استهدف الطيران الحربي السوري مساء السبت، أكبر مستشفى في الأحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب بالبراميل المتفجرة، للمرة الثانية في أربعة أيام؛ مما أسفر عن مقتل 4 أشخاص وجرح 15 على الأقل و خروجه من العمل نهائياً.
وذكر مقاتلون من المعارضة وعمال إنقاذ أن طائرات روسية وطائرات هليكوبتر سورية أطلقت سبعة صواريخ وبراميل على الأقل على مستشفى "ميم 10" المعروفة باسم مستشفى الصاخور مما أسفر عن دمار كبير فيه وخروجه عن الخدمة.
وذكرت مصادر أمنية أن ضربات جوية أخرى للطائرات الروسية والسورية تركزت على خطوط الإمداد الكبرى المؤدية للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة مثل طريق الكاستيلو ومنطقة الملاح وحول مخيم الحندرات. واحتدم القتال أيضا في حي سليمان الحلبي وهو خط الجبهة إلى الشمال من حلب القديمة وفي منطقة بستان الباشا السكنية.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن قوات الحكومة شنت حملة قصف مركزة، إضافة إلى كرّ وفرّ في القتال في حي سليمان الحلبي. وقال إن طائرات حربية ضربت مستشفى ميدانيا في حي الصخور الخاضع للمعارضة في ثاني هجوم من نوعه على واحد من أربع مستشفيات في الأيام القليلة الماضية. وأوضح المرصد، أن الضربة تسببت بمقتل شخص واحد على الأقل وإصابة عدد آخر وإصابة المستشفى بالشلل
وتتواصل المعارك العنيفة بين تنظيم "داعش" من طرف، والفصائل من طرف آخر في محاور عدة في ريف حلب الشمالي، حيث استمرت الاشتباكات بين الطرفين في بلدتي غزل وراعل في ريف حلب الشمالي، وسط تقدم الفصائل واستعادة سيطرتها على البلدتين، كذلك قصف الطيران المروحي مناطق في بلدة حريتان في ريف حلب الشمالي، ومناطق أخرى في بلدة كفر حمرة في ريف حلب الشمالي الغربي، ومناطق ثانية في بلدة معارة الارتيق في ريف حلب الغربي.
كذلك استهدف الطيران الحربي أماكن في منطقة الليرمون شمال حلب، في حين كثفت الطائرات الحربية ضرباتها على مناطق في محيط مشفى الكندي في ريف حلب الشمالي، بينما قصفت القوات الحكومية مناطق في بلدة عندان في ريف حلب الشمالي، كذلك قصفت القوات الحكومية مناطق في حي الهلك بمدينة حلب، ومعلومات عن مقتل شخص، كذلك قضى مقاتل في الفصائل المقاتلة خلال اشتباكات مع القوات الحكومية في جبهة الشيخ خضر في مدينة حلب، كذلك لا يزال محوري بستان الباشا وثكنة هنانو يشهد اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من طرف، والفصائل من طرف آخر، وسط قصف من قبل القوات الحكومية والطائرات الحربية استهدف مناطق في حي بستان باشا بمدينة حلب.
ولاقى الهجوم على حلب إدانة واسعة، حيث ندد مجلس التعاون الخليجي، السبت، بـ"الهجوم المتواصل على مدينة حلب، والتدمير الممنهج لأحيائها من قبل قوات النظام وروسيا.
وقال أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني: إن دول المجلس تشجب بشدة الهجوم المتواصل على مدينة حلب وقتل أبنائها، والتدمير الممنهج لأحيائها، باعتبارها عدواناً سافراً يخالف القوانين الدولية والمبادئ الإنسانية والأخلاقية.
وأكد دعوة دول المجلس، للمجتمع الدولي، لاستنكار الجرائم البشعة التي ترتكب ضد أبناء مدينة حلب والمدن السورية كافة، ومطالبة مجلس الأمن بالتدخل الفوري لوقف العدوان على حلب الذي تستخدم فيه مختلف أنواع الأسلحة المحرمة دوليا.
ودعت جامعة الدول العربية، السبت، إلى سرعة تحرك الأطراف الفاعلة في المُجتمع الدولي، من أجل وقف حمام الدم في مدينة حلب السورية، والسماح بدخول المُساعدات إليها. وأعرب المتحدث باسم الأمين العام للجامعة، محمود عفيفي، في بيان عن "عميق استهجان الجامعة، إزاء تواصل القصف الجوي على حلب، وبشكل خاص قصف المستشفيات وتجمعات المدنيين".
واعتبر عفيفي أن "ما يتعرض له نحو ربع مليون سوري محاصرين في شرق مدينة حلب، من قصف عشوائي بالطائرات والبراميل المُتفجرة وحصارٍ لا إنساني، يرقى إلى مرتبة جرائم الحرب". وقال إن "القسم الشرقي من حلب تعرض لوضع إنساني يفوق الاحتمال خلال الأسبوعين الماضيين، وأن التطورات الأخيرة تستدعي وقفة عاجلة من جانب الدول العربية والمجتمع الدولي، بما في ذلك مجلس الأمن".
ودعا عفيفي إلى "وضع حد لحرب الإبادة التي تتعرض لها حلب، ووقفٍ فوري لحمام الدم ولإطلاق النار، يسمح بدخول المُساعدات إلى المدينة، وببدء جهود الإغاثة التي يحتاجها السُكان بشكل عاجل".
كما أدانت فرنسا وألمانيا الهجوم، حيث قال وزيرالخارجية الفرنسي جان مارك أيرو إن قصف المنشآت الصحية وأفرادها في حلب يرقى إلى جريمة حرب. وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير في تعليق على تويتر "قصف حلب ينبغي إيقافه وأي شخص يرغب في محاربة الإرهابيين لا يهاجم مستشفيات."
ووصفت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة التصرفات الروسية في سوريا بأنها "همجية" وليست جهودا لمكافحة الإرهاب.
ونظم سوريون في العاصمة الألمانية برلين، السبت، مسيرة احتجاجًا على الهجمات الجوية التي كثفتها قوات النظام وروسيا مؤخرًا على محافظة حلب شمالي سورية، رافعين لافتات تدعوا لـ"إنقاذ" المدينة.
وانطلقت المسيرة من ميدان "هيرمانبلاتز" وانتهت في ميدان "أورنيان بلاتز"، وسط ترديد هتافات منددة بالغارات ومطالبة بوقفها. ورفع المحتجون لافتات كتبت عليها عبارات من قبيل "أوقفوا رئيس النظام بشار الأسد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين"، و"حلب تحترق"، و"أنقذوا حلب".
ورفع المحتجون أعلام المعارضة السورية، وتلوا بيانا مشتركا، يشير إلى مقتل ألف و700 شخص خلال الشهر الماضي، في عمليات قصف للسلاح الجوي للنظام السوري والروسي على حلب. وقال البيان، إن الهجمات والغارات لا تطال حلب فقط وإنما جميع المدن السورية، داعيا "المجتمع الدولي للخروج من صمته، والتحرك من أجل إيقاف القتل، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة". وشدد البيان على "وجوب عدم سماح مجلس الأمن الدولي للنظام السوري وحليفته روسيا بارتكاب المجازر".
أرسل تعليقك