عبَّر رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا مارتن كوبلر، عن قلقه العميق إزاء الانتهاكات المتكررة للقانون الإنساني الدولي التي قد يرقى بعضها إلى جرائم حرب والتي ولا تزال تتكرر في بنغازي.وقال كوبلر في رسالة وجهها الى اطراف النزاع في بنغازي، إن المدينة شهدت خلال الأسابيع الأخيرة على وجه الخصوص قصف مناطق سكنية ما تسبب في إزهاق أرواح مدنيين في الشوارع وتعرض أحد المستشفيات للقصف.
أود أن أذكّر جميع الأطراف أن الهجمات المباشرة ضد المدنيين أو المرافق الطبية والممتلكات المدنية الأخرى، فضلاً عن الهجمات العشوائية التي لا تميز بين المدنيين والمقاتلين والأهداف المدنية والأهداف العسكرية المشروعة، تعدّ جرائم حرب يعاقب عليها القانون الإنساني الدولي. لذا يتحتم على جميع الأطراف الكف عن مثل هذه الهجمات. كما يتعين على أطراف النزاع اتخاذ تدابير وقائية بغية ضمان حماية السكان والممتلكات المدنية. وعلى وجه الخصوص، يجب على أطراف النزاع تجنب وضع أهداف عسكرية داخل المستشفيات أو بالقرب منها أو قرب الممتلكات المدنية الأخرى أو المناطق ذات الكثافة السكانية العالية.
وأود أيضا أن أكرر دعوتي لضمان الإخلاء الآمن لأي من المدنيين الذين ما يزالون محاصرين والراغبين في مغادرة المناطق التي تنتشر فيها الأعمال العدائية والتأكد من حماية جميع المدنيين، بمن فيهم أقارب المقاتلين المشتبه بهم، من الاعتقال التعسفي وأي نوع آخر من أنواع الانتقام. ويتعين معاملة أولئك المحرومين من حريتهم، بمن في ذلك المقاتلين، معاملة إنسانية وحمايتهم من التعذيب أو ضروب سوء المعاملة الأخرى. وينبغي الاعتناء بالجرحى. كما أن العقوبات الجماعية محظورة أيضاً. وقد حاولت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ولا تزال تحاول منذ شهور الحصول على موافقة الأطراف المتحاربة على وقف إطلاق النار الإنساني لضمان إجلاء المدنيين والجرحى. ولا يزال عرضنا للمساعدة في تسهيل مثل هذا الاتفاق قائماً.
إنني أحثكم على ضمان الاحترام التام لقواعد القانون الإنساني الدولي. إذ ينبغي أن يتم التحقيق في الأعمال العسكرية التي تمثل خرقاً لهذه القواعد. وعلى القادة استبعاد كل من يشتبه في تنفيذهم هجمات غير مشروعة من الخدمة ريثما يتم التحقيق في الأمر. ولا بد من تقديم جميع الجناة إلى العدالة. وفي هذا السياق أود أن أكرر دعمي الكامل للمحكمة الجنائية الدولية. وقد التقيت الشهر الماضي المدعي العام فاتو بنسودا لأعرب لها عن هذا الدعم. وأرحب بنيّة المدعي العام في توسيع نطاق التحقيقات في ليبيا. إنني أناشد جميع أطراف النزاع في ليبيا الالتزام التام بقواعد القانون الإنساني الدولي.
كوبلر موجود حاليا في نيويورك حيث حضر جلسة مشاورات خاصة عقدها مجلس الأمن الدولي حول الوضع في ليبيا، كما أجرى سلسلة لقاءات مع دبلوماسيين معنيين بالشأن الليبي.وأكد السفير البريطاني لدى ليبيا بيتر ميليت، دعم بلاده لحكومة الوفاق المقترحة من قبل بعثة الأمم المتحدة كحكومة لكل الليبيين باختلاف انتماءاتهم الجهوية والمناطقية .
وقال ميليت، إن بلاده تدعم المؤسسات التي نتجت عن الاتفاق السياسي الليبي في الصخيرات، وهي المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق ومجلس النواب .وأوضح السفير البريطاني وقوف بلاده مع بنغازي وترحب بهزيمة "داعش" فيها، مضيفا أن بريطانيا لا ترفض الشرق الليبي وتراه جزءا أساسيا من ليبيا، بحسب وصفه. وثمن مليت التضحيات الشجاعة التي بذلها أهالي بنغازي لتحرير المدينة.
أكد عضو المركز الإعلامي لغرفة عمليات "البنيان المرصوص" أبوبكر المصراتي أن قواتها أحرزت تقدما نحو وسط مدينة سرت مع تقهقر تنظيم "داعش"، وسيطرت على مطار سرت وقاعدة القرضابية، مشيرا إلى أن الاشتباكات كانت في المحورين الجنوبي لمدينة سرت، وقال: لقد فقنا عنصرين وجرح عشرة آخرين في إشتباكات مطار سرت.
وأشار إلى أن كتائب 166 وشهداء الزوابي وسرت تمكّنت من السيّطرة على هذه المواقع، وتمركزوا فيها بعد دحر قوّات "داعش" منها، عقب معركة استخدمت فيها راجمات صواريخ "غراد" ودبابات بمساندة السلاح الجوي.وفي طرابلس، أعلن المجلس الرئاسي في ليبيا عن تشكيل غرف عمليات عسكرية لتحرير المناطق الخاضعة تحت سيطرة تنظيم "داعش"، في محيط مدينتي سرت ومصراتة.
وشكل المجلس ما يعرف بـ"غرفة عمليات تحرير مصراته سرت" بعد تقدم "داعش" من مدينة سرت غرباً ليبسط سيطرته على منطقة بوقرين وبعض القرى المجاورة. وتتكون هذه الغرفة من بقايا ميليشيات فجر ليبيا، التي شاركت في تدمير مطار طرابلس وهاجمت ما يعرف بـ"الهلال النفطي" قبل عام.
كما شكل المجلس "غرفة عمليات تحرير أجدابيا سرت"، وتمكنت القوات التابعة لها من بسط سيطرتها على بلدتي بن جواد والنوفلية بعد انسحاب مسلحي داعش منهما، وتتولى قوات تابعة لحرس المنشآت النفطية، التي تتشكل منها الغرفة، مهام الأمن فيهما.ويقود هذه الغرفة المدعو إبراهيم جضران، الذي كان قد أعلن في السابق رفضه قيادة خليفة حفتر للجيش الليبي. يشار إلى أن إبراهيم جضران وإخوته كانوا قد اعتقلوا إبان عهد الزعيم الراحل معمر القذافي، بتهم ترتبط بالإرهاب وتم إيداعهم في سجن بوسليم الشهير.
وتفيد تقارير بأن عددا من إخوة إبراهيم جضران لديهم علاقات وطيدة مع جماعة "أنصار الشريعة" في ليبيا، ويعتقد أن هذا هو السبب في تغاضي جضران عن تحركات المتطرفين في المدينة.وذكرت التقارير أن جماعة الإخوان في ليبيا تمكنت "من استغلال بعض الشخصيات التي لا ترغب في قيادة خليفة حفتر الجيش الليبي. كالمهدي البرغثي (مرشح وزارة الدفاع) وفرج أقعيم (آمر جهاز مكافحة الإرهاب) وعائلة جضران. فعرضوا عليهم المناصب في حكومة الوفاق ليعملوا على إضعاف قدرات الجيش في المنطقة الشرقية".
من جهة ثانية، أعلنت قوتان مسلحتان في شرق ليبيا السبت دعمهما لحكومة الوفاق التي تحظى بتأييد الامم المتحدة، في خطوة مهمة لهذه الحكومة التي تسعى الى بسط سلطتها في القسم الشرقي من البلاد.وقررت هاتان المجموعتان اللتان كانتا تدينان بالولاء لقيادة الفريق خليفة حفتر، الانضمام الى حكومة الوفاق وهما قوة المهام الخاصة في جهاز مكافحة الارهاب وكتيبة الاسناد الامني لجهاز المخابرات العسكرية. وعقد قائدا هاتين القوتين السبت مؤتمرا صحافيا مشتركا في بنغازي مع وزير الدفاع في حكومة الوفاق مهدي البرغثي لاعلان الخطوة.
أرسل تعليقك