نيويورك سناء المُر
جرت الليلة الماضية مواجهة دبلوماسية عنيفة بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية على خلفية الأزمة السورية ومستجداتها العسكرية والتي لاتزال تسجل وقوع مجازر يومية كان آخرها استهداف مدرسة في إدلب بغارة جوية أوقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوف الطلاب والمعلمين.
فقد شهدت جلسة جديدة لمجلس الأمن الدولي ليل الأربعاء، هجومًا متبادلا بين مندوب روسيا الدائم لدي الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، والسفيرة الأميركية، لدى الأمم المتحدة سامنثا باور، التي دافعت عن وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، ستيفن أوبراين إزاء إفادته بشأن سورية أمام مجلس الأمن مساء أمس.
وفي تعقيبه على إفادة أوبراين، قال السفير الروسي إن "أوبراين لم يذكر، في إفادته، أن الطائرات الروسية توقفت عن شن هجمات جوية علي حلب منذ 8 أيام ونحن نسأله لماذا لم يتحدث عن ذلك؟". وتوجه بحديثه إلى أوبراين، الذي كان حاضراً خلال الجلسة": "عليك أن تبلغنا عن الوضع الحقيقي شرقي حلب، وأن تقدم لنا حقائق، أما إفادتك، التي أخبرتنا فيتعين عليك إدخارها لرواية تكتبها في يومِ ما".
ومضي تشوركين قائلاً: "نحن لسنا بحاجة إلى مواعظ بشأن سورية، وإن أردت ذلك فعليك الذهاب إلى الكنيسة وليس إلى مجلس الأمن". وحذر المندوب الروسي في كلمته من مغبة "استغلال الوضع الإنساني في سورية للتنصل من مواصلة الحرب على الإرهاب"، حسب قوله.
وردت المندوبة الأميركية سامنثا باور، على الهجوم الذي شنه نظيرها الروسي على إفادة وكيل الأمين العام للأمم المتحدة. وقالت مخاطبة أعضاء مجلس الأمن": "لم أكن أعتزم الحديث في هذه الجلسة العلنية، لكنني أريد الرد على ما ذكره زميلي الروسي بشأن أوبراين".
وأظهرت باور رسالة قالت إنها "منشور ألقته الطائرات الروسية وقوات النظام السوري على المدنيين في حلب". وأضافت: "يقول مندوب روسيا إننا لو أردنا الوعظ فعلينا الذهاب إلى الكنيسة، وأعتقد أنه من المفيد فعلاً لنا جميعا أن نذهب إلى الكنيسة، نحن الآن لدينا منشور أسقطته الطائرات الروسية على حلب تقول فيه "هذا أملكم الأخير إن لم تتركوا مواقعكم فسوف تتعرضون للإبادة فالجميع تخلي عنكم"، وإنني أسال هنا: هل تريدون منا أن نشكركم على ذلك؟".
ومضت قائلة: "هل الأطفال المصابون في حلب أعضاء في تنظيم القاعدة؟ .. إن روسيا تضرب المستشفيات بأسلحة مصممة لاستهداف الناس وهم في الملاجئ". ومضت قائلة بسخرية: "تهانينا لروسيا لأنها لم تستخدم القنابل العنقودية، في حلب لأيام قلائل فقط، لكن النظام الدولي لم يتم تصميمه لكي يعمل بهذا الشكل. إن روسيا تهدد بإبادة المدنيين في حلب، ثم تدعي فتح 6 ممرات لخروج المدنيين من المدينة".
وغادرت السفيرة الأميركية قاعة المجلس فور الانتهاء من إفادتها وهو الأمر الذي انتقده المندوب الروسي وقال لأعضاء المجلس، إن "باور غادرت القاعة لأنها لا ترغب في أي حديث علني بشأن موضوعنا هذا"، نافيا قيام الطائرات الروسية أو قوات الأسد بإلقاء ذلك المنشور.
وكان ستيفن أوبراين، دعا في وقت سابق، مجلس الأمن الدولي إلى التحرك لوقف العنف فورا في سورية. وفي إفادته إلى أعضاء مجلس الأمن، في جلسة حول مدينة حلب، قال أوبراين إن "مجلس الأمن باستطاعته وقف العنف وإذا لم يفعل ذلك فلن يكون هناك شعب سوري والعار سوف يلاحقنا جميعا".
وقال المسؤول الأممي إن "روسيا والنظام السوري يواصلان قصف المستشفيات فيما يستخدم جميع أطراف النزاع الاحتياجات الإنسانية كورقة ضغط بهدف المساومة".
يذكر أن 22 مدنيًا قتلوا أمس، بينهم 7 أطفال في غارات جوية على مدرسة ومحيطها في قرية "حاس" في محافظة إدلب شمال سورية. وأوضحت مصادر أمنية أن 6 غارات جوية لم يعرف إذا كانت سورية أو روسية، استهدفت المدرسة ومحيطها وأن العشرات سقطوا قتلى وجرحى. ولفتت إلى أن "بين القتلى 7 أطفال كانوا موجودين داخل المدرسة التي تضررت جراء الغارات"، مشيرا إلى أن عدد القتلى "مرشح للازدياد لوجود عشرات الجرحى بعضهم بحالات خطيرة".
وأوضح ناشط في "مركز إدلب الإعلامي المعارض" أن "أحد الصواريخ سقط على مدخل المدرسة أثناء خروج التلاميذ منها إلى منازلهم بعدما قررت إدارة المدرسة إغلاقها نتيجة الغارات التي استهدفت القرية". وأظهرت صورة تناقلها ناشطون من محافظة إدلب على مواقع التواصل الاجتماعي، مشاهد مؤلمة لطفل قطعت يده وهي تمسك بحقيبة مدرسية بين الركام.
أرسل تعليقك