اجتمع وفد تركي مع نظيريه السويدي والفنلندي، بالمجمع الرئاسي في العاصمة أنقرة، من أجل التشاور حول انضمام البلدين إلى حلف شمال الأطلسي وذلك بعدما رفضت تركيا طلب انضمامهما بسبب مخاوف أمنية.وعقد الوفد التركي لقاءين مع نظيريه السويدي والفنلندي كل على حدة، ومن ثم انعقد اجتماع ثلاثي، حيث ترأس الوفد التركي متحدث الرئاسة إبراهيم قالن، والوفد السويدي سكرتير الدولة في مكتب رئاسة الوزراء أوسكار ستينستروم، أما الوفد الفنلندي فيرأسه مستشار وزارة الخارجية جوكا سالوفارا.
وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية، الأربعاء، إنه إذا لم تتم مواجهة مخاوف تركيا الأمنية بـ"خطوات "ملموسة في جدول زمني معين"، فإن عملية انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي "لن تتقدم".وقال قالن في مؤتمر صحافي عقب الاجتماع لقد "رأينا موقفاً إيجابياً بشأن فك القيود على الصناعات الدفاعية التركية، وأنقرة ترحب بذلك"، مشيراً إلى أنه تم التأكيد خلال الاجتماع على وجود أدلة تربط بين "حزب العمال الكردستاني" والقوات الكردية المسلحة.
وأضاف "نطلب من الاستخبارات الفنلندية والسويدية التعاون معنا في مواجهة التنظيمات الإرهابية"، مبيناً أن "هناك شروطاً وقواعداً تتعلق بالعضوية في (الناتو) وأكدنا على ضرورة احترام تلك الشروط".
بدورها، قالت وزير الخارجية السويدية آن ليندي إن مباحثات تطرقت إلى المخاوف الأمنية التي طرحتها تركيا، مشيرةً في تغريدة على "تويتر" إلى أن المسؤولين اتفقوا على مواصلة الحوار الذي قالت إنه تم "بروح بناءة".
يأتي ذلك بعد ساعات من تأكيد رئيسة الوزراء السويدية ماغدالينا أندرسن أنه "من الواضح أن الأمر يتعلق بالأماكن التي نرسل إليها مساعداتنا المالية وأننا نبيع أسلحة"، نافيةً في مؤتمر صحافي تقديم بلادها "أموال أو أسلحة لمنظمات إرهابية"، ومبديةً إرادتها رفع "الغموض" في هذا الشأن الذي برز في الاتهامات التركية.
وقدمت ستوكهولم وهلسنكي رسمياً، الأسبوع الماضي، طلب انضمامهما إلى حلف الأطلسي في ظل الغزو الروسي لأوكرانيا، فيما أبلغت تركيا البلدين قبل أيام بضرورة أن يتخذا خطوات ملموسة في ما يتعلق بدعم "منظمات إرهابية" سياسياً ومالياً.
ونشرت تركيا العضو في الحلف الأطلسي منذ 1952 قائمة الشروط لرفع هذه العرقلة المفاجئة. وتطالب أنقرة خصوصاً بتسليم أشخاص متواجدين على الأراضي السويدية تصفهم بأنهم "إرهابيون" تابعون لـ"حزب العمال الكردستاني" و"وحدات حماية الشعب الكردية" في سوريا.
وكان وزير الخارجية التركي مولود تاشووش أوغلو أشار، الثلاثاء، إلى سعي بلاده للحصول على "اتفاق مكتوب من السويد وفنلندا لضمان تحفظاتها".وتتهم الحكومة التركية ستوكهولم بالإعلان عن مساعدة بقيمة 376 مليون دولار لصالح "حزب العمّال الكردستاني" و"وحدات حماية الشعب"، وبتقديم لهما أسلحة "خصوصاً أسلحة مضادة للدبابات والطائرات المسيرة".
وسبق لوزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو أن أعرب، الثلاثاء، عن إدراكه مخاوف تركيا الأمنية، معتبراً أن "من الممكن تسوية هذه الأمور"، مضيفاً أنه "قد يكون هناك أيضاً بعض المسائل التي لا ترتبط مباشرة بفنلندا والسويد وإنما بأعضاء آخرين في حلف شمال الأطلسي".
وخلال منتدى "دافوس" العالمي، وصف الأمين العام لحلف "الناتو" ينس ستولتنبرج طلب فنلندا والسويد الانضمام للحلف بـ"التاريخي"، معرباً عن ثقته في إمكانية التوصل لحل ينهي اعتراض تركيا على قرار انضمام البلدين.
وأضاف: "أنا واثق من أننا سنكون قادرين على إيجاد طريقة لحل هذه القضايا والاتفاق ثم الترحيب بفنلندا والسويد كعضوين في الحلف"، مشدداً على أهمية القرار لمنطقة البلطيق.وتطالب تركيا أيضًا برفع حظر سويدي على صادرات الأسلحة إليها، سارٍ منذ هجوم تركي على شمال سوريا في أكتوبر 2019.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
تشاووش أوغلو يجري مباحثات هاتفية مع الأمين العام لحلف الناتو
بايدن يصرح فنلندا والسويد تنسجمان مع كافة متطلبات الناتو
أرسل تعليقك