تصاعدت أمس حدة المواجهات في العاصمة الليبية طرابلس، بعدما أسقطت قوات الجيش الوطني» الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، ست طائرات «درون» تركية مسيرة تعمل لصالح القوات الموالية لحكومة «الوفاق»، برئاسة فائز السراج، خلال ثلاثة أيام، في أكبر هجوم جوي تشهده سماء المدينة، منذ تحرك الجيش إليها في الرابع من شهر أبريل (نيسان) الماضي.
وقال «الجيش الوطني» في بيان لشعبة إعلامه الحربي إن منصات دفاعه الجوي تمكنت من صدّ غارات ست طائرات تُركية مُسيرة، حاولت استهداف مواقع لقواته وأسقطتها، كما أعلن استهداف تمركز لمجموعات (الحشد الميليشياوي)، ومخزن للأسلحة والذخائر داخل قاعدة معيتيقة العسكرية. بالإضافة إلى استهداف مخزنين للأسلحة والذخائر في غابة النصر، التابعة لميليشيا المدعو (أغنيوة)، ولمجموعات الحشد الميليشياوي في مشروع الموز وتمركزاتها.وأوضح البيان أن عمليات الاستطلاع الراداري «مُستمرة حتى هذه اللحظات لاقتناص أي تحركات مشبوهة للطائرات المُعادية في سماء العمليات العسكرية».
وقال اللواء مبروك الغزوي، آمر مجموعة عمليات المنطقة الغربية بـ«الجيش الوطني»، مساء أول من أمس، إن وحدات الدفاع الجوي تمكنت من إحباط ما وصفه بأكبر هجوم جوي تشهده سماء طرابلس، واعتبر أن تسيير الأتراك لهذا العدد من الطائرات المسيرة دفعة واحدة «عمل انتحاري، وبحث عن انتصار في أي مكان بعد خسائرها البشرية الفادحة في ليبيا وسوريا».
في المقابل، قال المتحدث باسم القوات الموالية لحكومة السراج، والمشاركة في عملية «بركان الغضب»، إن قواتها دمرت آليات مسلحة للجيش الوطني خلال ما وصفه بمحاولتها اليائسة للتسلل إلى معسكر اللواء الرابع بالعزيزية، مجددا مطالبته للمواطنين بالابتعاد عن أماكن وجود الاشتباكات جنوب طرابلس.
بدوره، نفى اللواء عبد الباسط مروان، آمر منطقة طرابلس العسكرية بحكومة السراج، إسقاط أي طائرة تابعة لها في طرابلس وضواحيها، وقال في تصريحات تلفزيونية إن هدف تلك الشائعات التغطية على قصف الأحياء السكنية في العاصمة، مؤكدا تدمير عدد من المدافع التابعة للجيش، قال إنها كانت تستهدف أحياء طرابلس بالقذائف.
وتعرضت العاصمة طرابلس، التي ترددت في وسطها أصداء قذائف المدفعية أول من أمس، لقصف هو الأعنف من نوعه منذ إطلاق المشير حفتر عمليته العسكرية لـ«تحريرها». وأعلن «الجيش الوطني» مساء أول من أمس، عن قيام من وصفها بالعصابات الإرهابية التابعة للسراج بخرق الهدنة المعلنة في عمليات المنطقة الغربية، باستخدام المدفعية الثقيلة والمدفعية الصاروخية، والهاونات والطائرات التركية المسيرة، وخاصة باستهداف الأحياء الآهلة بالسكان في عدة مناطق مدنية.
وكانت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا قد عبرت مساء أول من أمس عن بالغ استيائها، وإدانتها الشديدة للقصف العشوائي المكثف، الذي طال عدة مناطق في طرابلس، بما فيها القصف على مطار معيتيقة لليوم الثالث على التوالي، منددة بالاعتداء الصارخ الذي أودى بحياة خمسة أفراد من أسرة واحدة في منطقة الرواجح، جنوب العاصمة طرابلس، والذي قالت إنه يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني.
وبعدما دعت جميع الدول، التي شاركت في مؤتمر برلين الدولي حول ليبيا، إلى الالتزام بتعهداتها، لا سيما بمحاسبة معرقلي الجهود الرامية إلى إنهاء الاقتتال في ليبيا، جددت البعثة تذكير كافة الأطراف بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي، وقانون حقوق الإنسان، بضرورة الكف عن استهداف المدنيين والمرافق الحيوية واحترام الهدنة.
في السياق ذاته، أدانت السفارة الأميركية في بيان، مساء أول من أمس، «الهجمات الأخيرة التي شنتها قوات (الجيش الوطني) على مطار معيتيقة في طرابلس، والأحياء المأهولة بالسكان في العاصمة»، مبرزة أن هذه الهجمات «تستحق الشجب بشكل خاص لأنها وقعت تزامنا مع اجتماع الأطراف الليبية في جنيف، تحت رعاية الأمم المتحدة، في حوار سلمي حول مستقبل ليبيا السياسي».
كما نددت السفارة البريطانية بالاعتداء على طرابلس، وطالبت في بيان مقتضب بضرورة وقف أعمال العنف، ودعم جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سلمي. إلى جانب الدعم الذي أحرزته في المحادثات العسكرية (5+5) الرامية للتوصل إلى وقف إطلاق النار.
قد يهمك أيضا:
الجيش الليبي يتهم ميليشيات طرابلس بتنفيذ غارات تستهدف المدنيين
المسماري يؤكد أن اتصال ترامب بحفتر إقرار بدور الجيش في مكافحة التطرف
أرسل تعليقك