تعقد الولايات المتحدة وإسرائيل جولة جديدة من المحادثات هذا الأسبوع بشأن برنامج إيران النووي، لإعداد سيناريو "عدم إحياء الاتفاق"، في ظل تعطل مفاوضات فيينا مع طهران. وتضغط إسرائيل على الإدارة الأميركية للتعاون على وضع "خطة بديلة" في حال فشل مفاوضات إحياء الاتفاق، إذ تعقد المحادثات بينهما في ظل جمود شديد في المفاوضات غير المباشرة بين واشنطن وطهران بشأن إحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015.
وأوضح المسؤولون أن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي إيال حولاتا سيصل إلى واشنطن في وقت لاحق خلال الأسبوع الجاري لعقد اجتماعات مع نظيره جايك سوليفان في البيت الأبيض.وقال "أكسيوس"، إن حولاتا سيترأس وفداً مشتركاً في اجتماع لمجموعة العمل الاستراتيجية الأميركية- الإسرائيلية بشأن إيران.
وتوقفت محادثات فيينا الهادفة إلى إحياء الاتفاق النووي، والتي استمرت 11 شهراً، في وقت يقول فيه الطرفان إنه يتعين على كل من طهران وواشنطن أن تتخذ قرارات سياسية لتسوية القضايا المتبقية.وأنشأت الولايات المتحدة وإسرائيل مجموعة عمل أُطلق عليها اسم "أوبال" (ليشيم بالعبرية) في الأيام الأولى من إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، وترأسها مستشارو الأمن القومي من البلدين.
وأصبحت المجموعة المكان الرئيسي لوضع الاستراتيجيات بشأن ممارسة الضغط على إيران أثناء ولاية أوباما الأولى، ثم تحولت إلى مكان أساسي لإبداء الخلافات بشأن الاتفاق النووي أثناء ولاية أوباما الثانية.
وفي عهد الرئيس السابق دونالد ترمب، عقدت المجموعة اجتماعاً لمناقشة الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي الذي تم في عام 2018، وتنسيق "حملة الضغط الأقصى" على طهران.واقترحت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، حينما كان بنيامين نتنياهو لا يزال رئيساً لوزراء إسرائيل، إعادة عقد الاجتماع، إذ اجتمعت المجموعة في مارس وأبريل من عام 2021.
ووافق رئيس وزراء إسرائيل الحالي نفتالي بينيت، الذي زار البيت الأبيض الشهر الماضي، على استئناف مجموعة العمل، واجتمعت 3 مرات منذ ذلك الحين.وأعلن البيت الأبيض الأحد، إن بايدن تحدث مع بينيت، وناقشا التحديات الأمنية الإقليمية والعالمية المشتركة، بما في ذلك التهديد الذي تشكله إيران ووكلائها.وأضاف في بيان، أن بايدن وبينيت كونا "علاقة شخصية مكنت البلدين من تكوين مواقف مشتركة بشأن المسائل الصعبة"، مؤكداً قبول بايدن دعوة لزيارة إسرائيل خلال الأشهر المقبلة.
من جانبه، ذكر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن بينيت وبايدن ناقشا طلب إيران المتعلق برفع الحرس الثوري عن قائمة "المنظمات الإرهابية".
وقال بينيت: "أنا واثق من أن الرئيس بايدن، وهو صديق حقيقي لإسرائيل ويهتم بأمنها، لن يسمح برفع الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية. إسرائيل أوضحت موقفها من هذه القضية: الحرس الثوري الإيراني هو أكبر تنظيم إرهابي في العالم".
ويظل طلب طهران برفع اسم الحرس الثوري الإيراني من قائمة واشنطن لـ"المنظمات الإرهابية الأجنبية"، من أبرز القضايا السياسية المتبقية العالقة في مفاوضات إحياء اتفاق 2015. وتعد إسرائيل من أبرز الدول الرافضة لرفع اسم الحرس من قائمة الإرهاب.
وأدرجت الولايات المتحدة الحرس الثوري الإيراني، في تلك القائمة في 2019 بعد قرار ترمب الانسحاب من الاتفاق.وفي حين لم تعلن واشنطن موقفاً نهائياً من مسألة رفع اسم الحرس من عدمه، يبدو الرئيس الأميركي جو بايدن الراغب في إعادة بلاده إلى الاتفاق لكن بشرط عودة إيران للامتثال لكامل تعهداتها، أكثر ميلاً لإبقاء الحرس على القائمة حسبما ذكر "أكسيوس".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس الأسبوع الماضي: "إذا أرادت إيران رفعاً للعقوبات يتخطى المنصوص عليه في الاتفاق النووي فعليها أن تستجيب لهواجسنا التي تتخطى الاتفاق النووي".
وذكرت أن إعلان برايس، بدا أشبه بـ"التأكيد على أن الإدارة الأميركية تشدد موقفها بالنسبة لشطب الحرس الثوري الإيراني"، وذلك "بعد انقسام الآراء بين الدوائر الدبلوماسية المقربة من قيادات عسكرية أميركية، والجناح السياسي في البيت الأبيض".يشار إلى أن اتفاق 2015، أتاح رفع العديد من العقوبات الدولية التي كانت مفروضة على طهران، في مقابل تقييد أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها.
أرسل تعليقك