أعلنت وزارة الخارجية البريطانية، أن الاجتماع المقبل للمجموعة الرباعية حول اليمن سيكون مطلع شهر فبراير (شباط) المقبل، ولم تحدد الوزارة المكان المرتقب للاجتماع، إلا أن مصادر رجحت أن يكون في العاصمة البريطانية لندن.
ويكشف هذا الإعلان تسارعاً في انعقاد لقاءات المجموعة التي لم تكن تلتقي بهذه الكثافة منذ انطلاقها عام 2016، حيث كان آخر لقاء عقد في السفارة البريطانية في باريس، وحضره لأول مرة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون.
وقالت متحدثة باسم الخارجية البريطانية لـ«الشرق الأوسط»، إن لندن ستستمر في تقديم الدعم لنجاح محادثات سلام يمنية «من خلال جهود دبلوماسية مكثفة»، وبدأ وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون جولة للمنطقة، تضمنت زيارته إلى سلطنة عمان، على أن يتوجه إلى السعودية اليوم. ويعد اليمن أحد الملفات الرئيسية في أجندة الزيارة، وكان جونسون شدد في الآونة الأخيرة على أن «للسعودية الحق في الدفاع عن نفسها»، كما شدد على «ضرورة تحقيق تسوية في اليمن».
وعن اجتماع باريس، قال مسؤول كبير في الخارجية الأميركية: «تحدثنا عن الأهداف المشتركة الحاسمة في اليمن، وهي قبل كل شيء دعم التدابير المتخذة في الأسابيع الأخيرة لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية»، مشيداً بالقرارات التي اتخذتها السعودية حديثاً. وأضاف: «هذا ما يسمح لنا بمعالجة الأهداف الأخرى» المتمثلة في إيجاد حل سياسي للنزاع، واستراتيجية تهدف إلى مواجهة النفوذ الإيراني في اليمن.
وصف نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي عملية اغتيال الرئيس السابق علي عبدالله صالح بـأنها «جريمة بشعة»، مؤكداً «أننا نُدينها على رغم اختلافنا معه»، وكشف أن «علي صالح لم يُدفن بعد ولم تُسلم جثته إلى ذويه، ولا يزال عدد من أقاربه وقادته في الأسر».
وأبرمت السعودية واليمن، عقداً لإعادة تأهيل طرق رئيسة عدة في الأراضي اليمنية وتطوير البنية التحتية، بكلفة خمسة ملايين دولار. كما وقّع «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» عقداً لتمديد تشغيل العيادات الطبية في مخيم أبخ للاجئين اليمنيين في جيبوتي.
وفي مقابلة مع قناة «روسيا اليوم»، أكد المخلافي أن «البرلمان اليمني سيلتئم قريباً»، مؤكداً أن «الشرعية ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي تعزز مواقعها في عموم اليمن»، وأشار إلى أن «الحكومة الشرعية فتحت الباب أمام أعضاء حزب المؤتمر الشعبي العام وتعمل الآن على توحيده»، مشدداً على أن «السلام خيارنا الأساسي، والحرب فرضتها علينا مجموعة استولت على السلطة».
وأشار إلى أن «العلاقات اليمنية- الروسية تشهد تطوراً كبيراً»، لافتاً إلى «توافق على أن حل الأزمة يكون عبر الأمم المتحدة ووفق المرجعيات الثلاث»، إلى ذلك، قال وزير الأشغال العامة والطرق اليمني نائب رئيس لجنة التنسيق والمتابعة معين عبدالملك، في مؤتمر صحافي مشترك مع السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، إن مشروع إعادة تأهيل طرق رئيسة في بلاده يهدف إلى تقليل كلفة نقل البضائع والمساعدات الإغاثية والإنسانية إلى المحافظات كافة.
وكشف أن اتفاق إعادة تأهيل الطرق وإصلاحها سيبدأ من طريق صنعاء وحتى ميناء عدن. وأوضح أن «المشروع يشمل إعادة تأهيل وإصلاح طريق رئيس يمتد من وسط اليمن إلى ميناء عدن ومطارها، وسيبدأ تنفيذه خلال الأسابيع القليلة المقبلة».
ميدانياً، تمكن الجيش اليمني والمقاومة بدعم من طيران التحالف العربي أمس، من استكمال تحرير جبل مركوزة الاستراتيجي في مديرية ناطع في محافظة البيضاء بعد مواجهات عنيفة مع ميليشيات الحوثيين.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عن مصدر عسكري قوله إن «الجيش والمقاومة استعادا الجبل بعد دحر الميليشيات وتكبيدها خسائر فادحة». كما تمكنت قوات الجيش من تحرير عزلة الهاملي في موزع. وأكد مصدر عسكري أن القيادي الحوثي علي محمد القبيسي، المكنى بـ «أبو حيدر»، قُتل مع أربعة من معاونيه بعدما استهدفتهم مدفعية قوات الشرعية أثناء محاولتهم التسلل إلى مواقع استعادها الجيش. كما تمكن الجيش والمقاومة الشعبية من أسر قيادي حوثي يدعى منصور علي ناصر دبا في مديرية رازح في محافظة صعدة شمال اليمن.
استهدفت الخطة الإنسانية الشاملة لليمن محاور عدة، وانطلقت العمليات برا وبحرا وجوا: ميناء الحديدة، ومنفذ الخضراء الحدودي، ومحافظة مأرب التي تستقبل الجسر الجوي، ودخل اليوم الثالث في إطار الخطة مجاله، حيث استقبل مهبط الطائرات الذي أعدته القوات السعودية بدعم من الجيش الوطني في منطقة صافر النفطية، الطائرة الثامنة التي تصل إلى المحافظة، في إطار تغطيتها الإغاثية العاجلة للمناطق في شرق ووسط البلاد.
الفارق بين الخطة وغيرها من برامج الإغاثة، أنها بنيت على معايير عالية، مرفقة برقابة ملتزمة وفقا لمسؤولين في قطاع الإغاثة، ولحظة فارقة في صميم العمل الإنساني للوصول إلى المناطق المحررة ومناطق النازحين داخل الجمهورية اليمنية. كانت «الشرق الأوسط» في قلب العملية منذ انطلاقتها من مطار قاعدة الملك سلمان بالعاصمة الرياض، ووصولا إلى مهبط صافر في مأرب.
نحو ثمانية أطنان في كل طائرة التي يستمر عملها لأكثر من ثمانية أيام، بواقع ثلاث إلى أربع طائرات تستقبلها اليمن، ضمن خطة مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وبدعم من قوات التحالف العربي.
وقال فهمي منصور، منسق الأعمال بمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، بمحافظة مأرب، إن خطة العمل بعد وصول المساعدات بالجسر الجوي، تقوم على إيصال المساعدات بشكل عاجل للمحتاجين، بعد عمليتي فرز وتقييم كبيرتين خلال الأيام الماضية، لتحديد أكثر المناطق والأسر ذات الحاجة.
وقال منصور خلال حديث مع «الشرق الأوسط» من داخل مأرب، إن المسح الميداني المسبق، يقوم على المعايير الدولية في تحديد الاحتياجات، باعتماد من السلطة المحلية. وأضاف أن خطة التوزيع يتم العمل عليها طوال الأربع والعشرين ساعة، وسط رقابة شاملة من قبل وحدات من التحالف العربي وأفراد الشرعية اليمنية.
واستهدفت السلطات المحلية خطة التوزيع على المدن اليمنية التي تم تحريرها، ومنها البيضاء ومديرياتها التابعة، إضافة إلى المناطق في جنوب مأرب وشرقها، وخاصة صرواح التي تحمل الآلاف من النازحين من بعض المدن اليمنية، قبل أن يتم تحريرها خلال الأشهر والأسابيع الماضية.
وتحدثت مصادر عسكرية يمنية خلال جولة ميدانية على بعض مناطق النازحين التي وصلتها مساعدات مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، بأن حالة من الانهيار الشديد تعتري ميليشيات الحوثيين، التي تعرضت خلال الأيام القليلة الماضية إلى ضربات كبيرة، إضافة إلى انشقاق عناصر عسكرية ميدانية، بعد النجاح الكبير من قبل الجيش الوطني ودعم التحالف العربي عسكريا.
وشرحت أحاديث المدنيين النازحين حالة الدمار التي لحقت بمدنهم، خاصة في البيضاء وبالقرب من جبل مراد ونعمان، التي كانت تشكل نقاطا حيوية للحوثيين لقربها من العاصمة صنعاء، وتسبب الحصار الذي فرضته الميليشيات في صعوبة المعيشة وصعوبة توفير احتياجات أسرهم من الغذاء والدواء، الأمر الذي دفعهم للنزوح قبل أن ينجح التحالف العربي في تحرير المدن بالقرب من صنعاء.
وأشار فهمي بن منصور، خلال حديثه أثناء الجولة على بعض المواقع بالقرب من صافر بمحافظة مأرب، إلى أن خطة العمل الإنساني ساهمت في معالجة جوانب إنسانية في غاية الأهمية، ورفع الحالة المعنوية لدى آلاف اليمنيين، وهي ستشكل لهم نقطة دفع لاستكمال كسر القيود التي فرضها الانقلاب عليهم، وستساهم في تحسين المعيشة اليومية للعائلات اليمنية.
أرسل تعليقك