الصومال عالق بين الحرب الداخلية والجفاف وحركة الشباب المتطرفة
آخر تحديث GMT06:34:05
 العرب اليوم -

يعيش ربع مليون في ملاجئ بشكل قبة مصنوعة يدويًا من الأغصان

الصومال عالق بين الحرب الداخلية والجفاف وحركة "الشباب" المتطرفة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الصومال عالق بين الحرب الداخلية والجفاف وحركة "الشباب" المتطرفة

جماعة الشباب في الصومال
مقديشو ـ عادل سلامه

يعاني الصومال من كارثة كبيرة في المناطق الداخلية، حيث الحرب والجفاف اللذان أجبرا الملايين على مغادرة الصومال، ووقفت مردادة حسن، خارج الخيمة، حيث تنام مع أطفالها الثمانية، وقالت " نحن هنا منذ 10 أشهر، ثلاث سنوات منذ كان لدينا مطر، وعشرة مواشي، وعشرين معزة، والآن كلهم قتلى".

وعاشت عائلات على مدى أجيال مثل عائلة السيدة حسن على منطقة الخليج، حيث زراعة الذرة الرفيعة، والحبوب وتربية الماشية والجمال والماعز، وتعتمد الزراعة هناك على الأمطار السنوية والتي تهطل مرتين سنويا لملئ الآبار المائية والحفاظ على الغطاء النباتي الذي يحيا عليه البشر والحيوانات، ولكن عدم هطول المطر منذ 2016، أدى إلى تدمير المحاصيل في أنحاء البلاد، ودفع السيدة حسن و2.1 مليون شخص إلى الذهاب إلى معسكرات خارج المدن الرئيسية.

وتبذل المنظمات الإنسانية بجانب الحكومة الصومالية جهدا دوليا كبيرا لتجنب المجاعة التي كادت تبدو مؤكدة في 2017، وعلى الرغم من سقوط الأمطار في الخريف، فإن حالة الطوارئ لم تنته بعد، فيما حذّرت شبكة نظم الإنذار المبكر بالمجاعة، التي ترصد آثار الجفاف، هذا الأسبوع من أن 2.7 مليون شخص ما زالوا يواجهون أزمة الغذاء والطوارئ في الصومال هذا العام، ويعاني حوالي 301 ألف طفل من سوء التغذية الحاد.

وأوضح إبراهيم عبد الله، رئيس فريق العمليات الطارئة لمنظمة كير الدولية في الصومال بقوله :"نحن بحاجة للحفاظ على هذه الاستجابة على الأقل حتى عام 2018 على نفس المستوى، لكن القلق الذي يشعر به العاملون في المجال الإنساني هو أن الإرهاق في الصومال سيستمر، فالاحتياجات ما تزال مرتفعة".

وزاد عدد المشردين داخليا أكثر من الضعف، حيث مليون شخص في العام الماضي، وفي بيدوا، العاصمة المؤقتة لمنطقة باي التاريخية، وهي كيان اتحادي جديد كليا يسمى دولة جنوب غرب، لا تزال المخيمات تتزايد، ويعيش ربع مليون شخص الآن في عدد كبير من الملاجئ على شكل قبة، مصنوعة يدويا من الأغصان، وقماش مشمع، وقصدير مموج على مشارف البلدة.

وقال عبد الله علي واتور، عمدة مدينة بيدوا، إنه يوجد الآن 315 مستوطنة نازحة "في نوفمبر/ تشرين الثاني، كان هناك 261 مستوطنة، وهذا يظهر مدى سرعة الزيادة في شهرين أو ثلاثة أشهر".

وغادرت السيدة حسين وعائلتها قريتهم الأصلية عليو ماريل، على بعد 45 كيلومترا، بعد وفاة آخر حيواناتها في الربيع الماضي، وعلى مدى الأشهر العشرة الماضية عاشوا مثل معظم المشردين، حيث المأوى المكتظة الواهية والتي بنيت يدويا لحجب إشاعة الشمس، فيما قالت الملازم فارحيا أحمد محيد، قائد وحدة مكافحة الجرائم الجنسية في الشرطة الاتحادية في البلدة، إن الاعتداءات الجنسية تتراجع منذ أن نشرت الشرطة داخل المخيمات، لكنها تشير إلى أن عصابات من الرجال لا تزال تستهدف النساء عندما يتوجهن إلى الغابة لجمع الحطب لبيعه في المدينة، وهو الخيار الوحيد لكثير منهن لجمع ما يكفي من المال لشراء الأرز أو الدخن لإطعام الأسرة، وأضافت "أن التحدي الأكبر هو توجيه المشتبه بهم إلى المحكمة، فعندما نلقي القبض عليهم، يأتي شيوخ العشائر ويتحدثون مع الضحية ومن ثم تتنازل عن القضية، وقالت "إننا نحقق بعض التقدم في ذلك، ولكنه تغيير تدريجي، إننا لم نحقق بعد هدفنا ".

وهناك سلسلة واسعة من المعسكرات المترابطة التي تقع على طول الطريق السريع الرئيسي على الحافة الجنوبية الغربية من البلدة، ولكنها غير آمنة، خاصة بالنسبة للنساء اللواتي تقع عليهن مسؤولية إدارة الأسرة في كثير من الأحيان، فيما تعد المحطة الأولى للعديد من الوافدين الجدد وخاصة الأطفال والأمهات المرضعات هي الجناح المتخصص في مستشفى المدينة لعلاج سوء التغذية والجفاف، وقد نقذت هذه المنشأة العشرات من الأرواح، لكن سلطات المدينة تعترف بصراحة بأنها تفتقر إلى البنية التحتية لمواجهة المظاهر المفاجئة ، حيث ظهور نازحين جدد ضاعفوا سكان المدينة.

وأكد المعلم حسين عددي معلم، وهو نازح يعيش في المخيم منذ عام، وينتخبه أحد أقسام المخيم ليكون مناصرا لسلطات المدينة والمنظمات الإنسانية الدولية "الناس هنا يعانون.. ليس هناك طعام.. هناك نقص في الأدوية مع عدم وجود مواد البناء".

ويجري حاليا تنفيذ عملية إغاثة كبيرة تشارك فيها حكومة منطقة الجنوب الغربي والأمم المتحدة والعديد من المنظمات غير الحكومية الأجنبية والمحلية، غير أن ذلك يواجه تحديات خطيرة تتعلق بالأمن واللوجستيات، فالمصدر الوحيد للمياه العذبة بالنسبة لـ250 ألف شخص هنا هو بئر على الجانب الآخر من المدينة، ولا بد من الاعتراف بسرعة وبوضوح أن هناك أزمة مياه في بيدوا، فهناك ما لا يقل عن 305 مخيمات في جميع أنحاء المدينة، و 37 فقط يحصلون حاليا على المياه.

وقطعت جماعة "حركة الشباب المتطرفة" الطريق بين بيدوا ومقديشو قبل ستة أشهر، وفي الوقت نفسه، فإن جهود المعونة مقيدة فلا يمكن أن تهبط على مهبط الطائرات في عهد الحرب الباردة، وبالتالي فإن المعدات الثقيلة، مثل تلك اللازمة لحفر الآبار العميقة، ستضطر إلى الانتظار لقافلة طرق، بينما قد أدت الحرب إلى تفاقم الأزمة بطرق أخرى، وفي عام 2011، حين قطعت حركة الشباب الطريق على بيدوا، كانت المدينة مركزا للمجاعة التي تسببت في الجفاف والتي أودت بحياة ما لا يقل عن 260 ألف شخص، لأن الجماعة رفضت السماح بتقديم مساعدات دولية إلى أراضيها، واليوم، المدينة هي جزيرة تخضع للسيطرة الحكومية، والتي شكلت مركزا حاسما للإغاثة الإنسانية، أحد الأسباب الرئيسية لعدم تكرار مجاعة 2011 التي تم تجنبها، ولكن حركة الشباب لا تزال تسيطر على معظم المناطق الريفية المحيطة بها، وحذرت الجماعات الإنسانية من عدم محاولة العمل في أراضيها، مما جعل من المستحيل الوصول إلى المجتمعات المتأثرة بالجفاف بشكل أعمق في الريف.

وفرضت أيضا ضرائب على السكان المحليين لتمويل حربها ضد الحكومة الاتحادية الصومالية وحلفائها من الاتحاد الأفريقي، وإذا لم تتمكن الأسرة من الدفع، فإن لدى المجموعة عادة وهي أخذ أحد أفراد الأسرة، غالبا الأطفال للخدمة العسكرية، وقال عدد من الرجال والنساء في مخيم بايدوا إنهم لا يستطيعون العودة إلى أراضيهم لأنهم يخشون الانتقام من عدم دفع الضريبة.

وليس فقط حركة الشباب التي تبحث عن المال، حيث ذكرت "هيومن رايتس ووتش"، في تقرير نشر هذا الأسبوع، أن قوات الأمن الصومالية دمرت ما يقرب من 3000 مأوى في مخيمات مؤقتة في مقديشيو بين ديسمبر/ كانون الأول، ويناير /كانون الثاني، وقال تقييم منفصل ذكرته المجموعة إنه تم تدمير أكثر من 5000 كوخ وتشريد 38 ألف شخص بسبب عمليات الطرد، وقد وعدت الحكومة الفدرالية الصومالية بإجراء تحقيق، بينما أكدت السلطات في بيدوا أنه لم تحدث عمليات إخلاء جماعي مماثلة في تلك المدينة، ولكن امرأة قالت إن العائلات قد أمُرت بدفع دولارين في الشهر أو الترحيل، وهو المبلغ الذي يكافح معظمهم للحصول عليه من خلال بيع الحطب في البلدة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصومال عالق بين الحرب الداخلية والجفاف وحركة الشباب المتطرفة الصومال عالق بين الحرب الداخلية والجفاف وحركة الشباب المتطرفة



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:02 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء
 العرب اليوم - أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء

GMT 02:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
 العرب اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 12:03 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
 العرب اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 06:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29
 العرب اليوم - غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 01:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العنف فى المدارس !

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 02:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 08:22 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل جندي إسرائيلي من لواء كفير برصاص قناص شمال قطاع غزة

GMT 07:19 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 4.7 درجات يضرب أفغانستان في ساعة مبكرة من اليوم

GMT 13:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية

GMT 06:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يحذّر من حقبة "تغيير سياسي كبير" بعد فوز ترامب

GMT 13:36 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"تسلا" تستدعي 2400 شاحنة من "Cybertruck" بسبب مشاكل تقنية

GMT 22:39 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط قنبلتين ضوئيتين في ساحة منزل نتنياهو

GMT 16:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فهمي ضيف شرف سينما 2024 بـ 3 أفلام

GMT 14:15 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد أمين يعود بالكوميديا في رمضان 2025

GMT 14:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

هند صبري تكشف سر نجاحها بعيداً عن منافسة النجوم

GMT 07:39 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية تقتل 20 فلسطينياً في وسط وجنوب قطاع غزة

GMT 18:37 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت التعليق على الطعام غير الجيد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab