تخوض القوات العراقية المشتركة، مواجهات ضد التنظيم المتطرف "داعش"، وسط مواقع سكنية في إطار معركة انطلقت قبل أكثر من ثلاثة أشهر، لاستعادة الموصل من قبضة المتطرفين، وتمكنت قيادة عمليات "قادمون يانينوى"، من قتل عشرات المتطرفين وتدمير مفخختين في الموصل. وقتل ضابط كبير في الجيش العراقي خلال عمليات التحرير، ويأتي ذلك في وقت طمأن السفير الأميركي في العراق دوغلاس سيليمان، حكومة بغداد بأن الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة دونالد ترامب، ستلتزم باتفاقية الاطار الاستراتيجي بين البلدين.
وأوضح سيليمان في تصريحات للصحافيين من مقر السفار في بغداد، أن "الاتفاقية الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والعراق ستبقى نافذة وفاعلة خلال الإدارة الأميركية الجديدة". وشدد السفير الأميركي على أن بلاده ستعمل على تفعيل بقية الجوانب في الاتفاقية، وليس الجانب الأمني فقط. ووقع العراق والولايات المتحدة اتفاقية الإطار الاستراتيجي في عام 2008، مهدت لانسحاب القوات الأميركية من العراق في نهاية 2011 بعد 8 أعوام من الغزو وإسقاط نظام صدام حسين. وتنظم الاتفاقية علاقات البلدين على كافة المستويات ولا سيما العسكرية والاقتصادية والتعليمية والثقافية وغيرها.
وكشف قائد عمليات "قادمون يانينوى" الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله، في بيان صادر عن خلية الإعلام الحربي، أن" قطعات المحور الشمالي المتمثلة بقطعات الجيش تمكنت من تحرير حي الملايين ومنطقة البناء الجاهز ورفع العلم العراقي فوق المباني والسيطرة على طريق دهوك باتجاه الموصل بإسناد طيران التحالف الدولي وإبطال طيران الجيش التي تمكنت من تدمير عجلتين مفخختين وقتل عدد من المتطرفين وتدمير مفرزة هاون وتمكنت قطعات الفرقة المدرعة التاسعة من فتح وتطهير طريق بعويزه باتجاه تلكيف، وتدمير عجلة مفخخة وتدمير مفرزتين هاون". وأشار إلى أن "المحور الشرقي للساحل الأيسر لقوات مكافحة الإرهاب مستمرة في عمليات التفتيش والتطهير المباني والطرق في المناطق المحررة".
وأضاف أن "المحور الجنوبي للساحل الأيسر لقوات الشرطة الاتحادية مستمرة بإجراء عمليات التفتيش والتطهير للأحياء المطهرة وتطهير الطرق، معلنًا "مقتل العقيد سبهان حسن إسماعيل عبد الله الجبوري امر اللواء 71 فرقة المشاة الخامسة عشر أثناء عمليات تحرير المحور الشمالي".
وتابع أن "طيران التحالف نفذ 6 طلعات جوية قتالية وتدمير عدد من آليات المتطرفين وقتل عدد منهم"، مبينًا أن" القوة الجوية العراقية تمكنت من تنفيذ 3 ضربات جوية استطاعت من قتل عدد من المتطرفين وتدمير معداتهم في الساحل الأيمن، فيما نفذ طيران الجيش 8 طلعات قتالية لاسناد الساحل الأيسر، وتمكنت من قتل عدد من المتطرفين وتدمير عدد من معداته.
وقتلت القوة الجوية العراقية، 70 متطرفًا من عناصر" داعش"، في غارات على معسكرات تدريبهم في قضاء القائم غرب محافظة الأنبار. وذكر بيان لخلية الإعلام الحربي، أنه "واستنادًا لمعلومات وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية وجه صقور الجو ضربة جوية، أسفرت عن مقتل 15 متطرفًا وتدمير مستودع كبير للأسلحة كان داخل معسكر لتدريب عناصر "داعش" المتطرفة في منطقة سنجك بقضاء القائم". وأشار البيان إلى أن ضربة جوية أخرى "أسفرت عن تدمير معسكر لتدريب عناصر داعش مع كافة الأسلحة والتجهيزات، وقتل مايقارب 30 متطرفًا وجرح 25 اخرين في منطقة جريجب بالقائم".
وأعلنت وزارة الدفاع عن استكمال جميع الاستعدادات الهندسية والفنية، لتهيئة ونصب الجسور التي تربط الساحلين الأيسر بالأيمن لمدينة الموصل، نتيجةً لتدمير الجسور الرئيسية فيها بفعل العناصر المتطرفة. وقال مدير الهندسة العسكرية الفريق حاتم المكصوصي، أن "مفارز المعالجة وكتائب الهندسة المنتشرة في قواطع العمليات تقوم برفع العبوات الناسفة وتطهير الدور المفخخة والمنشات الحيوية التي قام المتطرفين بزرعها في مناطق آثار النمرود والحمدانية وكوكجلي ومناطق أخرى في الساحل الأيسر التي تم تحريرها من قبل قواتنا المسلحة، بغية تأمين عودة العوائل النازحة إليها".
وأشار إلى أن "كتائب الهندسة في محافظة الأنبار استطاعت رفع أكثر من 20 ألف عبوة ناسفة، وتطهير 250 منزلًا مفخخًا، وإبطال مفعول وتفجير المئات من العجلات المفخخة". وأوضح أن "الجهد الهندسي لكتيبة هندسة ميدان فرقة المشاة السابعة، ضمن قاطع عمليات الجزيرة تمكن من نصب جسر يربط منطقة حديثة في البغدادي، لتسهيل عبور المواطنين والقطعات العسكرية".
وأشار إلى أن" كتائب هندسة الميدان قامت بفتح الطرق الجديدة والثانوية التي تخدم حركة تقدم القطعات العسكرية، فضلًا عن قيامها بإنشاء سواتر ترابية لتحصين المواقع العسكرية الدفاعية في مناطق الشرقاط وصلاح الدين وشرق دجلة". وتتراجع عمليات التفجير التي تتعرض لها القوات العراقية في الموصل خلال مواجهاتها مع المتطرفين مقارنة بالمعارك التي خاضتها ضدهم سابقا.
وقال أحد الضباط إن "تنظيم داعش لا يتهاون عن قتل مدنيين، لكن وجود عدد كبير من السكان في الموصل، يقف عائقًا أمام استخدام المتفجرات على نطاق واسع من قبل المتطرفين". وكشف الفريق الركن عبد الغني الأسدي قائد قوات مكافحة الإرهاب، أن "القوات العراقية تواجه مفخخات أقل في الموصل مما كانت عليه في الأنبار وصلاح الدين، حيث خاضت معارك في وقت سابق ضد المتطرفين".
ووافق المجلس الوزاري للأمن الوطني برئاسة رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، على تشكيل "فريق وطني" ضد التهديدات الإلكترونية. وذكر بيان لمكتب رئيس الوزراء، أنه "وفي بداية الاجتماع جرى مناقشة اخر تطورات عمليات قادمون يا نينوى وسير المعركة والانتصارات الكبيرة لقواتنا البطلة والأوضاع الأمنية والإجراءات التي تتخذها الأجهزة الأمنية لحماية المواطنين". وأضاف البيان "كما جرى متابعة الإنجاز بمنظومة الإبلاغ الإلكتروني للموقوفين ومشروع مذكرة التفاهم للتعاون في مجال مكافحة الجريمة بين العراق وأوكرانيا".
ولفت إلى أنه "تمت الموافقة على تشكيل الفريق الوطني للاستجابة للحوادث والتهديدات السِبرانية، "وهي الوسيط الإلكتروني لشبكات الحواسيب التي يجري عبرها الاتصال المباشر"، كما جرى خلال الاجتماع مناقشة ومتابعة المقررات والتوجيهات السابقة، إضافة إلى عدد اخر من المواضيع المدرجة على جدول الأعمال".
أرسل تعليقك