شنّت الطائرات الحربية المقاتلة العراقية والدولية، غارات مكثفة على مواقع "داعش" في الساحل الأيمن من مدينة الموصل، استعدادًا لتحريره من قبضة التنظيم المتطرف، وقتلت غارة لمروحيات الجيش العراقي، ثمانية من متطرفي "داعش" على مقرهم، بينما قصف الطيران الحربي جسر اليرموك في الجانب ذاته، ودمرت طائرات القوة الجوية جميع الطرق المؤدية إليه.
ويأتي هذا في وقت کشف القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي باقر جبر الزبيدي، أن العسكريين الأميركيين يقومون بتدريب وتسليح قوة قتالية "سنية"، تحت مسمى "المقاومة"، ويجري تدريبها في قاعدة "عين الأسد"، في محافظة الأنبار، وسينضم إليها مقاتلون إيزيديون وكرد، محذرًا من أن هذه القوة ستكون "النافذة"، التي سيطل منها "الإقليم السني".
وأضاف الزبيدي في منشور له على صفحته في "فيسبوك"، أن "قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار تشهد تأهيل وتدريب وتسليح مجاميع من أهالي المحافظة بتمويل أميركي على غرار تدريب وتأهيل وتجهيز قوات سورية الديمقراطية في الحرب السورية، والتي تنشط هذه الأيام للاستيلاء، في إشارة إلى أن القوات التي يقوم الأميركيون بتدريبها في "عين الأسد" الهدف منها "الاستيلاء" على الأنبار والمناطق السنية".
ونفذّ طيران الجيش بواسطة الطائرة المسيرة (CH4) غارة جوية ناجحة بعد ورود معلومات دقيقة من المديرية العامة للاستخبارات والأمن استطاع من خلالها تدمير مقر عبارة عن كرفان مع عجلة تحمل أحادية في منطقة حي الصحة الواقعة في الجانب الأيمن من مدينة الموصل". وأشار إلى أن الغارة "قتلت القيادي في داعش المدعو (خطاب) مع 8 عناصر أخرى".
وأعلنت مديرية الاستخبارات العسكرية، في بيان لها، أن "مفارزها ألقت القبض على انتحاري مندس بين المواطنين في منطقة القادسية الأولى في الموصل". وكشف مصدر أمني من محافظة نينوى، أن "طائرات الـ B52 دمرت جسر اليرموك وجميع الطرق المؤدية إليه ". وأضاف المصدر، أن "الطائرات الحربية العراقية والتحالف الدولي، ضربت خلال الأيام الماضية، المناطق الرابطة والفارق التي يستخدمها عناصر تنظيم "داعش" المتطرفة، ويستهدف تجمعاتهم وأماكن راحتهم من خلال تعاون بعض الشباب المحتجزين داخل المدن، عن طريق توفير المعلومات".
وكانت خلية الإعلام الحربي، أعلنت الثلاثاء الماضي، عن إلقاء الطائرات العراقية ملايين المنشورات على ساحل الموصل الأيمن، مبينة أن "هذه المنشورات تتضمن حث المواطنين على الاستعداد لعمليات التحرير". وذكر بيان لقيادة الشرطة الاتحادية، أن "قطعات الاتحادية تمركزت عند المدخل الجنوبي من الموصل، بانتظار عملية الشروع في معركة تحرير الجانب الأيمن".
وأكد عدد من سكان مدينة الموصل أن المسلحين المتطرفين في المدينة باتوا يعانون ضائقة مالية ويجبرونهم على دفع أجور عمال يقومون بثقب الجدران التي تفصل منازلهم للسماح للمقاتلين بالتنقل بحرية عبرها. وقال أبو أسعد الذي يسكن في شارع البيبسي، "داعش يحفرون جدران منازلنا بالإكراه".
وأضاف وهو أحد عشرات السكان الذين يعانون المشكلة، "يجبرونا على دفع 7000 دينار "5 دولارات يوميًا"، أجور للعاملين بهدم جدران بيوتنا". وقال هذا الرجل إن عناصر التنظيم أبلغوا أصحاب المنازل التي فتحت على بعضها من خلال ثقوب كبيرة في الجدران، أن الأموال المتحصلة تخصص لتمويل خطوط الدفاع ضد هجوم قوات الأمن.
ويحصل غالبية سكان الجانب الغربي من المدينة على القليل من التيار الكهربائي، الذي ينقطع أحيانًا فيما تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في هذا الصقيع. وسلسلة الثقوب التي يحفرها التنظيم في المنازل هي بمثابة انفاق تسمح للمسلحين بالتحرك من دون إمكانية تعقبهم بواسطة الطائرات العراقية ومقاتلات التحالف الغربي.
واعتبر محمد جليل الذي يسكن حي النجار، الواقع قرب ضفة نهر دجلة، الذي يفصل بين شطري مدينة الموصل، أن داعش ينتهك تعاليم الدين الإسلامي بفتحه فجوات بين المنازل. وتابع "كيف يدعي داعش التزامه بتعاليم الدين الإسلامي، ويسمح بكشف العائلات على بعضها البعض وخصوصا النساء بعد أن تصبح البيوت متصلة فيما بينها من خلال هذه الثقوب". وأضاف "عائلتي كبيرة ونعيش اليوم في خوف ورعب وحيرة ولا يوجد مكان نذهب إليه. واذا لم نغادر المنزل سنتعرض لإخطار العمليات العسكرية".
وواصل "كيف نستطيع السكن في المنزل مع مسلحين يطلقون النار، منه باتجاه القوات العراقية التي سترد بالمثل". وكان تنظيم "داعش" عزز مواقعه على ضفة النهر في مسعى للدفاع عن آخر معاقله في الموصل، ضد القوات العراقية التي من المتوقع أن تشيد جسورًا مؤقتة فوق دجلة للعبور من الضفة الشرقية. وتشن القوات العراقية الهجوم على الضفة الغربية حيث المعقل التقليدي لـ "داعش"، الذي يتضمن المدينة القديمة خلال الشهر.
وفي العاصمة أكد مصدر أمني، أن "مسلحين مجهولين يستقلون عجلة رباعية الدفع أقدموا، مساء الأحد، على اختطاف مدني أثناء خروجه من منزله في منطقة الراشدية، شمالي بغداد، واقتادوه تحت تهديد السلاح إلى جهة مجهولة".
أرسل تعليقك