واشنطن - يوسف مكي
أثار فرض عقوبات أميركية جديدة على إيران، بعد أسبوعين فقط، من ترك إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما السلطة، مخاوف من أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يستعد لمواجهة جديدة مع طهران، الذي وصفها بـ"بطل الإرهاب العالمي".
وأدانت إيران بشدة قرارات ترامب، ووصفته بالخطير وعديم الخبرة. وأوضح الحرس الثوري الإيراني أن الوحدات العسكرية الإيرانية تجري تدريبات صاروخية السبت، لتبرهن على "الاستعداد الكامل للتعامل مع التهديدات أو العقوبات الأميركية". إلا أن مؤشرات قيام ترامب بالتخطيط لعمل من جانب واحد، لإلغاء الاتفاق النووي التاريخي مع إيران، الذي تمت الموافقة عليه عام 2015 من قبل الولايات المتحدة، وأربعة أعضاء دائمين في مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي، قد يكون غير كافي أو خاطئ في التعامل مع إيران.
ويعتبر الاحتمال الأكثر مناسبة للوضع الجاري، هو زيادة الجهود الأميركية لوصف شيعة إيران بأنهم مقر الإرهاب والراعي الرسمي له، إضافة إلى تقليص النفوذ والتوسع الإيراني، في جميع أنحاء مناطق الشرق الأوسط، وتخوض إيران حربًا في العراق وسورية وأفغانستان والبحرين ولبنان واليمن، ضد المملكة العربية السعودية، المنافس الرئيسي من المسلمين السنة.
ولم تخف حدة عداء ترامب لإيران منذ انتقدها خلال حملة الانتخابات الرئاسية. وأدرج المواطنين الإيرانيين في حظر السفر سيئ السمعة، الذي وقعه الرئيس الأميركي على 7 بلدان ذات أغلبيه مسلمة. وأدان مايكل فلين مستشار الأمن القومي لترامب، الأسبوع الماضي، بشراسة، اختبار الصواريخ الباليستية الإيرانية ووصفه بـ"غير قانوني". وقال فلين إن الولايات المتحدة وضعت إيران "تحت المراقبة"، وذلك بأن سلوكها غير مقبول.
وتعتبر العقوبات الجديدة التي أعلنت، الجمعة، رمزية إلى حد كبير. وقال البيت الأبيض إنها ليست سوى البداية، وأن ذلك بمثابة إنذار لمراجعة سياسات إيران. وعلى الرغم من ذلك تدرك الإدارة الجديدة أن محاولة الرجوع في الاتفاق النووي، سيعارض بشدة من قبل الدول الموقعة الأخرى.
ويرى خبراء أنه بدلًا من التراجع في الاتفاق، عليها محاولة تعزيز الاتفاق عن طريق استحداث عمليات تفتيش أكثر صرامة وتوسيع نطاق القيود التي تفرضها. وفي الوقت نفسه، هناك نهجًا استراتيجيًا جديدًا يتم تطوره. ووردت إشارة إلى تركيز الاستراتيجية الجديدة على الأرجح على التصريحات التي أدلى بها جيمس ماتيس، وزير الدفاع الأميركي، خلال زيارة لطوكيو. ووصف فيها إيران بأنها "أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم"، وهذه حقيقة، وقال "لا يمكن تجاهلها أو رفضها".
وركز فلين بشكل واضح على دعم إيران لـ"إرهابيين" شيعة، وهم الحوثيين في اليمن، مدعيًا أن إيران وراء الهجمات الأخيرة على سفن الحربية السعودية والأميركية. وتصنف الولايات المتحدة حزب الله، التابع لإيران، كمنظمة إرهابية. والذي يغضب حلفاء الولايات المتحدة في الخليج، وخاصة المملكة العربية السعودية، إضافة إلى الحكام السنة في البحرين، وغالبية السكان من الشيعة، يعانون من توتر شديد وخصوصًا فيما يتردد بشأن مزاعم زعزعة الاستقرار. وكان ترامب تحدث إلى الملك سلمان، العاهل السعودي، الأسبوع الماضي. ومن المقرر أن يجتمع ترامب بنيامين نتانياهو يوم 15 فبراير/شباط أيضًا. وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي المتشدد منذ فترة طويلة من التهديد الوجودي الذي تشكله إيران. ورفضت تيريزا ماي، رئيسة وزراء بريطانيا، في خطاب ألقته تصرفات إيران ووصفتها بـ "النفوذ الخبيث".
أرسل تعليقك