أكد رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبي فائز السراج الأحد، أن الحرب ضد تنظيم "داعش" في مدينة سرت تدخل مراحلها الأخيرة رغم استمرار تحدي التفجيرات التي تسود البلاد. ودعا في تصريحات صحافية أدلى بها في نيويورك، إلى مبادرة مصالحة وطنية لوضع حد للانقسامات في بلد متشظٍ يموج بالاضطرابات منذ سقوط الرئيس السابق معمر القذافي.
وقال السراج إن "ليبيا خلال السنوات الماضية مرت بمرحلة صعبة وحرجة جدا، حدث بها كثير من التشظي.. كثير من الانقسامات السياسية". وأضاف "بالفعل نحن نحتاج إلى مصالحة حقيقية بين الليبيين في الداخل والخارج.. وليبيا لليبيين جميعا ولا إقصاء لأي طرف أو فصيل سياسي أو توجه. وتابع أن المصالحة ستوفر استقرارا أمنيا كبيرا وبالتالي سيكون هناك استقرارا اقتصاديا.
وعن موعد تنفيذ مبادرته للمصالحة قال: "أتمنى أن يبدأ تنفيذ المبادرة في أقرب وقت ممكن .. قبل نهاية العام"، متوقعًا الانتهاء من تشكيل حكومة جديدة خلال الأسابيع المقبلة. وأضاف "حتى الآن لم نستلم أي خطاب من مجلس النواب بإعادة تقديم تشكيل وزاري جديد.. مع هذا تعاملنا بإيجابية مع مخرجات جلسة مجلس النواب بالرغم من كل الجدل الذي دار حول الجلسة.. وقررنا تقديم تشكيل وزاري جديد لمجلس النواب.. الآن يتحمل المجلس مسؤوليته ويمارس دوره".
وتحدث السراج بلهجة توافقية إزاء عمليات الاستحواذ على الموانئ، قائلًا: "الرسالة أوصلناها بوضوح .. عدم المساس بالمنشآت النفطية وعدم إلحاق أي ضرر بها لأن من يحمي النفط يجب أن يكون تحت مظلة المجلس الرئاسي".
واستهدف سلاح الجو مساء اليوم الأحد ضربة جوية ضد قواعد تابعة للتنظيمات الإرهابية في منطقة قنفودة.
وفي طرابلس، قالت رئاسة أركان القوات الجوية الليبية إن طائرات القوات الجوية دمرت عربة للمجموعات الإرهابية في منطقة قنفودة تحمل فوقها مدفع رشاش 30 . في المقابل ذكرت حسابات تابعة للتنظيمات الإرهابية أن طائرة حربية نفذت غارة جوية على منطقة قنفودة.
وأفاد مصدر طبي في مستشفى الجلاء للجراحة والحوادث مساء الأحد، بأن المستشفى استقبل 17 جنديًا إثر إصابتهم جراء انفجار قنبلة يدوية بمدينة الأبيار شرق البلاد. وقال المصدر إن أربعة من الجرحى جرى إدخالهم إلى غرفة الطوارئ والعناية الفائقة، بينما تلقى البقية الإسعافات الأولية وغادروا المستشفى على الفور.
وتضاربت المعلومات حول سبب الانفجار في صفوف الجرحى بسبب نسيان قنبلة يدوية، كما رجحت مصادر طبية انفجار قنبلة يدوية بأحدهم بسبب وجود حالة بتر في اليد.
وكشفت القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا "أفريكوم"، أن حصيلة الضربات الجوية التي استهدفت مواقع وتمركزات عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي في سرت ضمن عمليات برق أوديسا، بلغت 169 ضربة منذ بداية العملية التي انطلقت في الأول من شهر أغسطس/آب الماضي. وأوضحت القيادة أنها قامت بتنفيذ 8 غارات جوية في سرت الخميس الماضي.
وكان المركز الإعلامي لعملية "البنيان المرصوص" ، أعلن أن الاستراتيجية العسكرية أصبحت قائمة على أساس التريث وعدم الزج بالقوة بشكل غير مدروس حتى و إن طال أمد معركة تحرير سرت من تنظيم "داعش" لأيام أخرى، معتبرًا أن ذلك أفضل من المخاطرة بالتقدم في ظل وجود التفخيخ بشكل كامل في المنطقة التي يسيطر عليها التنظيم المتطرف. وأشار مدير المركز أحمد هدية في تصريحات صحفية، الى أن عملية اقتحام منطقة الجيزة البحرية و عمارات الـ600 ستطول نتيجة تواجد عناصر تنظيم "داعش" في جزء من عمارات الـ600 و الجيزة البحرية، لافتاً الى قيام قواتهم بشق الطريق بين عمارات الـ600 و الجيزة البحرية مما جعل الحركة غير ممكنة لعناصر التنظيم.
وأكد مدير المركز الإعلامي لعملية "البنيان المرصوص"، على عدم وجود أي حركة لوجيستية بين الجيزة البحرية و عمارات الـ600 لعناصر التنظيم مشيراً لعدم وجود مكان أو ملجأ لعناصر “تنظيم الدولة” يمكنهم الفرار إليه، معتبرًا أن العملية العسكرية للبنيان المرصوص وصلت الى نهايتها و ما تبقى من أجزاء صغيرة من الممكن أنهاؤها في غضون أيام، وأن سياسة التريث هي من صالح القوات في المقام الأول و ليس من صالح هذا التنظيم.
أرسل تعليقك