مراقبون يكشفون عن حركات كُبرى خارج اتفاق السلام في السودان
آخر تحديث GMT21:15:16
 العرب اليوم -

بعد أكثر من عام من وجودها في سدة الحكم

مراقبون يكشفون عن حركات كُبرى خارج اتفاق السلام في السودان

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مراقبون يكشفون عن حركات كُبرى خارج اتفاق السلام في السودان

رئيس مجلس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك
الخرطوم - العرب اليوم

بعد أكثر من عام من وجودها في سدة الحكم في السودان، وقعت الاثنين، الحكومة السودانية والجبهة الثورية اتفاقا للسلام في البلاد بحضور عبد الله حمدوك رئيس الوزراء ورئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان في جوبا عاصمة جنوب السودان.. لكن هناك حركات كبرى خارج هذا الاتفاق فهل يتحقق السلام؟.

يرى مراقبون أن ما تم توقيعه في جوبا يمكن إضافته إلى أكثر من 50 اتفاقية جزئية وقعها المؤتمر الوطني السوداني والحكومات المتعاقبة منذ الاستقلال ولم تحقق أي سلام لا جزئي ولا كلي، بل إن بعضها أضاع أجزاء كبرى وفتت البلاد وقسمها، وهذا الاتفاق تجاهل الحركات الكبرى ذات الثقل على الأرض ووقع كما كان يحدث في السابق مع من لهم ميول وتوجهات سياسية متقاربة وترك المختلف معهم، الأمر الذي قد يدخل البلاد في دوامة جديدة من العنف والحرب الأهلية، لذا فإن الاتفاق هو شو إعلامي أكثر مما هو سلام حقيقي على الأرض ربما لإرضاء أطراف خارجية وضعت شروط في ملفات معينة يجب تحقيقها.

غياب السلام الحقيقي

قال الدكتور لؤي عثمان عضو تنسيقية تيار الثورة السودانية، إن مفاوضات السلام في السودان من الأساس لم تركز على الحركات المؤثرة فعليا في الحرب في دارفور، مثل حركة عبد الواحد محمد نور"جيش تحرير السودان"، والحركة الشعبية - شمال - بقيادة عبد العزيز الحلو، وهي ذات الثقل العسكري والسياسي على الأرض رغم انشقاق جزء منها بقيادة مالك عقار، "وهى المجموعة الأقل ويمكن أن نقول أنها حركة سياسية وليست مسلحة" والذي وقع ضمن اتفاق جوبا.

وأضاف عضو تنسيقية الثورة لـ"سبوتنيك"، لا أتوقع أن يحدث سلام حقيقي في السودان بدون توقيع الحركة الشعبية - شمال - وحركة جيش تحرير السودان في دارفور، وأي توقيع خلاف ذلك سيكون جزئيا ومحدودا، ولن يكون هناك استقرار كامل في ظل حرية الحركة لمليشيات الجنجويد في دارفور، أما الحركات التي وقعت فقد أصبحت مقيدة الآن في دارفور فقط لا تستطيع التحرك ولمدة 40 شهرا في ظل حرية الجنجويد، لذا فإن هذا الاتفاق لا يحقق السلام والديمقراطية المنشودة ولا يحد من الانقلابات العسكرية ولا يشكل أي تغيير في موازين القوى لصالح الثورة، لأن الكثيرين كانوا يراهنون على أن دخول تلك القوات الثورية إلى دارفور يمكن أن يؤدي إلى توازن القوى باعتبارها قوى ثورية.

موروثات النظام

وتابع عثمان، إن الشو الإعلامي الذي رافق توقيع الاتفاق الجزئي في جوبا، هو جزء من موروثات النظام الذي يتبدل الآن في شكل اللجنة الأمنية بقيادة البرهان، حيث ظل المؤتمر الوطني السابق يوقع العديد من اتفاقيات السلام الجزئية ويتم الترويج لها إعلاميا، لكن المحصلة في النهاية تكون صفرا كبيرا، فقد تم توقيع أكثر من 50 اتفاق سلام جزئي في السابق ولم تنجح أي منها في تحقيق السلام العادل والشامل.

وأشار عضو التنسيقية إلى أن الحركات الموقعة هى العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم شقيق الراحل خليل إبراهيم، وهم مرتبطون حتى الآن بالحركة الإسلامية في السودان، كما أن مني أركو مناوي رئيس حركة تحرير السودان دخل في اتفاق مع حكومة البشير وكان مساعدا للرئيس ثم اختلف مع المؤتمر الوطني، لكن لديه سابقة معه، لذا أتوقع نشوء تحالفات سياسية في الداخل ستكون الطريق لعودة حزب المؤتمر الوطني الذي كان يحكم البلاد من جديد تزامنا مع إعادة هيكلة قوى الحرية والتغيير، لأن الجبهة الثورية هى جزء لا يتجزأ من قوى الحرية والتغيير وجزء لا يتجزأ من نداء السودان الذي يقوده حزب الأمة بالإضافة إلى التحرك الناعم من حزب الأمة والمؤتمر الشعبي، وكل الحركات التي وقعت على الاتفاق اليوم لها تواصل مع الماضي ولديهم حنين لعودة المؤتمر الوطني للواجهة مرة أخرى عبر المصالحة الوطنية.

وتعليقا على توقيع اتفاق جوبا للسلام في السودان قال الدكتور محمد مصطفى رئيس المركز الإفريقي العربي لثقافة السلام والديمقراطية، حتى الآن ومنذ الاستقلال تم توقيع أكثر من 48 إتفاقية بين الفرقاء في السودان، لكن كل الاتفاقيات لم تحقق سلام عادل وشامل وإنهاء للأزمة التاريخية المتجذرة في السودان، ولا يمكننا القول أن اتفاق جوبا هو شامل وعادل ويمكن أن يسكت صوت البندقية ويحولنا إلى مسار الديمقراطية والحرية وأكد مدير المركز الإفريقي لـ"سبوتنيك"، أن أزمة السلام في السودان تاريخية وتتمثل في حقوق ومكونات أساسية للشعب السوداني كان يجب ألا تخضع للتفاوض مثل الحقوق السياسية والحريات المدنية لأنها تعتبر من المبادىء فوق الدستورية ويجب أن تثبت في الدساتير وفي تعريف الدولة، حتى يحصل كل سوداني على حقه، لذا أن أشك أن تكون الاتفاقية التي تم توقيعها عادلة ويمكنها تحقيق السلام العادل والشامل، لكن يمكن اعتبارها مؤشر أولي يمكن الاستناد عليها في إجراءات قادمة للوصول إلى اتفاق شامل يناقش جذور الأزمة ووضع الحلول المناسبة لها.

استمرار النضال

وفي بيان لها تلقت "سبوتنيك" نسخة منه، وصفت حركة العدل والمساواة الجديدة اتفاق مسار دارفور للسلام بجوبا، بأنه ضياع فرصة أخرى للسلام الشامل في السودان وقال البيان: "عانى السودان منذ استقلاله في العام 1956 من عدم استقرار سياسي وحروبات أهلية في كل أطرافه بسبب التهميش والإقصاء واحتكار القرار السياسي واستغلال موارد السودان من فئة استأثرت بالسلطة والثروة في البلاد تسببت في إهدار موارد البلاد ومعاناة شعبه، واستقلال ثلث البلاد عن الدولة الأم وتكوين دولة ذات سيادة، كل ذلك نتيجة لسياسات فاشلة من النخب التي تعاقبت في حكم البلاد، و أهدرت فرصا كثيرة لإصلاح حال البلاد والتأسيس لدولة مستقرة وبناء سلام مستدام" وقعت اليوم الاثنين الحكومة السودانية والجبهة الثورية اتفاق سلام في جوبا أنهى 17 عاما من الحرب الأهلية، وكان ممثلون للحكومة السودانية الانتقالية والجبهة الثورية السودانية التي تضم أربع حركات مسلّحة وقعوا بالأحرف الأولى أمس هذا الاتفاق.

ومنذ أكثر من سنة، وضعت الحكومة الانتقالية التي تتولى السلطة في السودان على رأس أولويتها التفاوض مع المتمردين وصولا إلى السلام في المناطق التي تشهد نزاعات منذ سنوات اندلعت خلال حكم الرئيس السابق عمر البشير الذي استمر ثلاثة عقود حتى الإطاحة به في نيسان/أبريل 2019، بعد احتجاجات شعبية تواصلت لشهور وتجتمع الحركات الأربع الموقعة تحت تحالف الجبهة الثورية التي رأت النور في العام 2011، وكانت تقاتل الحكومة في سبع ولايات من جملة ولايات البلاد الـ18، وهي ولايات دارفور الخمس وولايتا جنوب كردفان والنيل الأزرق، وهى حركة تحرير السودان بقيادة مني اركو مناوي، حركة العدل والمساواة والتي أسسها زعيمها خليل إبراهيم عام 2001، وهو معروف بانتمائه إلى الحركة الإسلامية التي ساندت عمر البشير في انقلابه على الحكومة المنتخبة العام 1989.

وكان إبراهيم وزيرا خلال حكم البشير، كما كان من قادة قوات الدفاع الشعبي التي تألفت من متطوعين وقاتلت إلى جانب الجيش أثناء الحرب بين شمال السودان وجنوبه قبل استقلال جنوب السودان. وقالت الحركة إن محركها كان تهميش الإقليم سياسيا واقتصاديا، المجلس الثوري الانتقالي والذي تشكل في عام 2012 وضمّ مجموعة من المنشقين عن حركات دارفور الرئيسية الثلاث السابقة ويرأسه الهادي إدريس، وهو الذي وقع الاتفاق اليوم الاثنين، وكان إدريس عضوا في حركة تحرير السودان - جناح عبد الواحد نور، وانشق عنه وأسس المجلس الثوري الانتقالي، بالإضافة إلى الحركة الشعبية لتحرير السودان والتي كانت تقاتل الحكومة في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.

كما كانت الحركة الشعبية لتحرير السودان تقاتل إلى جانب جنوب السودان قبل أن يصبح دولة مستقلة في عام 2011، ومع انفصال جنوب السودان بعد استفتاء أجري بموجب اتفاق سلام وُقّع عام 2005 وأنهى 22 عاما من الحرب الأهلية، عادت هذه المجموعة إلى القتال في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، وانشقت عام 2017 إلى حركتين: الحركة الشعبية لتحرير السودان/جناح عبد العزيز الحلو والحركة الشعبية لتحرير السودان/جناح مالك عقار.

وكان الجناحان يفاوضان في جوبا. لكن جناح عبد العزيز الحلو انسحب من المفاوضات، وبقي جناح مالك عقار الذي سيوقع الاتفاق في حين بقيت خارج الاتفاق حركتان كبيرتان: واحدة في دارفور، وهي حركة جيش تحرير السودان/جناح عبد الواحد نور التي تواصل القتال في دارفور، ولم تدخل مع الحكومة في مفاوضات وأما الثانية فهي الحركة الشعبية لتحرير السودان/ جناح عبد العزيز الحلو التي تقاتل في جنوب كردفان والنيل الأزرق، والتي علّقت التفاوض مع الحكومة قبل أيام لاعتراضها على رئيس الوفد الحكومي محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي والذي يرأس قوات الدعم السريع.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

حمدوك يتعهد بإدارة الحوار لتجاوز مظالم الماضي

رئيس الحكومة السودانية يُنهي تكليف وزيرة الصحة ويقبل استقالتها

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مراقبون يكشفون عن حركات كُبرى خارج اتفاق السلام في السودان مراقبون يكشفون عن حركات كُبرى خارج اتفاق السلام في السودان



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
 العرب اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 12:46 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
 العرب اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 01:13 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
 العرب اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك

GMT 15:16 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

العلاقة بين الاكتئاب وحرارة الجسم دراسة جديدة تسلط الضوء

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأولوية الإسرائيلية في الحرب على لبنان

GMT 04:05 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع عدد المصابين بأخطر سلالة من جدري القرود في بريطانيا

GMT 18:25 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

مانشستر سيتي يرصد 150 مليون يورو لضم رودريغو

GMT 18:20 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

17 ألف ريال غرامة للهلال السعودي بسبب أحداث مواجهة النصر

GMT 02:26 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة لاعب وإصابة 4 بسبب صاعقة رعدية بملعب كرة قدم في بيرو

GMT 03:11 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمطار الغزيرة تغمر مطار برشلونة في إسبانيا

GMT 18:15 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة لاعب وإصابة 5 بـ صاعقة في بيرو

GMT 13:14 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط مروحية عسكرية مصرية ووفاة ضابطين أثناء تدريب

GMT 15:29 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير من مخاطر استخدام ChatGPT-4o في عمليات الاحتيال المالي

GMT 03:42 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يواصل هجماته على إسرائيل ويطلق 90 صاروخًا

GMT 18:38 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

آينتراخت فرانكفورت يحدد 60 مليون يورو لبيع عمر مرموش

GMT 19:28 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

قتلى من حزب الله بقصف إسرائيلي على محيط السيدة زينب في دمشق

GMT 03:40 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

فصائل عراقية موالية لإيران تستهدف ميناء حيفا بطائرة مسيرة

GMT 18:30 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غرفة ملابس ريال مدريد تنقلب على كيليان مبابي

GMT 14:43 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يرفض إعارة الإيطالي كييزا في يناير
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab