لندن - سليم كرم
يتوافد الناخبون في المملكة المتحدة، إلى صناديق الاقتراع، منذ صباح اليوم الخميس، للإدلاء بأصواتهم في أكبر انتخابات تشهدها البلاد، بعد الانتخابات العامة التي أجريت في مايو/ آيار الماضي.
ويقوم الناخبون باختيار أعضاء البرلمانات المحلية في اسكتلندا، وويلز، وأيرلندا الشمالية، وأعضاء 124 مجلسا محليا في إنكلترا، بالإضافة إلى انتخاب عمدة لندن، وبريستول، وليفربول، وسالفورد.
ويوجد في المملكة المتحدة 45 مليون ناخب، ويبلغ سن الانتخاب، في إنكلترا، وويلز وأيرلندا الشمالية 18 عاما، ، وفي اسكتلندا 16 عاما. وفتحت صناديق الاقتراع أبوابها في السابعة صباحا بالتوقيت المحلي(غرينتش)، وتنتهي عملية الاقتراع في العاشرة مساء.
وفي لندن، تظهر استطلاعات الرأي، أن المرشح الأوفر حظا للفوز بمنصب عمدة المدينة، هو مرشح حزب "العمال" المعارض، الباكستاني الأصل صادق خان، الذي سيصبح في حال فوزه أول عمدة مسلم للعاصمة البريطانية.
وانتقد خان عشية الانتخابات، "الحملة اليائسة لمعسكر المحافظين لتشويه صورة دينه الاسلام"، وقال خلال زيارته أمس لأحد أسواق جنوب لندن في إطار حملته الانتخابية لقد "خاب أملي لأن المحافظين وزاك غولدسميث (خصمه في رئاسة البلدية) قررا شن حملة سلبية تثير الانقسام وتزداد يأسًا". وأضاف : "سأبقى إيجابياً حتى إغلاق مكاتب الاقتراع. أريد في حال فوزي أن أكون رئيس البلدية الذي يوحد مدينتنا مجدداً، ويوحد المجموعات المختلفة".
ورداً على سؤال حول إمكانية كونه المسلم الأول الذي يرأس بلدية لندن وعاصمة غربية قال خان: "أنا لندني، أنا بريطاني، أنا مسلم الديانة، وبالطبع أنا فخور بإسلامي. لدي أصول باكستانية. أنا أب وزوج ومناصر لنادي ليفربول منذ زمن طويل. أنا كل هذا". ويتنافس عشرة مرشحين آخرين على خلافة المحافظ بوريس جونسون في منصب رئيس البلدية الذي يتولى مهمات النقل والشرطة والإسكان وتعزيز التنمية الاقتصادية، إلا أن أياً منهم لا يحظى بفرصة للفوز.
أما خصمه زاك غولدسميث من حزب "المحافظين" بزعامة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، فقد قام بحملة ليل الثلاثاء الأربعاء في اللحظات الأخيرة والتقى التجار في سوق بيلينغسغيت للسمك، كما ساعد في توزيع الحليب عند الفجر في منطقة كنسنغتون الراقية.ويحاول غولدسميث منذ أشهر ربط خان بالمتطرفين، مشيراً إلى أنه شارك عدداً منهم المنبر مرات كثيرة في السابق، الاتهام الذي كرره كاميرون الأربعاء أمام البرلمان.
لكن خان يعتبر بشكل عام تقدمياً، وصوَّت في السابق لصالح الزواج المثلي، ما عاد عليه بتهديدات بالقتل، كما نأى بنفسه عن قضية تتعلق بمعاداة السامية لحقت بحزب العمال. كذلك أوضح خان تكراراً أمام اتهامات المحافظين أنه التقى إسلاميين لكن في إطار مهامه السابقة محامياً لحقوق الإنسان. وصرح في الأسبوع الفائت: "قلت بوضوح إنني أعتبر وجهات نظرهم دنيئة".
وأظهر استطلاع نشرته صحيفة "ايفننغ ستاندرد" تفوق خان بنسبة 35 في المئة مقارنة مع 26 في المئة لغولدسميث. كما أظهر استطلاع آخر أجراه معهد "كومريس" لحساب إذاعة "ال بي سي" وتلفزيون "اي تي في" لندن الإخباري حصول خان على نسبة 45 في المئة مقارنة مع 36 في المئة لغولدسميث. واتسم السباق على منصب رئيس البلدية بالحملات السلبية بين المرشحين المختلفين تماماً.
يذكر أن صادق خان (45 عاماً) هو نجل مهاجر باكستاني كان يعمل سائق حافلة، ونشأ في إسكان حكومي وعمل في البداية محام لحقوق الإنسان قبل أن يصعد لمرتبة وزير في الحكومة. أما زاك غولدسميث (41 عاماً) فهو نائب محافظ من دعاة البيئة وابن قطب المال الراحل جيمس غولدسميث
أرسل تعليقك