واشنطن ـ العرب اليوم
يشكّل الاتفاق بين إسرائيل وحماس على هدنة في قطاع غزة وتبادل للرهائن والمعتقلين نصرا ديبلوماسيا للرئيس الأميركي جو بايدن.لكن بايدن الذي يبذل جهودا كبيرة على المستوى الشخصي، مازال بعيدا عن تحقيق نتائج مهمة في سبيل احتواء الصراع في ظل عدم دعوته إلى وقف دائم لإطلاق النار، وعن أسس حل يلي هذه المرحلة. ومساء الثلاثاء، أعلن الرئيس الديموقراطي الذي يعد الداعم الأول لإسرائيل، أنه «راض تماما» عن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة قطرية، بعد 5 أسابيع من المفاوضات «المرهقة للغاية»، وفق مسؤول أميركي.
وفي السياق، قالت واشنطن إنها تتوقع أن يسمح هذا الاتفاق بوصول المساعدات الإنسانية الضرورية للمدنيين المحاصرين في الصراع في قطاع غزة. ويحظى الإعلان عن اتفاق بصدى خاص في الولايات المتحدة عشية عطلة «عيد الشكر»، خصوصا أن من بين الرهائن الذين سيطلق سراحهم مواطنين أميركيين من بينهم طفلة تبلغ من العمر 3 سنوات.
وفي هذا الإطار، سارع فريق الرئيس جو بايدن إلى تسليط الضوء على «ديبلوماسية دؤوبة وجهود متواصلة من قبل الولايات المتحدة»، وفق وزير الخارجية أنتوني بلينكن.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تشهد فيه شعبية بايدن الذي يقوم بحملة لإعادة انتخابه، انخفاضا يعود في جزء منه إلى انتقادات تطوله من الشباب بسبب دعمه لإسرائيل خصوصا.
في الواقع، لم تتوقف الولايات المتحدة عن زيادة ضغوطها في الأسابيع الأخيرة على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، في وقت كان الوضع في غزة يتدهور بشكل أكبر وفي مواجهة «عدد كبير جدا» من الضحايا المدنيين الفلسطينيين. ومنذ السابع من أكتوبر، تجاوزت 14 ألف قتيل 70% منهم من النساء والأطفال، فيما توقف عدد القتلى الإسرائيليين عند 1200 شخص قتلوا يوم هجوم حماس على الجانب الإسرائيلي، دون احتساب عدد الجنود المشاركين في الحرب.
وقال ماكس بوت من «مجلس العلاقات الخارجية» في واشنطن، إنه «من خلال دعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ورفض الدعوات لوقف إطلاق النار، اكتسب بايدن مصداقية لدى الجمهور الإسرائيلي، مما يسمح له بالضغط على إسرائيل لتقديم مساعدات أكبر للمدنيين الفلسطينيين».
وأضاف على إحدى المدونات: «إنه يقوم بذلك حتى لو كلفه الأمر خسارة الدعم في معسكره الخاص».
ويأتي ذلك في وقت ترتفع المزيد من الأصوات في الولايات المتحدة، خصوصا من الجناح اليساري في الحزب الديموقراطي، لدعوة الرئيس الأميركي إلى أن يكون أكثر حزما في مقاربته لحليفه الإسرائيلي.
وفي رسالة وجهت الإثنين إلى بايدن، أعرب عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الديموقراطيين عن قلقهم من أن «المعاناة المتزايدة والمتواصلة في غزة.. ستؤدي إلى تفاقم التوترات القائمة وإلى تقويض التحالفات الإقليمية».
واعتبروا أنه يجب على إدارة بايدن أن «تضع بشكل عاجل رؤية لمستقبل إسرائيل وفلسطين، وكذلك للدور الذي ستلعبه بلادنا للتشجيع على حل سلمي وعلى إعادة الإعمار».
كذلك، دعوا البيت الأبيض إلى الضغط على إسرائيل من أجل إعادة فتح معبر كرم أبوسالم بين إسرائيل وغزة. وفي الوقت الحالي، فإن النقطة الوحيدة للدخول إلى قطاع غزة، هي عبر معبر رفح عند الحدود مع مصر.
أرسل تعليقك