قبل ساعات معدودات على بدء معركة الرئاسة الأميركية، تلقت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، أخبارًا سارة من استطلاعات الرأي تؤكد أنها هي التي ستفوز في السباق الى البيت الأبيض بتقدمها على منافسها الجمهوري دونالد ترامب أربع نقاط. إلا أن ذلك لم يمنع دوالد ترامب من الإعراب عن ثقته بالفوز في هذا السباق المميز هذه المرة.
وبدأت كلينتون، مرشحة الحزب الديمقراطي، اليوم الأخير من الحملة بدفعة معنوية بعد إعلان مكتب التحقيقات الاتحادي إنه لن يوجه لها تهما في قضية تعاملها مع بريدها الإلكتروني خلال توليها منصب وزيرة الخارجية في إدراة الرئيس باراك أوباما.
وبالتزامن مع إعلان رئيس مكتب التحقيقات الاتحادي الـ"أف بي آي" جايمس كوربي بأنه لن يوجه لها تهما في قضية تعاملها مع بريدها الإلكتروني خلال توليها منصب وزيرة الخارجية في إدراة الرئيس باراك أوباما، أظهرت معظم استطلاعات الرأي قبل التصويت المقرر اليوم الثلاثاء تقدم كلينتون بنحو ثلاث نقاط مئوية على مستوى الولايات الأميركية، لكن استطلاعا لشبكة "فوكس نيوز" منح الجموري ترامب التقدم بفارق أربع نقاط.
وآخر استطلاع لـ"رويترز/إبسوس" أظهر أن فرص كلينتون في هزيمة خصمها والفوز بالسباق الرئاسي تصل إلى نحو 90 في المئة، وأن أي تغيير يحدثه ترامب الثلاثاء يعتمد على تركيبة غير محتملة لنسب إقبال البيض والسود وذوي الأصول اللاتينية في 6 أو7 ولايات. وأضاف الاستطلاع أن وزيرة الخارجية السابقة تتقدم على ترامب بواقع 45 بالمئة مقابل 42 بالمئة في التصويت الشعبي، وأنها في طريقها لجمع 303 من أصوات المجمع الانتخابي مقابل 235 صوتا لترامب، أي أنها ستتخطى العدد اللازم للفوز وهو 270 صوتا.
وتتوقف فرص ترامب على أدائه في ولايات فلوريدا وميشيغان ونورث كارولاينا وأوهايو، التي كاد أن يحسمها لصالحه يوم الأحد، عندما انتهى استطلاع الرأي، وكذلك بنسلفانيا التي تتقدم كلينتون فيها بفارق ضئيل يبلغ ثلاث نقاط مئوية. وحتى يفوز في السباق إلى البيت الأبيض، يجب أن يفوز ترامب بمعظم هذه الولايات، وفق الاستطلاع الذي اعتبر أن أي خسارة للمرشح الجمهوري في اثنتين من ولايات فلوريدا وميشيغان وبنسلفانيا ستعني حتما تقريبا فوز كلينتون بالرئاسة.
ومن ساراسوتا في فلوريدا التي تملك 29 صوتا في المجمع الانتخابي وتعد مهمة له، بدأ ترامب حملته، الاثنين، حيث يخوض معركة شرسة مع كلينتون بالولاية التي تضم عددا كبيرا من الناخبين من أصول لاتينية، غير مكترث لنتائج استطلاعات الرأي.
وتنبأ بفوزه قائلا لأنصاره في ساراسوتا إن كلينتون "مخادعة" و"نحن سئمنا أن يقودنا أناس أغبياء"، وقال إن "عقدي مع الناخب الأميركي يبدأ بخطة لوضع حد لفساد الحكومة وانتزاع بلادنا، وبسرعة، من مجموعات الضغط هذه التي أعرفها جيدا".
وأكد أن كلينتون "يحميها نظام فاسد تماما"، متوجها لأنصاره بالقول "أريد أن تسمع كل المؤسسة السياسية في واشنطن الكلمات التي سنقولها جميعا حين نفوز غدا (اليوم): سنجفف المستنقع"، وكررت الحشود من بعده "سنجفف المستنقع".
ومع قرار المرشحة الرئاسية هيلاري كلينتون ومنافسها دونالد ترامب متابعة نتائج الانتخابات ليل الثلاثاء في نيويورك، رئيس بلدية المدينة الأميركية إلى التخطيط لأكبر عملية نشر للشرطة في تاريخها. وتقرر أن يرابط أكثر من 5000 شرطي في أنحاء أكبر مدينة بالبلاد، حيث سيتم أيضا إغلاق شوارع في الأحياء التي تعتزم كلينتون وترامب متابعة النتائج، وإعلان أحدهما الفوز أمام المئات من أنصاره
وقال رئيس البلدية، بيل دي بلازيو، في مؤتمر صحفي، "لدينا التزام ليس فقط تجاه الناس في المدينة ولكن أيضا تجاه هذا البلد لضمان أن يمضي يوم غد واليوم بأكمله خاصة ليلة الغد بسلاسة وعلى نحو جيد".
وتعتزم المرشحة الديمقراطية كلينتون عقد لقاء ليلة الانتخاب في مركز "جاكوب كيهجافيتس" للمؤتمرات قرب نهر هدسون، في حين سيكون تجمع منافسه الجمهوري ترامب في فندق "هيلتون" في مانهاتن. وتأتي الجهود الأمنية المكثفة للمدينة بعد أن تلقت السلطات الاتحادية تهديدات بهجمات يشنها تنظيم "القاعدة" على مدينة نيويورك وتكساس وفرجينيا في يوم الانتخابات.
وأكد السفير الأميركي السابق لدى روسيا مايكل ماكفول، أن هيلاري كلينتون غير مهتمة بإشعال صراع مسلح مع روسيا. وأعلن ماكفول الذي يعد أحد أنصار كلينتون في حديث لوكالة "إنترفاكس" الاثنين ، أن كلينتون في حال انتخابها رئيسة للبلاد، ستكون متمسكة بأساليب دبلوماسية في تسوية الأزمات.
وقال: "اليوم، يوجه ترامب انتقادات ضد هيلاري كلينتون لنيتها إقامة مناطق حظر جوي فوق سورية بذريعة أن هذا الإجراء سيؤدي إلى صراع بين الولايات المتحدة وروسيا. أود أن أشدد على أن لا أحد في مأمن من الحوادث، لكن الولايات المتحدة غير مهتمة بصراع مسلح مع روسيا في سورية. لا الرئيس أوباما ولا هيلاري كلينتون".
وأشار إلى أن "مناطق حظر تحليقات جوية موجودة فعلا في سوريا في أماكن نخوض فيها عمليات عسكرية، حيث تم فرض حظر الطيران، بحكم الواقع، يشمل طائرات سورية وروسية". وقال إن هيلاري كلينتون لو أرادت توسيع تلك المناطق لفعلت ذلك بطريقة تتيح الحيلولة دون التصادم مع روسيا، "من خلال أساليب دبلوماسية".
أرسل تعليقك