أعلن مصدر عسكري عراقي ، عن مقتل 20 عنصرًا من عناصر "داعش" المتطرفة خلال قصف نفذته المدفعية العراقية استهدف تعزيزات للتنظيم المتطرف في صحراء قضاء عانه 300/ كيلومترا غرب بغداد، في وقت كشف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ، عما بحثه مع وفد إقليم كردستان الذي يزور بغداد للتباحث بشأن الاستفتاء المزمع في 25 من الشهر لمقبل للاستقلال عن العراق. يأتي ذلك في وقت قال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن "خللا" في مدفعية للجيش الأميركي تسبب في مقتل جنديين أميركيين في شمال العراق يوم الأحد.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية في بيان منفصل إن الجيش يحقق في الواقعة التي أسفرت أيضا عن إصابة خمسة جنود آخرين. وقال الكولونيل روبرت مانينغ المتحدث باسم البنتاغون "وحدة مدفعية للجيش كانت تقوم بمهمة للرد على موقع لتنظيم "داعش" لإطلاق قذائف المورتر عندما حدث خلل تسبب في إصابة سبعة جنود". ورفض البنتاغون الإدلاء بمزيد من التفاصيل. ولم يتضح على وجه التحديد ما هو "الخلل" الذي حدث.
والجنود المصابون كانوا ضمن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والذي يقاتل التنظيم في العراق. وقال مانينغ إنه لا يوجد ما يشير إلى وجود أي علاقة للتنظيم بمقتل الجنديين وإن إصابات الجنود الخمسة لا تهدد حياتهم.
من جهة ثانية، أعلن المقدم الركن ياسر الدليمي إن "مدفعية الجيش العراقي قصفت تعزيزات لتنظيم الدولة في صحراء قضاء عانه ما أسفر عن قتل ما لا يقل عن 20 عنصرا وتدمير عدد من التعزيزات التي تأوي عناصر التنظيم"، مشيرا إلى ان القصف "يأتي ضمن استعدادات الجيش العراقي لتنفيذ عمليات تحرير مناطق غرب البلاد من العناصر المتطرفة". وأوضح الدليمي أن "الجيش العراقي يقوم بتنفيذ عمليات عسكرية يومية في المناطق ذاتها، بهدف تقليص نفوذ التنظيم في صحراء الأنبار، وكذلك تأمين الطرق المؤدية إلى الحدود مع الأردن والسعودية".
الى ذلك، فشلت الحوارات بين التركمان والحكومة المركزية لانشاء قوة مشتركة من السُنة والشيعة للمشاركة في اقتحام تلعفر. وتبدو بحسب التحشيدات في مناطق قريبة من المدينة التركمانية، بان قوات النخبة وقطعات من الجيش سيكون لها الثقل الاكبر في المعركة البرية التي توشك على البدء. وبالتزامن مع ذلك أعلنت هيئة الحشد الشعبي، ان 90% من تشكيلاتها ستشارك بفاعلية في عمليات استعادة تلعفر من قبضة داعش. ومنذ يومين والتصريحات تتضارب حول الوضع الميداني هناك. فبعد تأكيدات من وزارة الدفاع ببدء الهجوم الجوي، نفت القيادة المشتركة انطلاق الحملة العسكرية.
وظهرت في الايام القليلة الماضية، على صفحات التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو تشير الى وصول قطعات من القوات العراقية الى محيط تلعفر. ويؤكد مصدر قريب من مسرح العمليات ان "الهجوم البري على تلعفر سيبدأ خلال أيام" بعد ان وصلت التحشدات الى المراحل النهائية. ويقول المصدر، ان "القوات ستتقدم من أكثر من محور، مطلع الاسبوع المقبل كحد اقصى". وأظهرت مقاطع الفيديو، التي بثها ناشطون على فيسبوك، وصول قيادات الفرقة الاولى والثانية من جهاز مكافحة الإرهاب الى قضاء تلعفر، بالاضافة الى قوات الفرقة ٩ المدرعة جيش عراقي.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع، بدء معركة تحرير مدينة تلعفر من خلال تنفيذ ضربات جوية على تحصينات داعش، مشيرا الى أن الهجوم البري سيبدأ بعد إكمال تنفيذ تلك الضربات. وقال محمد الخضري، في تصريحات صحافية، إن "سلاح الجو العراقي بدأ معركة تحرير مدينة تلعفر من خلال تنفيذ ضربات جوية على تحصينات تنظيم داعش".
وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع أن "القوات العسكرية جاهزة باتجاه تحرير قضاء الحويجة"، مشيرا إلى أن "القوات العراقية تمركزت في مواقعها وفق الخطة المرسومة لتحرير كافة الأراضي التي لا تزال تحت سيطرة داعش". ويقول احمد يوسف، قائممقام قضاء البعاج القريب من تلعفر، ان "القصف التمهيدي على المدينة قد بدأ منذ ليلة الاثنين". ويؤكد يوسف، ان "الطائرات تضرب مواقع منتخبة منذ ايام داخل تلعفر، لكن القصف التمهيدي بدأ بالمدافع".
ونفى المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العراقية العميد يحيى رسول، بدء الهجوم الجوي لاستعادة قضاء تلعفر. واعتبر رسول، في تصريحات صحافية، ان ما قاله المتحدث باسم وزارة الدفاع العميد الطيار محمد الخضري بهذا الخصوص "غير دقيق وغير صحيح".
بالمقابل، أكد رسول أن الضربات الجوية "هي ضربات تجريدية وضربات استنزاف لقدرات عناصر التنظيم المتطرف". وأشار إلى أن القوات العراقية قتلت "العديد من عناصر داعش، وأيضا دمرنا مستودعات أسلحة ومعدات ومقرات القيادة والسيطرة والأنفاق التي يستخدمها التنظيم".
وأوضح المتحدث باسم العمليات المشتركة بان القطاعات العسكرية تجري تحضيراتها بانتظار الضوء الأخضر وتحديد رئيس الوزراء حيدر العبادي ساعة الانطلاق.
وواجهت عملية استعادة تلعفر تحدياً معقداً خلال الاشهر الماضية، تمثلت بطبيعة القوات التي ستشارك في اقتحام المدينة، والفيتو التركي الذي يمنع مشاركة الحشد الشعبي في العملية. وللخروج من هذا المأزق، توقعت أطراف سياسية أن يلجأ رئيس الحكومة الى الاستعانة بقوات الجيش والنخبة، التي أنهت مهامها قبل فترة قصيرة في الموصل. وحتى الآن لايمكن الجزم بمستوى مشاركة "الحشد" في المعركة، لكن حسن توران، النائب التركماني، يقول "فشلنا في إقناع الحكومة بتشكيل حشد مشترك من السنة والشيعة التركمان لاقتحام المدينة".
ويقول توران، "كان من المفترض ان تكون القوة مكونة من 2000مقاتل، ولانعرف لماذا الحكومة رفضت الاقتراح". وكانت جهات في الحشد اتهمت رئيس الوزراء بوضع "فيتو" على مشاركتهم في معركة تحرير المدينة، وانه قام بإبعادهم الى البعاج التي تحررت في حزيران الماضي.
وأكد أحمد الأسدي، المتحدث باسم هيئة الحشد الشعبي، ان "قيادة العمليات المشتركة وزعت المهام بين القوات المشاركة في عمليات تلعفر ومن جميع المحاور". وقال الاسدي، في مؤتمر عقده في بغداد ، "لا خطوط حمراء أمام مشاركة الحشد الشعبي في عمليات تحرير مدينة تلعفر وبقية المناطق من تنظيم داعش"، مشيرا الى ان "الحشد متواجد بالقرب من تلعفر وفي مناطق غرب الأنبار". ومن جهته قال احمد الورشان، شيخ قبيلة الحديدين في الموصل، ان "الحشود العشائرية مستعدة وقريبة من تلعفر".
وقد لاتكون معركة تحرير تلعفر، بالسهولة التي تتحدث عنها القيادات العسكرية. ومؤخرا، اعتبر قائد عمليات نينوى اللواء نجم الجبوري ان معركة استعادة تلعفر ستكون أسهل من معركة الموصل. وقال "لا أتوقع اندلاع معركة شرسة في المدينة".
لكن المدينة تضم أجزاء تشبه الى حد كبير ساحل الموصل الايمن والمدينة القديمة، بالاضافة الى وجود اعداد كبيرة من المدنيين. ويقول النائب التركماني حسن توران ان "المعركة ستكون شرسة، لان تلعفر تعتبر المعقل النهائي للتنظيم في الموصل".
ودعا توران الحكومة الى اخذ الحيطة والحذر من اصابة المدنيين المتواجدين داخل المدينة. وكان مسؤول تركماني في الموصل رجح وجود 50 عائلة في تلعفر لم تنتمِ الى داعش. وعلى الرغم من ذلك، يتوقع احمد الورشان، الذي يقود (حشد الحديدين)، في نينوى، ان "المعركة لن تكون صعبة، وداعش منهار الى حد كبير". ويتوقع ان "المعركة لن تستغرق اكثر من اسبوعين".
بالمقابل كشف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي امس الثلاثاء عما بحثه مع وفد إقليم كردستان الذي يزور بغداد للتباحث بشأن الاستفتاء المزمع في 25 من الشهر لمقبل للاستقلال عن العراق. وقال في مؤتمره الصحفي الاسبوعي، في اعقاب اجتماع حكومته، إن الحوار مع الوفد الكردي "تم على وفق ما يحفظ مصلحة البلاد".
وكان العبادي قد اجتمع بالوفد الكردي يوم الاثنين على مدى ساعتين، حيث بحثا موضوع استفتاء الاستقلال. ويضم الوفد الذي وصل بغداد الاثنين، عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني روز نوري شاويس رئيساً، والاعضاء رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان فؤاد حسين والمتحدث باسم الاتحاد الوطني الكردستاني سعدي أحمد بيره وعضو قيادة الإتحاد الاسلامي الكردستاني محمد أحمد والنائبين في برلمان اقليم كردستان التركماني ماجد عثمان والمسيحي روميو هكاري والنائبة الإيزيدية في البرلمان العراقي فيان دخيل.
ويواصل الوفد لقاءاته في بغداد مع زعماء العراق، حيث من المقرر ان يتضمن برنامج الوفد الكردي زيارة كبار رجال الدين الشيعة ومنهم المرجع الشيعي الاعلى السيد علي السيستاني.
أرسل تعليقك