القصة الكاملة للقاء رئيس المجلس السيادي السوداني وبنيامين نتنياهو
آخر تحديث GMT13:39:58
 العرب اليوم -

غادر الأول لأوغندا خوفا من هبوط الطائرة الإسرائيلية في الخرطوم

القصة الكاملة للقاء رئيس المجلس السيادي السوداني وبنيامين نتنياهو

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - القصة الكاملة للقاء رئيس المجلس السيادي السوداني وبنيامين نتنياهو

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو
الخرطوم ـ العرب اليوم

كشفت مصادر سياسية مطلعة أن اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، برئيس المجلس السيادي السوداني الجنرال عبد الفتاح البرهان، لم يكن مستغربا، كاشفة عن معلومات كان يعلمها كبار الساسة العرب عن وجود تقارب بين جنرالات الخرطوم وحكومة تل أبيب، منذ أن كان عمر البشير على سدة الحكم، وأن الخوف من الغضب الشعبي هو ما أجل زيارة نتنياهو للخرطوم نهايات العام 2018، وأنه هو أيضا ما حال دون استقباله الإثنين على أرض السودان.

وذكرت المصادر التي تحدثت للصحيفة، فإن اللقاء "المثير للجدل" بين البرهان ونتنياهو كان ثمرة "اتصالات سرية" بين جنرالات الخرطوم مع ساسة تل أبيب، وعلمت به القيادة الفلسطينية، كما العديد من الأنظمة العربية، في إطار سعي هذه الدولة العربية لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل، للتقرب بشكل أكبر من الولايات المتحدة الأميركية، وتعلم القيادة الفلسطينية كغيرها بأن اتصالات "تطبيع" العلاقات بين حكام السودان وإسرائيل تسارعت مؤخرا، لذلك كانت تحث عبر قنوات سياسية ودبلوماسية القيادة السودانية على إلغاء أي ترتيبات خاصة لتطبيع العلاقات، وهو أمر أيضا طلبته من عدة دول عربية أخرى، لكنها وفق المعلومات المتوفرة تلقت "ردودا غير مطمئنة" من بعضها، وهو ما دفع بالرئيس محمود عباس، وقادة فلسطينيين كثر، لتكرار الطلب مؤخرا وبشكل لافت من الدول العربية الالتزام بمبادرة السلام العربية، التي تنص على منع أي تطبيع للعلاقات مع إسرائيل، قبل إنهائها الاحتلال للمناطق العربية التي احتلت عام 1967.

ودفع التردد العربي وحالات التطبيع المتصاعدة بالفلسطينيين للطلب بأن تكون جلسة مجلس وزراء الخارجية العرب، التي عقدت السبت الماضي، ضمن التحرك الفلسطيني لرفض "صفقة القرن"، معلنة وتبث مباشرة على الفضائيات، وذلك في ظل الغضب الفلسطيني الرسمي والشعبي على مشاركة سفراء الإمارات والبحرين وعمان، في المؤتمر الصحافي الذي أعلن فيه ترامب عن "صفقة القرن"، التي حملت هدايا كثيرة لم يتوقعها الإسرائيليون على حساب الثوابت والحقوق الفلسطينية.

وفي دلالة على الغضب الفلسطيني من اللقاء التطبيعي، قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، صائب عريقات، إنه يمثل "طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني وخروجا صارخا عن مبادرة السلام العربية"، وإلى أصل "حكاية التطبيع السودانية الإسرائيلية"، في شهر نوفمبر من العام 2018، وتحديدا بعد شهر من زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى سلطنة عمان، ولقاء السلطان قابوس، كشف الإعلام الرسمي الإسرائيلي أن هناك ترتيبات قائمة في تل أبيب، لتكون وجهة نتنياهو المقبلة إلى العاصمة السودانية الخرطوم، وهو ما أحدث وقتها جدلا كبيرا، خاصة أن هذه العاصمة هي التي شهدت إطلاق "اللاءات" العربية الثلاثة ضد الاحتلال.

ونشر موقع هيئة البث الإسرائيلي الرسمي "مكان" خبرا جاء فيه، في يوم 26 أكتوبر من العام 2018، "كشف النقاب عن أن الوجهة القادمة لنتنياهو هي دولة السودان"، ووقتها نقل الموقع عن مصدر في تل أبيب قوله إن طواقم إسرائيلية تعمل على بناء علاقات مع السودان، وإنه من بين الأهداف تقليص مسافة الرحلات الجوية بين إسرائيل والقارة الأمريكية الجنوبية، على أن تلزم هذه الخطوة استخدام المجال الجوي لكل من السودان وتشاد، ووقتها أيضا نقل عن مسؤولين سودانيين الذين نفوا الخبر أن الأمر مجرد "أمنيات وبالون اختبار من طرف إسرائيل"، وقد جاء الكشف عن الزيارة بعد شهر من زيارة نتنياهو لسلطنة عمان، وترافق وقتها مع حديث إسرائيلي وصل لحد ترتيبات ميدانية أجراها مسؤولون كبار لزيارة نتنياهو إلى العاصمة البحرينية المنامة، ولقاء الملك حمد بن عيسى.

لكن الزيارتين سواء للخرطوم أو المنامة لم تنجزا في ذلك الوقت، رغم أن المؤشرات على الأرض كانت تشير إلى بقاء الاتصالات بين تلك العواصم وتل أبيب، وهو أمر كشفه أكثر من مرة نتنياهو، بتباهيه بعلاقات مع دول عربية كثيرة لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، ويتكشف بعد خروج الجماهير السودانية على نظام الرئيس المعزول عمر البشير، أن إلغاء زيارة نتنياهو في ذلك الوقت كان خشية من ردة الفعل الشعبية، التي تحركت بعد وقت قليل من الكشف عن ترتيبات تطبيع العلاقات، وأطاحت بالبشير لاتهامه في قضايا فساد واستبداد، وعلى الأرجح فإن السبب السابق، الذي منع البشير من استقبال نتنياهو، هو ما دفع بخليفته البرهان إلى عدم استقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي في الخرطوم، لكن كسب ود أمريكا عبر الحليف الأكبر إسرائيل، وصعود أحد جنرالات الجيش لسدة الحكم بعد الثورة، واستمراره في نهج سابقه، لم يوقف قناة الاتصال المباشرة التي كانت مفتوحة بين تل أبيب والخرطوم، والتي تكللت مساعيها في عقد اللقاء.

وكان نتنياهو، الذي رتب للقاء البشير سابقا في الخرطوم، يريد عقد اللقاء مع خليفته البرهان في "عاصمة اللاءات الثلاثة"، كون العاصمة تحمل دلالات تشير إلى أن اللاءات العربية لم تعد قائمة، ويُشار إلى أن القمة العربية في الخرطوم التي عقدت في العام 1967، وسميت بقمة "اللاءات الثلاثة"، خرجت بثلاثة قرارات هي "لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض مع العدو الصهيوني"، ولا يستبعد فلسطينيا أن تكون هناك أنظمة عربية وازنة، كدولة الإمارات التي تدعم المجلس العسكري في السودان، هي من أعطت إشارة الموافقة على لقاء البرهان مع نتنياهو، وذلك بالترافق مع وساطات عدة دول إفريقية لترتيب اللقاء، وهو أمر أشارت إليه تقارير إسرائيلية، بنقلها عن مسؤول عسكري سوداني وصفته بـ"رفيع المستوى"، قال إن أبو ظبي هي من رتّبت اللقاء في أوغندا.

والمعروف أن هذه الزيارات واللقاءات، مثلها مثل الدعم الأمريكي، تخدم نتنياهو في حملته الانتخابية التي يريد الفوز بها خلال الشهر القادم، من أجل تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة بعد فشله مرتين العام الماضي، وهو ما سينجده من الذهاب للسجن، لمحاكمته في قضايا فساد، وكان نتنياهو عقد مساء الإثنين لقاء مع البرهان، في مدينة عنتيبي الأوغندية، وذكرت إسرائيل عقب اللقاء أن السودان "معني بتوطيد التعاون مع إسرائيل، لمساعدته على الخروج من عزلته الدولية"، كما جرى الاتفاق بينهما على تطبيع العلاقات بين البلدين.

وخلال الأشهر الماضية تباهى نتنياهو كثيرا بوجود علاقات مع دول عربية، وقال إن "هناك ازدهارا جديدا ونهضة جديدة للعلاقات بين إسرائيل والكثير من الدول العربية والإسلامية"، لكن دون أن يسمي تلك الدول، وقال أيضا في إحدى المرات إن الأزمة مع إيران مكنت إسرائيل من بناء علاقات مع دول عربية لم تكن تخطر بباله إمكانية إقامة العلاقات معها.

قد يهمك أيضاً:


نتنياهو يؤكد أن ترامب أفضل صديق لـ إسرائيل على مدار تاريخها


أميركا وإسرائيل يوجِّهان دعوة إلى وحدة الموقف ضد إيران لاعتبارها تهديدًا آخر للبشرية

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القصة الكاملة للقاء رئيس المجلس السيادي السوداني وبنيامين نتنياهو القصة الكاملة للقاء رئيس المجلس السيادي السوداني وبنيامين نتنياهو



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
 العرب اليوم - أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد

GMT 14:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كوليبالي ينفي أنباء رحيله عن الهلال السعودي

GMT 03:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab