التحقيق في هجوم جادة الشانزليزيه يركز على معرفة ارتباطات آدم الجزايري
آخر تحديث GMT16:12:05
 العرب اليوم -

هيئة فرنسية جديدة تسمى "المجلس الوطني لمحاربة الإرهاب" سترى النور قريبًا

التحقيق في هجوم جادة الشانزليزيه يركز على معرفة ارتباطات آدم الجزايري

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - التحقيق في هجوم جادة الشانزليزيه يركز على معرفة ارتباطات آدم الجزايري

حادث هجوم شارع الشانزليزيه
باريس ـ مارينا منصف

يسعى التحقيق القضائي الذي أمرت النيابة العامة المتخصصة في شؤون الإرهاب في باريس بإجرائه، الى جلاء مجموعة من الأسئلة التي تحيط بالمحاولة التي قام بها آدم الجزايري، بعد ظهر أول من أمس، في أسفل جادة الشانزليزيه، التي كان هو ضحيتها الوحيد. ومباشرة بعد المحاولة الفاشلة، عمدت الأجهزة الأمنية التي تعرّفت سريعاً على هوية الجاني بفضل بطاقة الهوية التي وجدتها في سيارته، إلى توقيف أربعة من أفراد عائلة الجزايري، هم: زوجته السابقة ووالده وشقيقه وزوجة الأخير، في مدينة بلسيس باتيه الواقعة في منطقة أيسون على بعد 30 كلم جنوب العاصمة.

وغرض المحققين الأول معرفة ما إذا كان آدم الجزايري قد قام بالمحاولة الإرهابية منفرداً أم أنه تلقى الدعم والمساعدة من أطراف، سواء من عائلته أو معارفه. وتفيد شهادات جيران ومعلومات الأجهزة الأمنية بأنه ينتمي إلى عائلة معروفة بأنها سلفية. وسبق لجيران العائلة التي تسكن في منزل منفرد في ضاحية بلسيس باتيه أن اشتكوا من ارتياد كثير من الأشخاص المرتدين الثياب التقليدية منزل العائلة أسبوعياً، وعقدهم اجتماعات وسط أبواب ونوافذ مغلقة، ما أثار شبهات. وسارعت هذه الأجهزة إلى الإعلان أن آدم الجزايري كان موضع متابعة من الأجهزة الأمنية، وأن اسمه كان موجوداً منذ عام 2015 على اللائحة S التي تتضمن أسماء الأشخاص الذين تعتبر المخابرات الداخلية أنهم يشكلون خطراً على الأمن والسلامة العامة.إلى ذلك, ذكر مصدر مقرب من التحقيق أمس أن الرجل الذي صدم بسيارته حافلة للشرطة في جادة الشانزليزيه وسط باريس أول من أمس بايع تنظيم داعش في رسالة عثر عليها المحققون. والرسالة التي كتبها آدم الجزيري (31 عاماً)، المدرج على لوائح أمن الدولة منذ عام 2015 لانتمائه إلى تنظيم متطرف، كانت موجهة إلى صهره وبايع فيها زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي، بحسب المصدر.

وأُدرج اسم الجزايري على هذه اللوائح بسبب شبهات بانتمائه إلى السلفية الراديكالية. كما أن قيامه بزيارات متكررة إلى تركيا في الأعوام السابقة بحجة «أعمال تجارية» زاد من شكوك الأجهزة الأمنية. والحال أنه ليس الأول في فرنسا الذي يتورط في عمل إرهابي، على الرغم من وجوده على رادار الشرطة. بيد أن الأمر الأكثر غرابة أن الجزايري كان يملك رخصة رسمية لاقتناء السلاح حصل عليها في المرة الأولى في عام 2011، عندما لم يكن اسمه وارداً على اللوائح المشار إليها، وقام بتجديدها في عام 2015 بعد أن أدرج اسمه عليها.

وأوردت صحيفة "لو باريزيان" في عددها أمس أن الجزايري تقدم بطلب رخصة حمل مسدس حربي من طراز "غلوك 9 ملم"، (وقد عثر عليه في سيارته البيضاء التي صدمت حافلة رجال الدرك)، وحصل عليها مستفيداً من ثغرة غياب التعاون الأمني، وجهل موظفي مركز الشرطة بوجود اسمه على لائحة الأشخاص الخطرين. وأعلن في باريس أمس أن القضاء التونسي وجّه اتهامات إلى الجزايري بالضلوع في أعمال إرهابية على الأراضي التونسية، وبالتالي فإن التساؤل يدور حول مدى التعاون بين باريس وتونس في مواجهة الإرهاب؟في الساعات الأخيرة، تكاثرت الأسئلة حول غرابة هذا الأمر، وغياب التنسيق بين الجهات المانحة لرخصة امتلاك السلاح وبين الأجهزة الأمنية.

واعتبر رئيس الحكومة إدوار فيليب، في مقابلة تلفزيونية أمس، أن أمراً كهذا لا يمكن قبوله، مشيراً على وجه الخصوص إلى منع الجهات التي تبيع السلاح أو تلك التي تعطي رخصة اقتنائه من الاطلاع على لوائح الأشخاص الخطرين. وذكّر فيليب أن حكومته نقلت إلى مجلس الدولة نهاية شهر مايو/أيار، نص مشروع يتيح لموظفي الشرطة المولجين رخص السلاح بالاطلاع على اللوائح المشار إليها. وسيدرس مجلس الوزراء بعد غد مشروع قانون يعيد تنظيم أجهزة المخابرات الداخلية والخارجية من أجل مزيد من الفعالية في محاربة الإرهاب. وإذا ما تم إقراره في مجلسي النواب والشيوخ، فإن هيئة جديدة تسمى "المجلس الوطني لمحاربة الإرهاب" سترى النور، وستكون مرتبطة مباشرة بالرئاسة ومهمتها الأساسية التنسيق بين الأجهزة الأمنية والسهر على تداول المعلومات المتوافرة حول التهديدات الأمنية في الداخل والخارج. واختار الرئيس إيمانويل ماكرون لهذا المنصب بيار بوسكيه دو فلوريان، المدير السابق للمخابرات الداخلية أيام الرئيس جاك شيراك. ويتمتع فلوريان بخبرة واسعة وبمعرفة دقيقة بعالم المخابرات.

وحقيقة الأمر أن الجزايري لم يكن يملك سلاحاً فردياً وإنما ترسانة.

ففي السيارة التي استخدمها لصدم حافلة الدرك أسفل جادة الشانزليزيه، وجدت الشرطة رشاش كلاشنيكوف ومسدسين صالحين للاستعمال، وعدة آلاف من الطلقات. وكذلك عثرت لدى تفتيشها منزل الجاني على أسلحة إضافية وعلى معدات رقابة إلكترونية؛ ما يوحي بأن الجاني كان يخطط لعمليات أخرى تجهد الأجهزة الأمنية للتعرف عليها.في سياق آخر، لم تتضح حتى الآن الظروف الحقيقية لحادث الصدم ولخطة الجاني. والملاحظة الأولى أن الحريق الذي شب في سيارته أدى إلى انتشار دخان أصفر وفق لقطات الفيديو التي صوّرت عن الحادث. ولم يعرف بعد مصدر هذا الدخان، وهل أن الحريق ناتج عن الصدمة التي استهدفت حافلة رجال الدرك، أم أن الجزايري هو من أشعل النار في محاولة لتفجير سيارته. كذلك لم يعرف سبب وفاته، وهل كان نتيجة الاحتراق أم لسبب آخر (الاختناق بالدخان)؟ علما بأن رجال الدرك كسروا باب سيارة الجاني وأخرجوه منها حياً وطرحوه أرضاً، لكنه توفي لاحقاً رغم تدخل الإسعاف.وحتى عصر أمس، لم تكن أي جهة قد تبنت العملية الفاشلة التي قال عنها وزير الداخلية إنها تبيّن أن التهديد الإرهابي ما زال جاثماً على صدر فرنسا. كذلك لم يصدر عن الأجهزة الأمنية ما يربط الجاني بتنظيم إرهابي مثل «داعش» أو «القاعدة»، علماً بأن «داعش» سارع إلى تبني الهجوم الذي قام به كريم الشرفي في 20 أبريل (نيسان) على حافلة للشرطة في جادة الشانزليزيه، قبل ثلاثة أيام فقط على الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، والذي أدى إلى مقتل شرطي وجرح اثنين ومقتل الجاني نفسه. وفي أي حال، فإن المصادر الأمنية لا تشك في كون العمل مستوحى من أدبيات «داعش»، وعلى نسق عمليات إرهابية نفذها أشخاص بايعوا هذا التنظيم.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التحقيق في هجوم جادة الشانزليزيه يركز على معرفة ارتباطات آدم الجزايري التحقيق في هجوم جادة الشانزليزيه يركز على معرفة ارتباطات آدم الجزايري



نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 08:43 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
 العرب اليوم - ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 19:21 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

بشكتاش يواصل انتصاراته فى الدوري الأوروبي بفوز صعب ضد مالمو

GMT 15:13 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع سعر البيتكوين لـ75 ألف دولار

GMT 16:36 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

إيمان خليف تظهر في فيديو دعائي لترامب

GMT 12:58 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تكشف عن تحديات حياتها الفنية ودور عائلتها في دعمها

GMT 15:12 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق أول قمر اصطناعي مطور من طلاب جامعيين من الصين وروسيا

GMT 17:41 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إعصار رافائيل يتسبب فى وقف منصات النفط والغاز فى أمريكا

GMT 10:32 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف عبدالباقي يردّ على أخبار منافسته مع تامر حسني

GMT 14:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إعصار رافائيل يمر عبر جزر كايمان وتوقعات بوصوله إلى غرب كوبا

GMT 14:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف حركة الطيران في مطار بن جوريون عقب سقوط صاروخ
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab