حالة من الغضب وعدم الثقة تسود الفلسطينيين في عزة على خلفية إعدام النشار
آخر تحديث GMT07:19:34
 العرب اليوم -

عقب تنفيذ حركة "حماس" أحكامًا بالإعدام بحق ثلاثة مدانين بقتل قيادي فيها

حالة من الغضب وعدم الثقة تسود الفلسطينيين في عزة على خلفية إعدام النشار

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - حالة من الغضب وعدم الثقة تسود الفلسطينيين في عزة على خلفية إعدام النشار

جندي من حركة "حماس" في غزة
غزة ـ ناصر الأسعد

تخيم حالة من الغضب وعدم الثقة بين الفلسطينن في قطاع عزة، عقب تنفيذ حركة "حماس" حكمًا بالإعدام بحق ثلاثة مدانين؛ هم عبد الله النشار وأشرف أبو ليلية وهشام العالول بقتل قيادي بارز في الحركة. ولا يوجد على قبر عبد الله النشار أي معلوماتٍ عنه. فقبره عبارة عن كتلة خرسانية مهدمة مكتوب عليها بالكاد اسمه. وهو نصب تذكاري مخزي لرجل عَمِلَ حارسًا رئاسيا لكل من ياسر عرفات ومحمود عباس.

لكن النشار لم يعد يُنظر إليه على أنه بطل فلسطيني. ففي 25 مايو/ أيَّار، كان أحد الرجال الثلاثة الذين أعدموا علنًا بعد إدانتهم بجريمة مساعدة إسرائيل على اغتيال الزعيم العسكري لـ"حماس" مازن فقهاء. وفي غزة، يعتبر هذا هو القبر المناسب الوحيد للجواسيس المتعاونين مع إسرائيل. ويقف عند قبره في مقبرة الشيخ رضوان، إخواه محمد وخالد النشار، اللذان لا يزالان غاضبين. وهما مقتنعان بأنه قُتل بسبب جريمةٍ لم يرتكبها.

ويقول محمد: "لقد كان ما حدث جنونًا. كانت المحكمة مزيفة فقط ليبدو للعالم أنَّ هناك مُحاكمة، مع محامين ومحاكمات وجلسات. لكن لم يكن أي منها حقيقيًا". وأضاف: "حماس أرادت أن تُنهي القصة. وقد أصبحت مسألة رأي عام، وأرادت أن تظهر إحراز تقدم. وكان التقدم هو تنفيذ الإعدام بحق الثلاثة. وجعلوا منه  فيلم مُثير ".

ولم يُمنح المتهمون الثلاثة؛ النشار وأشرف أبو ليلية وهشام العالول تمثيلًا قانونيين في الفترة ما بين إلقاء القبض عليهم وإعدامهم، ولم يتسنى لجماعات حقوق الإنسان الوصول إليهم في السجن. وقد قتل الرجل الذي أُتهم الثلاثة بالمساعدة في قتله بالرصاص من مساقة قريبة منه، باستخدام بندقية مزودة بكاتم للصوت في مرآب منزله في مدينة غزة في مارس/آذار الماضي. وتُعد عملية الاغتيال لمسؤول رفيع المستوى داخل غزة أمر غير عادي وجريء. واتخذت حماس خطوة غير مسبوقة لإغلاق حدودها ووضع نقاط تفتيش عبر قطاع غزة خلال محاولتها إلقاء القبض على الجناة.

ونفت إسرائيل رسميًا ادعاء حماس أنها مسؤولة عن عملية الاغتيال. بيد انها اغتالت من قبل قادة كبار المسلحين جوًا وانه مما لا شك فيه أنَّ إسرائيل جندت جواسيس لها في الأراضي. ومنذ أن سيطرت حماس على المنطقة عام 2007، تتعرض غزة لمراقبة إلكترونية شديدة من إسرائيل. وقال روفن بيركو، العقيد المتقاعد في الجيش الاسرائيلي الذي أشرف على الجواسيس في غزة قبل انسحاب إسرائيل، إنَّ هناك ثغرات في القدرات التكنولوجية وخصوصًا في عمليات "تصفية" أهداف إسلامية كبيرة ولا يمكن إن يملأها سوى عناصر المخابرات البشرية. وقال بيركو فى حديثه مع صحيفة "الغارديان": "إنَّ النشار ليس عميلًا إسرائيليًا. وأضاف "بالطبع. العدو مشغول دائمًا بالبحث عن هذه المصادر".

وبدون الوصول إلى الأدلة الجنائية التي جمعتها "حماس" ضد النشار، لا يمكن أن يكون هناك تقييم مستقل للقضية المرفوعة ضده، ولا ادعاء أسرته بأنه متهم زورًا". ومنذ حرب 2014، شنت حماس حملة كبيرة ضد التهديد الداخلي الذي يشكله الجواسيس. وعقب وفاة "فقها" ألقي القبض على 45 شخصًا بتهمة التعاون مع إسرائيل. وقال إياد البزم، المتحدث باسم وزارة الداخلية في قطاع غزة إنَّ حماس واثقة من أنه لم يعد هناك سوى عشرات العملاء الناشطين في غزة". وأضاف: "إن الثقافة السائدة في مجتمعنا هي أن إسرائيل عدو، ومُحتل. فلقد قتل شعبنا وشردنا. وإنَّ الثقافة السائدة رفض التعاون والتعامل مع هذا العدو ".

ولكن في حين تعتمد حماس على الردع العنيف، فإنَّ إسرائيل لديها سيطرة كاملة على حركة شعب غزة. وعلى وجه الخصوص، فإن معبر رفح في مصر قد أغلق تمامًا تقريبًا من قبل إدارة السيسي المعادية لحركة حماس، ولا يستطيع الفلسطينيون السفر إلا من غزة وإليها بإذن إسرائيلي.

وتساعد المنظمات غير الحكومية، بما فيها منظمة المركز القانوني لحرية التنقل "غيشا" الإسرائيلية و "أطباء من أجل حقوق الإنسان" الفلسطينيين في عملية تقديم طلبات الحصول على تصاريح لمغادرة غزة. ويقولون إنَّ الفلسطينيين يقتربون بشكل روتيني من ضباط الأمن الإسرائيليين الذين يسمحون لهم بتلقي الرعاية الطبية العاجلة أو الوصول إلى الأسر مقابل الحصول على معلومات.

وقالت تانيا هاري، مديرة منظمة "غيشا": "ليس لدينا أرقام حول عدد الأشخاص الذين يتم الاتصال بهم، ويمكنك أن تتخيل أن هذا ليس شيئا على نطاق واسع". وأضافت: "نحن نعلم أنه في الحالات التي نحاول فيها دفع النظام، فإن العديد من الناس مدعوون إلى ما يسمى بمقابلة أمنية ويطلب منهم جميع أنواع المعلومات".

وقبل صدور حكم الإعدام في مايو/ أيَّار، أصدرت حماس شريط فيديو دعائيًا يشرح كيفية تنفيذ عملية اغتيال الفقها". ويقول بيركو: "وسواء أكان النشار قد قدم معلومات إلى عملاء المخابرات الإسرائيلية أم لا، فإن الكثيرين قد جندوا بالوسائل الموصوفة في فيديو حماس".

وأضاف بيركو:"إن الدافع يمكن إن يكون هناك ترتيبًا واسعًا للاحتياجات أو نقاط الضعف أو الفهم بان الوضع يحتاج إلى إصلاح ... أحيانا يتعين علينا إن نخلق هذا الدافع له".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حالة من الغضب وعدم الثقة تسود الفلسطينيين في عزة على خلفية إعدام النشار حالة من الغضب وعدم الثقة تسود الفلسطينيين في عزة على خلفية إعدام النشار



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab