اتهمت حركة "طالبان" الأفغانية القوات الأميركية والحكومية الأفغانية، بتعمد قصف مدنيين في منطقة "تشار درة" في ولاية قندوز شمال أفغانستان، بحجة قصف مواقع لمقاتلي الحركة في المنطقة. وجاء في بيان أصدرته الحركة أن القوات الأميركية قصفت جوا منطقة تشار درة بقندز بشكل متواصل، حيث قتلت ثلاث نساء وجرح طفلين. كما اتهمت القوات الحكومية بخطف ثلاثة مدنيين قبل مغادرة هذه القوات المنطقة.
ونشرت حركة "طالبان" شريط فيديو عن المنطقة يصوِّر ما حل بسكانها. كما وزعت الحركة شريطا مصوراً آخر عن عمليات قامت بها القوات الحكومية والأميركية ضد المدنيين في ولاية "لوغر" جنوب العاصمة كابل، وجاء في الشريط أن "القوات الحكومية والأميركية قامت بالإغارة على منطقة بركي باراك ومحمد أغا في ولاية لوغر وفرقت السكان في المنطقة بعد قتل عدد من السكان المدنيين جراء اتهامهم بمساعدة قوات طالبان حينما أقامت عددا من الكمائن للقوات الأميركية والحكومية حين سيطرتها على مدينة غزني في شهر أب/ أغسطس الماضي.
وفي بيان آخر لطالبان أكدت أن قواتها تمكنت من تدمير دبابة في منطقة "ترينكوت" مركز ولاية أرزجان وسط أفغانستان ما أدى إلى مقتل اثنين من القوات الأجنبية في أفغانستان. وأشار البيان إلى تدمير دبابة أميركية بواسطة لغم أرضي تم زرعه في المنطقة وأن معركة ضارية حدثت بعد تفجير الدبابة ومقتل اثنين من الجنود الأميركان كانوا على متنها.
من جانبها اعترفت الحكومة الأفغانية بمقتل الجنرال سيد نظراب شاه قائد الشرطة في مديرية سيد آباد في ولاية وردك غرب العاصمة كابل. فيما نقلت وكالة خاما بريس المقربة من الجيش الأفغاني عن مسؤولين أمنيين أن الجنرال لقي مصرعه في اشتباكات مع مقاتلي طالبان في المنطقة، وأكد عبد الرحمن منغل الناطق باسم حاكم ولاية وردك نبأ مقتل قائد الشرطة بعد هجوم شنته مجموعة من مقاتلي طالبان على المراكز الأمنية في مديرية سيد آباد مساء السبت. وقال منغل إن قوات طالبان تعرضت أيضا لبعض الخسائر في الاشتباكات دون تحديد عدد الخسائر التي تكبدتها طالبان أو حجمها.
ونقلت الوكالة نفسها أيضا عن مسؤولين أمنيين وعسكريين حكوميين أفغان القول إن 38 من مسلحي طالبان و"داعش" لقوا مصرعهم أو أصيبوا في غارات جوية قامت بها القوات الأميركية والأفغانية على بعض المناطق في ولاية ننجرهار شرق أفغانستان. وقال بيان لفيلق "سيلاب" في الجيش الأفغاني إن الغارات الجوية في مناطق عبد الخيل وغائبان وجورناو وتشينار في ولاية ننجرهار، نتج عنها مقتل 16 من مسلحي تنظيم داعش في المنطقة. كما قامت القوات الأميركية بقصف مناطق في وزير تانغي وخوجياني مما أدى إلى مقتل اثني عشر مسلحا من طالبان وجرح عشرة آخرين.
وكان أحد عشر شخصا قتلوا في انفجارات منسقة في العاصمة كابل، حسبما نقلته وكالة خاما بريس المقربة من الجيش الأفغاني، حيث نقلت عن الناطق باسم قائد الشرطة في كابل بصير مجاهد قوله إن الانفجارات وقعت في المديرية السادسة عشرة التابعة للشرطة الأفغانية ثمام السابعة والنصف صباح الأحد، وأضاف مجاهد أن التفجير الأول كان نتيجة لغم أرضي مزروع في المنطقة على قارعة الطريق استهدف سيارة للشرطة مما أسفر عن مقتل أحد ضباط الشرطة الأفغانية. وأضاف أن تفجيرا ثانيا وقع في نفس المنطقة حين هرعت الشرطة لتفقد ما أسفر عنه التفجير الأول، وحسبما صرح به مجاهد لوكالة خاما بريس فإن التفجير الثاني أدى إلى مصرع ضابط شرطة آخر وجرح تسعة آخرين بمن فيهم ستة من رجال الشرطة وثلاثة مدنيين، ولم تعلن أي من الجماعات المسلحة أو حركة طالبان مسؤوليتها عن التفجيرين.
وكانت الحكومة الأفغانية والقوات الأميركية أعلنتا أن الطيران الحربي الأميركي في أفغانستان قام بـ465 غارة جوية على مراكز طالبان وتنظيم داعش خلال شهر سبتمبر/أيلول، أي بمعدل يقرب من ست عشرة غارة جوية يوميا. وحسب بيان لقوات" الناتو" فإن الغارات استهدفت 522 هدفا في عدد من الولايات الأفغانية في محاولة من القوات الأميركية ممارسة الضغط على طالبان للجلوس إلى طاولة المفاوضات مع الحكومة الأفغانية. وكانت حركة طالبان تحدثت عن تدمير دبابة أميركية في منطقة جرم سير في ولاية هلمند جنوب أفغانستان، حيث تطايرت شظايا الدبابة بفعل لغم أرضي زرعه مقاتلو طالبان في منطقة قريبة من قاعدة دوار الجواية في مديرية جرم سير، وأدى التفجير حسب بيانات طالبان إلى مقتل من كانوا على متن الدبابة.
ويأتي هذا التفجير بعد تفجير آخر مماثل قامت به قوات طالبان ضد القوات الأفغانية والأميركية في الولاية وقتل عدد من قوات التحالف حسب بيان طالبان. وأصدرت قوات طالبان في ولاية نيمروز غرب أفغانستان بيانا جاء فيه أن قواتها تمكنت من مهاجمة مركز أمني في منطقة جادالو على مشارف تشاخنصور مركز الولاية، وتمكنت من السيطرة عليه بعد معركة بالأسلحة الخفيفة والثقيلة استمرت أكثر من ساعتين، مما أدى إلى مقتل ستة من رجال الشرطة الحكومية وإصابة اثنين آخرين. ونصبت قوات طالبان كمينا لقوات الإمداد التي أرسلت لنجدة المركز الأمني، مما أدى إلى تراجعها من حيث أتت، وقال بيان طالبان إن قوات الحركة غنمت في المعركة عددا من قطع الأسلحة والآليات التي كانت بحوزة القوات الحكومية وأن أحد مقاتلي طالبان أصيب في العملية.
كما تحدثت طالبان عن عمليات لقواتها في ولاية فارياب، حيث هاجم مقاتلوها قوات حكومية في مركز أرب اقاي في مديرية بشتون كوت، وأن طالبان سيطرت على المركز الأمني بعد معارك ضارية في المنطقة، وأدت المعركة إلى مقتل اثني عشر من القوات الحكومية وسيطرة طالبان على عدد من قطع الأسلحة التي كانت بحوزة القوات الحكومية.
وفي بيان آخر لقوات طالبان أفادت بأن مقاتلي الحركة تمكنوا من الإغارة على مركز أمني في منطقة غور غوري في مديرية خاش رود في ولاية فارياب. وحسب التفاصيل فإن قوات طالبان تمكنت من السيطرة على المركز الأمني بعد معارك بالأسلحة الثقيلة وقتل ثلاثة من القوات الحكومية وإصابة أربعة آخرين، وإجبار بقية القوات على الانسحاب من المنطقة. وقد أصيب ثلاثة من مسلحي طالبان في الاشتباك وقتل رابع. وقد أصدرت حركة طالبان بيانا بمناسبة ذكرى الحرب الأميركية على أفغانستان في السابع من أكتوبر/تشرين الأول2001، حيث وصفت الحركة "الغزو الأميركي" لأفغانستان بأنه مناف لكافة القوانين والشرائع، متخذا من أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، ذريعة للغزو مع علم الإدارة الأميركية بأن حكومة طالبان والشعب الأفغاني لم يكن لهم علاقة مطلقا بأحداث الحادي عشر من سبتمبر ومهاجمة مصالح أميركية داخل الولايات المتحدة، وأن الأميركان لم يحضروا أي أدلة على تورط طالبان أو الشعب الأفغاني بهذه الأحداث.
واتهم بيان طالبان الإدارة الأميركية بأنها كانت تريد تنفيذ مخطط لها من خلال ادعائها بأنها تعمل على إقامة نظام مستقر في أفغانستان وإنهاء تجارة المخدرات وإقامة نظام حكم في أفغانستان يلبي رغبات الشعب الأفغاني وإقرار الأمن والاستقرار في المنطقة، لكن ما حدث بعد الغزو يعارض كليا ما ادعته إدارة بوش من أهداف حسب ما جاء في بيان طالبان. وأشار البيان إلى أن الأوضاع في أفغانستان الآن وبعد قرابة عقدين من الغزو تظهر العكس، حيث ما زالت أفغانستان تعاني من عدم الاستقرار وعدم وجود نظام حكم يمثل الشعب الأفغاني بشكل صحيح، وأنه قبل الغزو الأميركي لأفغانستان شهدت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي خلو مناطق طالبان من زراعة وتجارة المخدرات، بينما ازدهرت هذه الزراعة والتجارة بالمخدرات في ظل وجود القوات الأميركية وأصبحت أفغانستان تنتج ما يصل إلى 94 في المائة من المخدرات في العالم، وأن نظام الحكم الحالي في أفغانستان باعتراف الولايات المتحدة يعد من أكثر النظم في العالم فسادا ماليا وإداريا، إضافة لافتقار الشعب الأفغاني للأمن والاستقرار حتى في العاصمة كابل، حيث ذكرت بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان أن عدد القتلى المدنيين في أفغانستان ازداد العام الحالي بنسبة 52 في المائة عما كان عليه العام الماضي. كما أن الاحتلال الأميركي - حسب بيان طالبان - زاد من الانقسام العرقي والمذهبي في أفغانستان وزاد من نسبة الجريمة في العاصمة كابل بشكل لم تشهد له أفغانستان مثيلا حتى في ظل الحكم الشيوعي الأسبق.
أرسل تعليقك