نجح العلماء لأول مرة في التوصل إلى إمكانية الإبقاء على جنين بشري داخل مختبر لمدة 13 يوماً، وهو الإنجاز الكبير الذي يعقد الآمال على مساعدة الزوجين المحرومين من الإنجاب عبر تطوير أفضل علاجات التلقيح الصناعي.وحتى الآن، فإن الباحثين غير قادرين علي التحديق بالتحديد في الخلايا التي يمكن أن تنمو داخل جسم الإنسان وتبدو " كالصندوق الأسود " بالنسبة لهم، لأنه لم يحدث من قبل أن نجح جنين بشري في النمو خارج جسم الأم لمدة تزيد عن ستة أيام. حيث أنه وفي اليوم السابع، نجد البويضة المخصّبة تحتاج إلى زرع نفسها داخل رحم الأم من أجل الحفاظ على النمو.
ولكن الباحثين من جامعة كامبريدج في بريطانيـا وفريق من جامعة روكفلر Rockefeller في نيويورك نجحوا في الوقت الحالي بزرع الجنين لنفسه في طبق داخل المعمل يحتوي على المواد الكيميائية.ويعني التقدّم الذي تم التوصل إليه بأن الإسلوب الحالي قادر على جعل الجنين البشري ينمو داخل المعمل لفترة أطول من تلك المدة الحالية المقبولة دولياً بحد قانوني 14 يوماً. ويدعو الباحثون حاليـاً إلي عقد مناقشة عامة لتناول الحديث عن إمكانية السماح بفترة أطول تمتد إلى بضعة أيام أو ربما تصل إلى إسبوع من أجل نمو الأجنة.
وأعلنت ماجدالينـا زيرنيكا غوتز الأستاذة في تنمية الثدييات وبيولوجيا الخلايا الجذعية في جامعة كامبردج والتي قادت فريق البحث في بريطانيـا عن ذلك التطور خلال مؤتمر صحفي عقدته الأربعاء في لندن. حيث تطرقت إلى الحديث عن إنجابها وهي تبلغ من العمر 44 عاماً، وتحذيرها من إحتمالية معاناة المولود من مرض وراثي خطير. ولكنها أنجبت إبنها سيمون ويتمتع بصحة جيدة، ما جعل التجربة تلهمها لإجراء بحوث توصلت خلالها إلى أن الجنين البشري قادر علي تصحيح الأخطاء في الجينات، وأن بعض اختبارات الحمل المقلقة قد تكون مضللة لأنها لا تأخذ في عين الإعتبار قدرة الجنين على شفاء نفسه.وأضافت الدكتورة زيرنيكا غوتز بأن إجراء البحث يأتي بسبب كون مرحلة التلقيح الصناعي في المختبر واحدة من الأسباب الرئيسية لفقدان الحمل في سن مبكرة بنسبة تصل إلي 70 بالمائة، فضلاً عن أنه من المستحيل القيام بعمل مثل هذه الدراسات علي الأجنة البشرية التي تنمو في الرحم.
ولنجاح الدراسة، فقد تم إستخدام الأجنة البشرية التي تبرع بها الأزواج الخاضعين للعلاج عبر التلقيح الصناعي. وأشارت دكتورة زيرنيكا غوتز إلي أن نمو الأجنة خارج جسم الأم كان لا يصدق، وبعد حوالي 14 يوماً، كانت مرحلة المعيدة ( أحد مراحل نمو الجنين ) وظهور الجلد الخارجي والعضلات والعمود الفقري إضافةً إلي الدماغ والأعضاء الداخلية. فيما ذكر الباحثون بأن نمو الجنين في المعمل لا يكون مثل نموه داخل رحم الأم، وذلك لأنه ينمو في بيئة مسطحة.
ومن المتوقع بأن تساعد الدراسة التي إستغرقت ست سنوات لإكمالها على فهم " التشوهات " التي تصيب الجنين وتؤدي إلى خسارة الحمل مبكراً، إضافةً إلى المساعدة على نمو الخلايا الجذعية بشكلٍ أفضل، وكذلك تحسين نجاح عمليات التلقيح الصناعي. كما أكدت دكتورة زيرنيكا غوتز على أنه من قبيل " الخيال العلمي " الوصول إلى طفل كامل من دون رحم الأم.
الكشف عن أسرار الجنين
ما العمل الذي قام به العلماء ؟
نجح الباحثون في زرع جنين بشري بإستخدام مواد كيميائية داخل المعمل لمدة 13 يوماً، بعدما كان الحد الأقصى في السابق ستة أيام مع إحتياج الجنين إلى الزراعة في رحم الأم.
ما هو القانون ؟
تحرّم قوانين الخصوبة البشرية وعلم الأجنة لعام 1990 والخصوبة البشرية وعلم الأجنة (أغراض البحوث) لعام 2001 أي بحث يسمح للجنين البشري بالنمو أكثر من 14 يوماً. وتقيد إرشادات علمية وطنية في العديد من البلدان الأخرى من مختلف أنحاء العالم مثل الولايات المتحدة للبحث. وفي بريطانيـا، فإنه ينبغي بأن تكون جميع البحوث حاصلة على ترخيص من جمعية الخصوبة البشرية وعلم الأجنة.
ما هو الغرض من وضع حد قانوني يمتد لنحو 14 يوماً ؟
ترى بعض الجماعات الدينية بأنه عند دخول الروح إلي الجنين البشري، فإن الخلية لا يمكنها الإنقسام إلى جزئين متماثلين، وهو ما يعد بداية لتكون الشخصية الفردية الحقيقية.
لماذا يعد ذلك البحث مثيراً ؟
نمو الجنين البشري بعد اليوم السابع يعد بمثابة اللغز، ولكنه الآن يبدأ في تكوين شكل الجسم مع تطوير بدايات العمود الفقري، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى علاجات للخصوبة المحسنة مثل التلقيح الصناعي. ومن أصعب المراحل في علاج أطفال الأنابيب هي الزرع، حيث يكون مصيرها الفشل بنسبة تصل إلي 70 بالمائة.
ما هو المثير للجدل في ذلك ؟
كان تجاوز الحد المسموح وهو 14 يوماً مستحيل تحقيقه عندما تم وضعه لأول مرة في أواخر فترة الثمانينيات وبداية التسعينيات، ولكن العلم حالياً في تطور مستمر ويمكن معه تجاوز هذه المدة المحددة. ويقول مؤيدو رفع الحد بأن مزيداً من الأيام سوف يسمح بإجراء بحوث حيوية، وهو ما يؤدي إلي التوصل لعلاجاتٍ ثورية جديدة.
هل هذا يعني بأنه من الممكن التوصل إلى الطفل الكامل من داخل المعمل ؟
يقول الباحثون بأن الفكرة مستبعدة للغاية وبمثابة " الخيال العلمي " في الوقت الحاضر، حيث أن نمو الجنين البشري لن يزيد عن أيام معدودة بعد تجاوز الحد المسموح به وهو 14 يوماً. فالجنين يصبح أكثر تعقيداً مع كبره بما يصعب تغذيته وإخراج المخلفات علي الرغم من التطور السريع في الأبحاث
أرسل تعليقك