تعثّرت المحادثات التجارية بين كندا والولايات المتحدة الجمعة، إذ أخفق الجانبان في التوصل إلى اتفاق بشأن إعادة التفاوض لاتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية "نافتا".
الصفقة ستكون بشروط أميركية
واتفق الطرفان على أن يُرسل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إخطارا رسميا إلى الكونغرس مساء الجمعة ينص على نيته التوقيع على نسخة منقحة من "نافتا" في أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني، وفقا إلى صحيفة "وول ستريت جورنال"، وسيشير البيان إلى أن الرئيس يرغب في المضي قدما في إصدار يتضمن المكسيك فقط، لكنه سيكون مستعدا لمواصلة المفاوضات مع كندا.
وورد أن المفاوضات بين الحلفاء منذ فترة طويلة توترت وسط تعليقات غير صادرة عن ترامب بأن أي صفقة مع كندا ستكون "بالكامل بشروطنا"، وكانت صحيفة "تورنتو ستار" صرحت لأول مرة عن هذه التعليقات، وبدا أن ترامب أكدها لاحقا في تغريدة، إذ كتب الرئيس "على الأقل كندا تعرف أين أقف".
التهديد بالانسحاب من منظمة التجارة العالمية
جاءت تقارير المحادثات الفاشلة بعد ساعات من هزيمة ترامب للأسواق العالمية بالتهديد بسحب الولايات المتحدة من منظمة التجارة العالمية، وفي مقابلة مع "بلومبرغ" نُشرت الجمعة، شجب الرئيس كيف تعاملت هيئة التجارة الدولية مع الولايات المتحدة، وقال "إذا لم يطوروا من أنفسهم فسأنسحب من منظمة التجارة العالمية"، واصفا الاتفاق على إنشاء الهيئة بأنه "أسوأ صفقة تجارية على الإطلاق".
ولم يتناول محاولات إدارته الخاصة لطلب المساعدة من منظمة التجارة العالمية، بشأن التعريفات الانتقامية من الصين والاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك وتركيا، كما أوضح ترامب أنه سيمضي قدما في خطة لفرض رسوم جمركية على الواردات الصينية بقيمة 200 مليار دولار بمجرد انتهاء فترة الاستشارة العامة مطلع الأسبوع المقبل.
وتراجعت الأسهم العالمية بعد تصريحاته عن منظمة التجارة العالمية، رغم أن وزير الخزانة، ستيفن منوشين، رفض الفكرة في وقت لاحق بأنها "مبالغة"، وفي يوليو/ تموز، قال وزير التجارة، ويلبر روس، إنه يعدّ الحديث عن الانسحاب من منظمة التجارة العالمية "سابقا لأوانه قليلا".
المنظمة التجارية ترد
ورد روبرتو أزيفيدو المدير العام لمنظمة التجارة العالمية، على التعليقات الجمعة، قائلا إنه لا يوجد سبب "للذعر"، وأضاف أن "المخاوف الأميركية بشأن المناطق في منظمة التجارة العالمية التي يرغبون في تحسينها ليست جديدة، وأعتقد بأن ما قاله ترامب يتفق مع ما أعربوا عنه من قبل".
الأسواق الأوروبية والأميركية قلقة
وافتتحت الأسواق الأميركية على انخفاض طفيف الجمعة، في حين انخفض مؤشر MSCI للأسهم العالمية بنسبة 0.25 ٪، وتضررت الأسواق الأوروبية بشدة، بعد أن قال ترامب إن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد للتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن التجارة.
وأغلق مؤشر فوتسي 100 على انخفاض بنسبة 1.11 ٪، أو بانخفاض 83.61 نقطة عند 7432.42، في حين انخفض مؤشر Dax الألماني وCac في فرنسا بنحو 1 ٪.
وقال جوشوا ماهوني، محلل السوق لدى مجموعة IG التجارية عبر الإنترنت: "شهدت الأسواق العالمية تحولا ملحوظا خلال النصف الثاني من الأسبوع، حيث تلاشى التفاؤل بشأن الاتفاق بين الولايات المتحدة والمكسيك الإثنين إلى مرحلة أكثر تشاؤما حيث كان لدى المتداولين للقلق من احتمال حدوث مزيد من الانهيار في العلاقات الأميركية مع الصين وكندا ومنظمة التجارة العالمية، ومع انتظار الأسواق للإعلان المحادثات بين الممثلين التجاريين الأميركيين والكنديين، من المؤكد أن هناك درجة من النفور من المخاطرة مما يدفع التجار إلى خفض مراكزهم في نهاية الأسبوع".
وزيرة خارجية كندا تتفاوض
وبعد ساعات فقط من انتهاء المهلة التي حددتها واشنطن لإعادة تأهيل "نافتا" بحلول نهاية الأسبوع، اجتمعت الولايات المتحدة وكندا مرة أخرى صباح الجمعة، وقالت كريستينا فريلاند، وزيرة خارجية كندا، للصحافيين وهي تتجه إلى اجتماع مع الولايات المتحدة "لقد أمضينا الليل للتفكير، وأتطلع إلى الاستماع إلى ما قاله السفير روبرت هذا الصباح".
وأضافت أن كندا لم تكن تبحث عن أي اتفاق، وقالت فريلاند "ولن نقبل سوى صفقة جيدة لكندا، ونحن لسنا هناك بعد".
والتقت هي ولايتزر في وقت متأخر من ليلة الخميس، إذ أخبرت فريلاند المراسلين بأن لديها "شيئين لتقولهما"، واستمر الاجتماع خمس دقائق فقط.
وقال ترامب هذا الأسبوع إن أي صفقة تجارية مع كندا ستكون "بالكامل بشروطنا"، حسبما ذكرت صحيفة "تورونتو ستار" نقلا عن التعليقات غير الرسمية التي أدلى بها الرئيس خلال مقابلته مع "بلومبرغ".
وزعم ترامب أنه اضطر إلى الحفاظ على هذا الهدوء، لأن "الأمر سيكون مهينا إلى درجة أنهم لن يتمكنوا من التوصل إلى اتفاق"، وفقا إلى صحيفة "تورنتو"، وأشارت ستار إلى أنهم لم يتمكنوا من تأكيد الملاحظات بدقة 100٪، مشيرين إلى ميل الرئيس إلى ادعاءات مشكوك فيها، واعترف ترامب الجمعة بأنه أدلى بتصريحات غير رسمية إلى "بلومبرغ"، مضيفا أن تصريحاته مع وكالة الأنباء "انتهكت بشكل صارخ".
وعبر ترامب هذا الأسبوع عن ثقته بأن كندا والولايات المتحدة ستتمكنان من التوصل إلى اتفاق، ملمح إلى أنه قد تكون هناك بعض المرونة في الموعد النهائي لواشنطن، وسارعت كندا إلى واشنطن في وقت سابق من هذا الأسبوع بعد أن أعلنت الولايات المتحدة أنها أبرمت صفقة ثنائية مع المكسيك، وتركت الأخبار المسؤولين الكنديين يتدافعون، مما يشير إلى أن لديهم أياما فقط لتأمين مكان في الاتفاقية أو يخاطرون بفرض تعريفة ترامب التي قد تعيث فسادا في صناعة السيارات في كندا.
وحدّد ترامب موعدا نهائيا الجمعة لتجديد اتفاق عمره 24 عاما يمثل أكثر من 1 تريليون دولار في التجارة السنوية، إن الجدول الزمني الضيق، الذي يأتي بعد أكثر من عام من إعادة التفاوض مصمم لاستيعاب فترة انتظار مدتها 90 يوما مطلوبة في الولايات المتحدة ودفع الصفقة قبل التغيير القادم في حكومة المكسيك.
أرسل تعليقك