شهدت مديرية حيس، جنوب الحديدة الساحلية، غرب اليمن مواجهات عنيفة، بلغت أشدها أطراف المديرية من جهة مثلث العدين، في الوقت الذي سجل في مديرية المسراخ، جنوب شرقي تعز، إصابة طفلة جراء انفجار لغم حوثي، وفقا لما أفاد به مصدر محلي في تعز.
وقال المصدر إن "الطفلة بلقيس ناجي، أصيبت جراء انفجار لغم زرعته ميليشيات الحوثي الانقلابية في تبة مطلة على منطقة الكدمة، ما أدى إلى بتر قدمها، علاوة على إصابتها بشظايا في أماكن متفرقة من جسدها".
وفي الحديدة الساحلية، المطلة على البحر الأحمر، قالت مصادر عسكرية إن "الميليشيات شنت فجر الجمعة هجومًا عنيفًا على مواقع القوات المشتركة الموجودة في أطراف مديرية حيس من جهة مثلث العدين، ما أسفر عن اندلاع اشتباكات عنيفة مع عناصر الميليشيا بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة".
وأضافت، وفقا لما نقل عنها المركز الإعلامي لقوات ألوية العمالقة الحكومية المرابطة في جبهة الساحل الغربي، أن "القوات المشتركة تمكنت من التصدي للهجوم الحوثي وكبدت الميليشيات خسائر فادحة في العتاد والأرواح". مشيرة إلى أن "الميليشيات شنت الهجوم بتزامن مع قصف عنيف على الأحياء السكنية ومنازل المواطنين بقذائف مدفعية الهاون عيار 120 بشكل مكثف".
وذكرت المصادر أن "ميليشيات الحوثي الإرهابية استهدفت تجمعات سكنية في منطقة الجبلية التابعة لمديرية التحيتا، جنوب الحديدة، مستخدمة القذائف المدفعية الثقيلة والأسلحة المختلفة صباح الجمعة، وأن الميليشيات قصفت بقذائف المدفعية صوب منازل المواطنين وتساقطت قذائف الهاون بالقرب منها، بالتزامن مع استهداف المنازل بسلاح الدوشكا، وخلفت حالة من الخوف في صفوف المواطنين".
وأكدت "استهداف الميليشيات مزرعة أحد المواطنين بقذيفتي هاون، فيما أطلقت النار من سلاح معدل البيكا وبسلاح القناص وخلفت أضرارًا بالغة بالممتلكات".
وناقش فريق الحكومة اليمنية الشرعية في لجنة تنسيق إعادة الانتشار، الخميس، مع رئيس البعثة الأممية الجنرال الهندي، أباهيجيت غوها، في العاصمة المؤقتة عدن، تصعيد ميليشيات الحوثي الانقلابية وخروقاتها المتكررة للهدنة.
ووفقا لبيان نشره المركز الإعلامي لقوات ألوية العمالقة، شدد الفريق الحكومي، خلال اللقاء، على "ضرورة فتح المعابر الإنسانية لحركة المواطنين وإسعاف المرضى وتمرير المساعدات الإغاثية في مناطق محافظة الحديدة".
وذكرت أنه "تم الاتفاق على تنفيذ المرحلة الأولى من إعادة الانتشار كما هو مفهوم ومتفق عليه، وهو انسحاب الميليشيات الأحادي من الموانئ ومدينة الحديدة، ومناقشة الخروقات الحوثية الجسيمة التي صعدت الميليشيات من وتيرتها مؤخرًا"، مؤكدة أن "لجنة إعادة الانتشار دعت إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة ضدها".
إلى ذلك، كشف نائب المدير التنفيذي لمركز التعامل مع الألغام، العميد قائد هيثم حلبوب، عن تسجيل "إصابة 756 منهم 113 طفلا منذ بداية عام 2019، هم ضحايا الألغام الحوثية".
وقال إن "انقلاب ميليشيا الحوثي الانقلابية، تسبب في حرب امتدت إلى عدد كبیر من محافظات الیمن، وخلف مساحات جديدة وواسعة من المدن والقرى والطرقات والمنشآت العامة ومصادر المياه والمناطق الزراعية الملوثة بالألغام المضادة للأفراد والألغام المضادة للآليات ومخلفات الحروب".
جاء ذلك في كلمة اليمن التي ألقاها، الخميس، خلال أعمال المؤتمر التقييمي الرابع لمعاهدة أوتاوا لحظر الألغام، المنعقد حاليًا في مدينة أوسلو في النرويج، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء الحكومية "سبأ".
وأضاف أن "مخلفات الحرب والألغام التي زرعتها الميليشيات أدت إلى ظهـور صعوبات اقتصادیة كبیرة وأمنیة"، وأن "البرنامج ینفذ نشاطات نزع الألغام والتوعیة بمخاطرهـا ومساعدة الضحایا وذلك بدعم البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة والدول والمنظمات الداعمة وذلك في إطار خطة طارئة تتناسب مع الوضع الأمني".
وأكد القول إنه "حالیا ونتيجة الأوضاع والتحدیات التي تمر بهـا الجمهـوریة الیمنیة فإنة فقط یتم العمل وفقا للمرحلة الأولى"، وأن "المركز قام منذ بدایة عام ۲۰۱۹ بجمع بیانات الضحایا والمصابین وأظهرت الإحصائيات الأولى إصابة 756 منهم 113 طفل".
ونوه العميد حلبوب بأن "عدد الضحایا في تزاید نتیجة لحجم الكارثة المهـول"، وأن "الرقم الفعلي لضحایا الألغام الأرضیة أكبر بكثیر من ضمن الاحتیاجات التي یعمل علیهـا المركز التنفیذي للتعامل مع الألغام من إنشاء نظام مسح مركزي وعمل آلیة تنسیق مع قطاع الصحة".
وأشار إلى أن "عمل البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام فيما یخص مساعدة الضحایا يتم على أربع مراحل، في مقدمتها القیام بعملیة المسح الطبي والتي يتم فیهـا تدوین البیانات عن الضحایا وتعبئة وإعداد ملفات لهم وفقا للنظام المتبع، وتليها المرحلة الثانیة والمتمثلة في استدعاء الجرحى وعرضهـم على الأطباء الاختصاصیین وفقا لنوع الإصابة وتهـیئتهـم لعمل عملیات صغرى، وتليها المرحلة الثالثة والمتمثلة في التنسیق مع المستشفیات ومراكز الأطراف الصناعیة لإجراء عملیات التجمیل وتركيب الأطراف الصناعیة للمبتورین، فيما تتمثل المرحلة الرابعة في إعادة تأهـیلهـم ودمجهم بالمجتمع وذلك عن طریق فتح مشاریع صغیرة لغرض العمل فیهـا وإعالة أسرهـم".
واستعرض العميد حلبوب التحدیات والعوائق التي تواجه عمل البرنامج، منها اتساع المساحات المتأثرة بالألغام الأرضیة مع استمراریة الحرب، وشحة الإمكانیات والدعم التي یتلقاهـا البرنامج وخاصة المركز التنفیذي للتعامل مع الألغام للبرنامج في عدن بجانب مساعدة الضحایا، إضافة إلى وجود أعداد كبیرة من الضحایا في مناطق الصرع حاليًا ویصعب الوصول إلیهـم، وعودة النازحین إلى قراهـم ومناطقهـم الملوثة بالألغام بسبب الحالة الاقتصادیة وظروف المعیشة مما أدى إلى زیادة في الحوادث بین المدنیین.
وأعرب العميد حلبوب عن تطلع البرنامج إلى دعم الأشقاء والأصدقاء في الدول والمنظمات الإنسانیة في مجال مساعدة الضحایا من خلال تقدیم الرعایة الصحیة وإعادة تأهـیلهـم ودمجهـم في المجتمع المدني، مؤكدًا أن "هذا يتطلب وقوف كل الأشقاء والأصدقاء في الدول والمنظمات الإنسانیة ومضاعفة جهـودهـم ودعم الیمن في مجال مساعدة الضحایا".
وأشاد "بدور البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة والمملكة العربیة السعودیة ودولة الإمارات العربیة المتحدة ومنظمة أطباء بلا حدود ومنظمة الیونیسیف وجمیع الدول والمنظمات غیر الحكومیة التي دعمت وتعمل على دعم الحكومة الیمنیة للتغلب على تلك التحدیات، والذي سیسهـل على حكومة الیمن العمل في مجال مساعدة الضحايا".
قد يهمك أيضاً:
أرسل تعليقك