طالب النائب عن محافظة الأنبار، عادل خميس المحلاوي، القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي باستبدال قائد الحشد العشائري في الأنبار الفريق رشيد فليح، بشخصية كفوءة، فيما قال زعيم حزب "الحركة القومية" التركي، دولت بهجلي، أنّ كركوك والموصل ولايتان تركيتان، في أبلغ تصريح على المطامع التركية في التمدد بالمنطقة.
وقال المحلاوي في بيان له، إنه "خلال زياراتنا المتواصلة لمحافظة الأنبار ولقائنا بشيوخ العشائر وقادة الأجهزة الأمنية والعسكرية وعامة المواطنين، أشرنا عدد من جوانب الضعف والخلل في المحافظة، بينها ضعف أداء قائد الحشد العشائري الفريق رشيد فليح".وأضاف، أن "هذه المعلومات أكدها لنا شيوخ العشائر في المحافظة ومنتسبون في الحشد العشائري، حيث هنالك خلل في توزيع رواتب الحشد، وشبهات فساد بهذا الجانب حسب المعلومات التي وردت" ً ، مطالبا العبادي بـ"ضرورة الإسراع في تغيير فليح، بشخصية كفوءة لها القدرة على مواجهة التحديات والمخاطر الأمنية التي تتعرض لها المحافظة".
وأوضح المحلاوي، أن "الزيارة أشرت عدم توزيع جيد للعناصر الأمنية بين أقضية المحافظة، إذ بعض الاقضية فيها فائض بالمنتسبين والبعض الآخر يعاني نقصا، وهذا يتطلب معالجة سريعة لها". وطالب النائب عن المحافظة، رئيس الوزراء بـ"كشف نتائج التحقيق للرأي العام بأسرع وقت ممكن بصدد الهجوم الذي حصل قبل أيام على مدينة الرمادي، من قبل تنظيم داعش والذي أدى إلى سيطرة تلك التنظيمات على عدد من المناطق لساعات" ً ، معتبرا أن " ً هذا أمرا خطيرا يستلزم من الحكومة محاسبة المقصرين وكشف نتائج التحقيق بكل شفافية للرأي العام، على أن لا تكون كسابقاتها من التحقيقات التي بقيت طي الكتمان".
وتريد القوات المشتركة تحرير القائم لإنهاء قدرة التنظيم على إمداد مسلّحيه داخل العراق بالعتاد والآليات العسكرية الثقيلة القادمة من العمق السوري. وبحسب هذا "السيناريو"، يتوقع أن يلجأ مقاتلو "داعش" في القائم أثناء الهجوم إلى راوة وليس إلى داخل سورية، بسبب تقدم القوات السورية المدعومة من روسيا من شمال القضاء واقترابها من البو كمال القريبة من الحدود العراقية. ومن رواة قد يعود "داعش" إلى نقطة البداية، إذ يخشى أن يتوارى التنظيم عن الانظار في الجزيرة، وهي منطقة صحراوية شاسعة تقع بين نهري دجلة والفرات.
ويقول مصدر عسكري مطلع إن "كليومتراً واحداً، أو أقل في بعض المناطق، يفصل القوات عن راوة والقائم". ويؤكد المصدر العسكري أن "القوات قد تلجأ الى مهاجمة القائم قبل رواة، لقطع طريق الإمدادات القادم من سورية". وتقع القائم على بعد 450 كم غرب بغداد، وعلى الشريط الحدودي العراقي - السوري. وسمح هذا الموقع للمتطرفين بالتحرك بحرية بين البلدين، إذ مازال داعش يسيطر على بلدات قرب الحدود العراقية من الجانب السوري.
ويقول المصدر إن "ترك القائم وتحرير راوة، سيعرّض القوات الى خطر الهجوم بالدبابات والآليات الثقيلة التي ستأتي من الاراضي السورية". ولا يتوقع في جميع الاحوال أن تكون معركة تحرير القائم أصعب من الحويجة التي تحررت الخميس الماضي أو مدن اخرى تمت عملية تحريرها بسرعة وسط انهيار واستسلام مقاتلي داعش.
بدوره، يقول القيادي في حشد غرب الانبار قطري العبيدي إن "متعاونين مع القوات المشتركة والعشائر في داخل القائم، سيثورون بمجرد وصول القطعات الى هناك". ويعتقد العبيدي ان "داعش لن يقاتل لأنه منكسر وقد خسر كل معاركه".
وأعلن قائممقام حديثة غرب الانبار عبدالحكيم الجغيفي، إن "30 ألف شخص بقوا الآن في القائم بعد موجات النزوح التي بدأت منذ أشهر". وأكد أن "العوائل تعطي مبالغ الى مهربين تابعين للمسلحين لإخراجهم من المدينة، فيما أغلب الأعمال في القضاء قد توقفت قبل سنوات ".
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية في موسكو أول من أمس السبت، أن نحو 120 مسلحاً من داعش و60 من المرتزقة الأجانب قتلوا في سلسلة من الغارات على سورية. وقالت الوزارة إنّ "أعداداً كبيرة من المرتزقة الاجانب" يدخلون بلدة البوكمال السورية الحدودية من العراق. وقال عبدالحكيم الجغيفي إنّ "150 مسلحاً فقط موجودون في القائم، لكن هناك إمدادات تصل من سورية".
وكانت القافلة الأخيرة التي أوصلت مئات المسلحين "المهزومين" من مدينة عرسال اللبنانية الى الحدود العراقية – السورية باتفاق بين حزب الله والتنظيم، قد دخلت الى الأراضي العراقية، بحسب نائب في البرلمان العراقي. وأعلن عضو اللجنة الامنية في البرلمان محمد الكربولي، "بالتأكيد هذه المجاميع قد دخلت العراق الآن، لأن الحدود بين البلدين مفتوحة". لكنّ قطري العبيدي قلل من خطر نقل المسلحين الى قرب الحدود العراقية، ويقول إن "هؤلاء مهزومون، وفي قوانين داعش من ينهزم لا يقاتل مرة أخرى".
وبسبب خطورة الأوضاع في القائم، تخطط القوات العراقية، على وفق المصدر العسكري المطلع، الى ترك "راوة" الى نهاية الحرب ضد داعش". وأكد المصدر ان "الهجوم سيكون من محورين، الاول من قبل عمليات الجزيرة التي تتمركز في منطقة تيوان، جنوب غرب عانة، وعمليات الانبار الموجودة في عكاشات". ويعتقد المصدر أنّ الهجوم على قضاء القائم سيدفع المسلحين للهروب الى رواة، بسبب اقتراب القوات السورية من البو كمال المحاذية للحدود العراقية.
وأوضح النائب عن الانبار محمد الكربولي أن "مدينة حصيبة تقترب من البو كمال 7 كم، وعلينا أن ننسق مع الجانب السوري لحفظ الحدود وإلا سيعود المسلحون من جديد". ويخشى أغلب المسؤولين في الأنبار من "الجيوب" التي يبقى مقاتلو التنظيم مختبئين داخلها. في هذا الخصوص يؤكد عبدالحكيم الجغيفي أن "في رواة الواقعة في منطقة الجزيرة، ستكون هناك للمسلحين فرصة للاختباء ".
بالمقابل كشف زعيم حزب "الحركة القومية" التركي، دولت بهجلي، أنّ كركوك والموصل ولايتان تركيتان، في أبلغ تصريح على المطامع التركية في التمدد بالمنطقة. جاء ذلك خلال كلمة له في اجتماع دوري مع أعضاء حزبه، حيث وجّه رسالة مفادها أنّ "الوقوف في وجه تركيا يعني المشي نحو المهالك"، مضيفاً "نقول أنّ كركوك هي الولاية الـ 82 لتركيا بعد ولاية دوزجة (الولاية رقم 81)، كما أنّ الموصل هي الـ 83"،مذكرًا بـ"الميثاق الوطنيّ حيال مدينة الموصل".
وأشار بهجلي إلى خطر حقيقي بات يواجه تركيا، وقال "علينا أن نرى الوجه الداخليّ للتهديدات المحيطة بنا، ما نعيشه يعود تاريخه على زمن فتح الأناضول، الدفاتر التي لم تُغلق، والأحقاد التي لم تُمحى، علينا أن نعلم أن تركيا الآن تكافح بشكل جدّي من أجل البقاء، وخاصة فيما يتعلق بالحدود". وهدد زعيم المعارضة القومية التركية دولت بهجلي خلال كلمته، إن الآلاف من المتطوعين الأتراك مستعدون للقتال في كركوك ومدن عراقية أخرى دفاعا عن التركمان العراقيين. وختم قائلاً: "إن الأقلية التركمانية التي تربطها صلات عرقية وثيقة بتركيا لن تُترك لحالها في كركوك".
أرسل تعليقك