أكدت الدول الداعية لمكافحة الإرهاب (المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربية) التمسك بالمطالب التي قدمتها إلى قطر، وشددت خلال اجتماع مشترك مع الكويت والولايات المتحدة الأميركية على أن التوصل إلى تسوية للأزمة يظل "رهنًا بتفاعل الدوحة الإيجابي مع هذه المطالَب وتوقفها عن دعم الإرهاب والجماعات الإرهابية".
وقالت وكالة الأنباء السعودية إن "الأزمة مع قطر من جوانبها كافة كانت محور الاجتماع الذي عقد أمس في جدة وضم كلا من الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، ووزراء الخارجية السعودي عادل الجبير، والمصري سامح شكري، والبحريني الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتي الشيخ محمد عبد الله المبارك الصباح مع وزير الخارجية الأميركي ريكس تيرلسون.
وأكد شكري، خلال الاجتماع، ضرورة توقف قطر عن دعم الإرهاب، مشدداً على تمسك الدول العربية بمطالبها. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية المستشار أحمد أبو زيد: إن الاجتماع تناول الأبعاد المختلفة للأزمة مع قطر واستعرض التطورات الأخيرة الخاصة بها، حيث أعاد وزير الخارجية طرح شواغل مصر حيال موقف قطر الداعم للإرهاب، مؤكداً تمسك مصر بالمطالب التي قدمتها السعودية والإمارات والبحرين ومصر إلى قطر.
وشدَّد شكري على أن التوصل إلى تسوية لهذه الأزمة يظل رهناً بتفاعل الدوحة الإيجابي مع هذه المطالَب وتوقفها عن دعم الإرهاب والجماعات الإرهابية. وأضاف أبو زيد أن وزير الخارجية أوضح أن مشاركة مصر في هذا الاجتماع إلى جانب الدول العربية الأخرى تأتى في إطار العلاقات الخاصة التي تربط هذه الدول كافة بالولايات المتحدة، وفي إطار ما تم تناوله خلال قمة الرياض، واتصالاً بالجهد الأميركي للقضاء على الإرهاب.
وقالت وكالة أنباء البحرين إن الاجتماع تم خلاله التشاور وتبادل وجهات النظر والتنسيق حيال آخر التطورات والمستجدات المتعلقة بقطع العلاقات مع قطر والسبل الكفيلة القضاء على الإرهاب وكل من يدعمه ويموله. وقد أعرب وزراء الخارجية عن تقديرهم للمساعي المخلصة والجهود الدؤوبة التي يقوم بها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح من أجل أمن واستقرار المنطقة، ولدور أميركا المحوري في هذا الشأن لكونها الحليف الاستراتيجي لدول المنطقة.
وأضافت الوكالة أن وزراء الخارجية أكدوا استمرار التنسيق المشترك إزاء قضايا المنطقة وفي صدارتها الحرب ضد الإرهاب التي باتت ضرورة تستوجب بذل كل الجهود الممكنة للقضاء على هذه الظاهرة التي تتفاقم مخاطرها وتتنوع أشكالها وصورها ما يفرض مواصلة العمل من أجل القضاء على مسبباتها وتجفيف منابع تمويلها.
وبعد انتهاء الاجتماع، توجه تيلرسون مجدداً إلى الكويت التي كان زارها الاثنين في بداية جولته الإقليمية. فيما أفاد بيان لوزارة الخارجية الأميركية بأن وزير الخارجية سيزور الدوحة مجدداً اليوم الخميس، ويلتقي أمير قطر الشيخ تميم بن حمد.
وكانت وكالة "رويترز" نسبت إلى مسؤول بارز قبيل محادثات جدة قوله إن "أي حل للأزمة مع قطر يتعين أن يبدد كل المخاوف التي أشارت إليها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب ومنها تقويض الدوحة لاستقرار المنطقة. فيما قالت مصادر دبلوماسية مصرية إن الدول الداعية لمكافحة الإرهاب تمسكت بالمطالب التي قدمتها لقطر ولن تتنازل عن أي منها وأكدت لوزير الخارجية الأميركي بأنه لا تراجع عن المطلوب. وأوضحت المصادر أن الدول الأربع لن تقبل بوقف التصعيد في ظل تعنت قطر ورفضها تغيير سياستها، وأنه يجب تغيير السياسة أولاً حتى يتم وقف التصعيد وحل الأزمة.
وكان تيلرسون قد وقع في الدوحة على مذكرة تفاهم بشأن مكافحة تمويل الإرهاب، لكن الدول الأربع أصدرت بياناً وصفت فيه الخطوة بأنها غير كافية، وقالت إن العقوبات على الدوحة ستظل قائمة إلى أن تلبي مطالبها الثلاثة عشر، وإنها ستواصل مراقبة جهود قطر في مكافحة تمويل الإرهاب، داعية إلى تنفيذ مطالبها العادلة الكاملة التي تضمن التصدي للإرهاب وتحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة.
وعقد وزير الخارجية الأميركي اجتماعاً منفصلاً مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز عاهل المملكة العربية السعودية لبحث التعاون في مجال مكافحة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله. وقال العاهل السعودي لدى ترحيبه بتيلرسون إنه سعيد بهذا التعاون المستمر بين البلدين وبتعزيزه وزيادته بلا حدود.
كما التقى تيلرسون ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، الذي قال بحسب بيان رسمي أميركي إن المملكة واثقة من أن البلدين قادران على تخطي كل التحديات، وأن الوزير الأميركي رد بالقول إن الشراكة بين واشنطن والرياض مهمة جدا لأمن واستقرار المنطقة. والتقى تيلرسون أيضاً وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، وجرى بحث آخر المستجدات في المنطقة والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
من جهة ثانية، قالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان إن وزير الخارجية جان إيف لو دريان سيزور قطر والسعودية والكويت والإمارات يومي السبت والأحد 15 و16 يوليو/تموز للدعوة إلى تهدئة سريعة للأزمة الخليجية. واضاف البيان: "نحن قلقون للتوتر الراهن الذي يؤثر في الدول التي تربطنا بها علاقات وثيقة وودية ندعو إلى تهدئة سريعة تصب في صالح الجميع". واعتبر أن الجولة تتفق مع ما تتبناه الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا من استراتيجيات فيما يخص الخليج، وأن الوزير سيذكر محاوريه بالنتائج السلبية لهذه الأزمة على الصعد الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية والأمنية، وسيجدد التأكيد أن تعزيز مكافحة الإرهاب يشكل أولوية لفرنسا، وسيدعم جهود الوساطة الكويتية.
أرسل تعليقك