اتهامات للحوثيين بـالعنصرية تجاه ضحايا كورونا
آخر تحديث GMT15:21:22
 العرب اليوم -

وسط حملات تندد بتكتم الانقلابيين وسوء إدارة الأزمة

اتهامات للحوثيين بـ"العنصرية" تجاه ضحايا "كورونا"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - اتهامات للحوثيين بـ"العنصرية" تجاه ضحايا "كورونا"

الميليشيات الحوثية الانقلابية
عدن ـ العرب اليوم

لم تدع الميليشيات الحوثية صنيعا يمكن أن تضاعف من خلاله معاناة اليمنيين إلا وأقدمت على فعله، كما حدث أخيرا مع تكتمها على أعداد ضحايا فيروس كورونا المستجد في مناطق سيطرتها فضلا عن استثمار الجائحة لمكاسب انقلابية وأخرى لتكريس التمييز العنصري للمنتمين إلى سلالة زعيمها الحوثي؛ وبينما ضربت الجماعة عرض الحائط بكل التحذيرات الدولية من النتائج الوخيمة لسوء إدارتها للأزمة كانت الأمم المتحدة جددت مخاوفها مما وصفته بـ«أسوأ السيناريوهات» حيث من الممكن أن يقضي الفيروس على آلاف اليمنيين.

وقالت المنسقة الأممية في اليمن ليز غراندي في أحدث تصريحاتها؛ «إنه من المحتمل أن تتجاوز حصيلة القتلى في اليمن هذا العام جراء الحرب والأمراض والجوع مجتمعة حصيلة من سقطوا خلال السنوات الخمس الماضية».

وفي حين حذرت المسؤولة الأممية من أن الخدمات الصحية العامة في 189 مستشفى من أصل 369 في البلاد ستبدأ الإغلاق خلال 3 أسابيع، بسبب نقص الموارد، ندد ناشطون يمنيون باستمرار الجماعة الحوثية على التكتم على ضحايا وباء كورونا، وأطلقوا حملة على مواقع التواصل الاجتماعي اعتبروا فيها «كورونا والحوثي وجهين لعملة واحدة».

وندد الناشطون اليمنيون بسلوك الحوثيين العنصري في التعامل مع الضحايا حيث تحصر الجماعة مراكز العزل والتجهيزات الوقائية على عناصرها المنتمين إلى سلالة زعيمها، فضلا عن رفضها إتاحة المقابر الخاصة بقتلاها لدفن ضحايا الوباء المستجد.

وفي مسعى لتبيان حجم الكارثة التي ضربت صنعاء وبقية مناطق سيطرة الجماعة الحوثية بسبب تفشي الفيروس التاجي كان الناشطون اليمنيون كشفوا عن وجود وفيات بالمئات في أوساط السكان لا سيما صنعاء مشيرين إلى أبرز الوفيات من الشخصيات الاعتبارية بمن فيهم الضحايا من قادة الجماعة والموالين لها.

وبحسب مصادر طبية في العاصمة المختطفة لقي أكثر من 40 قاضيا و20 طبيبا والعديد من الأساتذة الجامعيين حتفهم جراء إصابتهم بالوباء خلال الأسبوعين الأخيرين، في حين رفضت أشهر مقابر صنعاء استقبال المزيد من الوفيات بالتزامن مع ارتفاع أسعار القبور إلى أرقام قياسية.

وتكافح المنظمات الدولية وما بقي من القطاع الصحي في مناطق الجماعة من أجل الحد من الضحايا سواء بتوفير الإمدادات الصحية المتنوعة غير أن سلوك الميليشيات يسير في الاتجاه المعاكس كما يؤكد ذلك العاملون في القطاع الطبي الخاضع للميليشيات.

واكتفت الجماعة حتى الآن بالاعتراف بإصابة أربعة أشخاص اثنان منهما كما زعمت تماثلا للشفاء، في الوقت الذي سجل في مناطق سيطرة الشرعية 469 حالة إصابة بينها 111 حالة وفاة؛ وزعم قادة الميليشيات أنهم يعملون على إيجاد لقاح للفيروس، وهو التصريح الذي أثار حينها سخرية واسعة في الأوساط اليمنية التي تعرف حقيقة الجماعة في تزوير الوقائع وبث الأكاذيب.

وتناقل اليمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي صورة من وثيقة حوثية كرست عنصرية الجماعة إذ أمرت فيها بمنع دفن المتوفين بـ«كورونا» المتفشي حاليا في صنعاء بمقابر الجماعة المخصصة لقتلاها، وتعقب وملاحقة واختطاف وتغريم من قام بذلك.

وجاء في الوثيقة الموجهة من المدعو «قناف المراني» المعين من قبل الجماعة وكيلا لأمانة العاصمة لشؤون الأحياء، إلى مديرون وأمناء عموم مديريات العاصمة، قوله «مع تزايد حالات الوفاة بفيروس كورونا حاول الكثير من أبناء القبائل وأهالي الضحايا دفن موتاهم في روضات الشهداء (مقابر قتلى الجماعة) وهذا أمر مرفوض ولا يجب السكوت عليه بأي حال من الأحوال».

وشددت الوثيقة على تعقب كل من يحاول الدفن في مقابر قتلاها والقبض عليه والقبض عليه حتى وإن كان ممن فقد أحد أقاربه خلال قتاله إلى جانب الميليشيات؛ وقوبلت وثيقة المنع الحوثية التي جرى تداولها، باستهجان واستياء شعبي وحقوقي واسع، واعتبر سكان محليون ونشطاء في صنعاء ما جاء فيها بأنه يفضح مجدداً عنصرية الميليشيات ومشروعها الطائفي السلالي.

وعد ناشطون محليون بأن وثيقة الجماعة تضمنت اعترافا رسميا ومباشرا من قبلها بتزايد الوفيات نتيجة كورونا في العاصمة صنعاء، رغم استمرار تسترها حتى اللحظة عن العدد الحقيقي للإصابات والوفيات بهذا الوباء، ونتيجة منع الميليشيات للمسؤولين المحليين بصنعاء من دفن ضحايا كورونا في مقابر قتلاها، عثر مواطنون قبل يومين على جثة شخص مرمية قبالة المستشفى الجمهوري في شارع الزبيري وسط صنعاء يعتقد أن سبب وفاته إصابته بكورونا.

وأفاد مواطنون وشهود عيان لـ«الشرق الأوسط»، بأن المتوفى وجد مغطى بكرتون دون معرفة الأسباب... مشيرين إلى أنه تم إغلاق الصيدليات المجاورة ومنع الناس من الاقتراب وتعقيم المكان، وعلى صعيد التمييز العنصري نفسه الذي تنتهجه الجماعة في جميع تصرفاتها وأفعالها، لا يزال المئات إن لم يكونوا بالآلاف من أهالي وأسر قتلى الجماعة يتعرضون للإهانات جراء السلوك والتمييز العنصري الذي يتلقونه من قبل قياداتها السلالية في معظم المؤسسات التي تسيطر عليها الميليشيات في مناطق سيطرتها.

وفي السياق ذاته، أكد مصدر مقرب من الجماعة بصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن عدداً من آباء قتلى الميليشيات غير المنتمين للسلالة، تعرضوا للإهانات والطرد من داخل مؤسسات أمنية وعسكرية ومدنية خاضعة لسلطة الميليشيات في صنعاء ومدن يمنية بعد طلبهم من قيادة الميليشيات الحصول على حقوق وامتيازات نظير إلحاق أبنائهم بصفوف الانقلابيين ووفاتهم جراء ذلك.

وأشار المصدر، إلى أن قياديا حوثياً سلالياً يشرف على دائرة عسكرية في صنعاء قام مؤخرا بطرد والد أحد قتلى الجماعة من المنتمين للقبائل بعد طلبه طباعة صور نجله مجاناً في مطابع الدائرة وأن القيادي تحجج بعد رفضه للطلب بأن ذلك سيكون مكلفا على الدائرة وأنه لا يوجد حبر خاص بطباعة الصور.

وفي حين نقل المصدر عن القيادي الحوثي قوله لوالد القتيل: «كمل جميلك ومعروفك معنا واطبع صور ابنك القتيل على نفقتك في المطابع الخاصة خارج الدائرة». مشيرا إلى أن قيادة الميليشيات المنتمية للسلالة المعينة في تلك الدائرة تقوم بشكل متواصل بطباعة عشرات الآلاف من الصور للصرعى المنتمين للسلالة بكل سهولة ودون أي تأخير.

ومنذ انقلاب الجماعة وانطلاق حربها العبثية تجاه اليمنيين، جرت العادة لديها على فرز قتلاها بحسب سلالتهم، حيث يحظى من ينتسبون لسلالة زعيمها باهتمام لافت وكبير ويقبرون في مقابر تسميها الميليشيات بـ«روضات الشهداء» بعد أن يتم زخرفتها وتزيينها وتسويرها وتعشيبها وزراعة الورد على جنباتها لتبدو أكثر جاذبية، بخلاف ما يحصل لقتلاها من أبناء القبائل الذين تطلق عليهم مسمى «الزنابيل» من إهمال وتهميش ونظرة دونية.

قد يهمك ايضـــًا :

مراكز تجارية في صنعاء تسقط في أيدي الميليشيات الحوثية في حملات نهب واسعة

جرائم حوثية متصاعدة بذريعة الانتماء إلى "القاعدة" و"داعش"

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اتهامات للحوثيين بـالعنصرية تجاه ضحايا كورونا اتهامات للحوثيين بـالعنصرية تجاه ضحايا كورونا



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 11:51 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تليغرام يطلق تحديثات ضخمة لاستعادة ثقة مستخدميه من جديد

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد العوضي يكشف عن بطلة مسلسله بعد انتقاد الجمهور

GMT 06:02 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم... نحتاج لأهل الفكر في هذا العصر

GMT 03:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تطالب بتبني قرار لوقف إطلاق النار في قطاع غزة

GMT 06:00 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتلة صورة النصر

GMT 18:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025

GMT 18:00 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يكشف سر تكريم أحمد عز في مهرجان القاهرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab