرات المصانع والمطاعم التي كانت تصارع البقاء وتعمل في ظروفٍ استثنائية، سرّحت عمالها.

الشوارع فارغة من مظاهر الحياة اليومية، والأسواق أوصدت أبوابها أمام الباعة الذين تعودوا على العيش برزق يومهم، والقطاع الصحي بات على شفا حفرة من الانهيار، وفقاً للبيانات الواردة في التقارير الرسمية.

حسني الخطيب يعمل بائعا جائلا في الأسواق الشعبية، يوضح أنّه كان يشتغل طوال ساعات في اليوم، لأجل تأمين مبلغ مالي بسيط يمكّنه من الصرف على أفراد أسرته السبعة، لكنّه اليوم وبعد التزامه بالحجر المنزلي، بات لا يقدر على الإيفاء بمتطلباتهم، مشيراً إلى أنّ استمرار الحال على هذا الوضع «يمكن جداً أن يؤدي لمجاعة ومشكلات اجتماعية لا تُحمد عاقبتها».

أما موظفو القطاع، التابعون للسلطة الفلسطينية وحركة حماس، فهم بالأساس يعانون منذ سنوات من أزمة مالية، إذ يحصل موظفو السلطة على 75 في المائة من رواتبهم، فيما تدفع حركة حماس لموظفيها 40 في المائة فقط من تلك الرواتب، بسبب الأزمة المالية التي يعاني منها الطرفان. وبعد أكثر من شهر على حالة الطوارئ التي تمّ الإعلان عنها في قطاع غزة لمواجهة فيروس كورونا، باتت الرواتب مهددة بصورة إضافية، لعدد من الأسباب، منها تراجع نسب العائدات التي تجبيها الحكومة من نشاط المواطنين، «إضافة لتوقعات بتراجع دعم الجهات الخارجية لانشغال الجميع بمواجهة الجائحة»، وفقاً لتصريح مصدر مسؤول في السلطة الفلسطينية.

إغلاق منشآت سياحية

أبرز القطاعات التي تضررت في غزة، المجال السياحي والفندقي الذي كان في الأساس يعاني أزمة حادة مع ظروف الحصار الإسرائيلي وتدني مستوى العيش للسكان. وأضحت نحو 200 منشأة سياحية ومطعم في القطاع مغلقة بشكلٍ كامل.

رئيس هيئة المطاعم والفنادق والخدمات السياحية صلاح أبو حصيرة، أفاد بأنّ «القطاع السياحي، سرّح نحو 6000 عامل، ممن كانوا يعتمدون في رزقهم على نظام (اليومية)»، مبيناً، أنّ حجم الخسارة التقديرية للفنادق والمطاعم، وصل حتّى الآن لأكثر من 5 ملايين دولار، ويتوقع له الارتفاع.

على مستوى القطاع الصناعي الذي يشغّل آلاف العمال، ويعيش في الأساس مشكلات لها علاقة بانقطاع التيار الكهربائي وتوافر المواد الخام، تعطلّت عجلات الإنتاج كاملة في عشرات المصانع، غير أن المصانع التي تختص بإنتاج الملابس والمعقمات والمواد الغذائية، حققت نمواً عالياً، حينما حوّلت مجال عملها لإنتاج المستلزمات التي يزيد عليها الإقبال خلال الأزمة، وتشمل المعدات الطبية والمواد الغذائية والمطهرات.

يشير صاحب مصنع مختص بالخياطة، بشير البواب، إلى أنّ مصنعه باشر في صنع الكمامات، فور بدء الأزمة، ونجح في إنتاج الآلاف منها للاستهلاك المحلي، إضافة لتصدير بعضها للضفة الغربية وإسرائيل ودول أخرى. ويضيف: «رغم أهمية عملنا في هذه الظروف، فإنّنا نواجه عقبات، أهمها انقطاع الكهرباء لنحو 12 ساعة يومياً، إضافة لعدم قدرتنا على توفير كلّ مواد الخام المطلوبة».

أمّا أشرف منصور، صاحب مصنع مواد التنظيف في جنوب القطاع، فقد ركز خطوط عمله على إنتاج المطهرات حتى بات المصنع يعمل بقوة إنتاجية هي الأعلى في تاريخه منذ تأسس عام 2009 في ذروة الحصار الإسرائيلي على غزة، مبيّناً أنّ المصنع يعاني من نقص في مادة الكحول، ومن عدم القدرة على تصدير المنتج للخارج، رغم مطابقته للمواصفات العالمية.

قطاع صحي متدهور

يعاني القطاع الصحي في غزة، انهياراً شديداً ويفتقد نحو 45 في المائة من أدواته الأساسية، لا سيما الأجهزة الخاصّة بالتعامل مع حالات كورونا. ويضم القطاع 63 جهازاً للتنفس الصناعي، إضافة لنحو 100 سرير للعناية الفائقة، وعدد محدود من أنابيب فحص «الفيروس»، وهذا بحسب التقارير الصادرة عن الحكومة.

وحاولت جهات دولية ومؤسسات مختصة إدخال مساعدات طبية تساهم في دعم الوضع الصحي، لكنّ الإجراءات الإسرائيلية منعت تلك المساعدات، لمبادلة أسراها بها.

ولا يتمكن كثير من سكان غزة من شراء مواد التعقيم والوقاية، بسبب تدني مستوى المعيشة عموما، فوفقاً لبيانات وزارة التنمية الاجتماعية، بلغت نسبة انعدام الأمن الغذائي في صفوف سكان القطاع 70 في المائة، في حين وصلت نسبة الذين يعيشون تحت خط الفقر المدقع إلى 33.8 في المائة.

وكان (مركز الميزان) لحقوق الإنسان، قد حذر في بيانٍ أخير، من كارثة حقيقية تهدد غزة إذا زادت فيها حالات الإصابة بالفيروس وخرجت عن السيطرة، وطالب المجتمع الدولي بالتحرك بشكلٍ سريع لغوث القطاع ومساعدته بالأجهزة الطبية، للحد من الخسائر في الأرواح والإصابات.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :  

إسماعيل هنية ينفي أي وجود عسكري لـ"حماس" في إدلب

وفدان من "حماس" يصلان إلى القاهرة وموسكو لبحث قضايا الحدود والخدمة مع إسرائيل

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سكان غزة  يعيشون بين حصارين في زمن انتشار وباء كورونا سكان غزة  يعيشون بين حصارين في زمن انتشار وباء كورونا



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 00:54 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025
 العرب اليوم - أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
 العرب اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 01:10 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دليل مُساعد لإضافة لمسة جذابة إلى صالون المنزل
 العرب اليوم - دليل مُساعد لإضافة لمسة جذابة إلى صالون المنزل

GMT 02:43 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
 العرب اليوم - غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 15:16 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

العلاقة بين الاكتئاب وحرارة الجسم دراسة جديدة تسلط الضوء
 العرب اليوم - العلاقة بين الاكتئاب وحرارة الجسم دراسة جديدة تسلط الضوء

GMT 01:49 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يحدد 3 مفاتيح لاستعادة الأمن في شمال إسرائيل
 العرب اليوم - نتنياهو يحدد 3 مفاتيح لاستعادة الأمن في شمال إسرائيل

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 08:56 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

هجرات جديدة على جسور الهلال الخصيب

GMT 17:12 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 31 شخصا على الأقل في هجمات إسرائيلية في قطاع غزة

GMT 03:11 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطوط الجوية الفرنسية تعلق رحلاتها فوق البحر الأحمر

GMT 22:38 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال اليونان

GMT 17:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة 32 جنديا بينهم 22 في معارك لبنان و10 في غزة خلال 24 ساعة

GMT 01:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولة الفلسطينية

GMT 09:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

هيدي كرم تتحدث عن صعوبة تربية الأبناء

GMT 15:09 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

توتنهام يتأخر بهدف أمام أستون فيلا في الشوط الأول

GMT 11:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

رامي صبري يُعلق على حفلته في كندا

GMT 04:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان

GMT 21:38 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هاريس تتعهد بالعمل على إنهاء الحرب في الشرق الأوسط
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab