طرابلس ـ فاطمة سعداوي
أعلن المتحدث باسم قيادة الجيش الليبي، أحمد المسماري، عن مقتل وسام بن حميد، القيادي بما يعرف بـ"مجلس شورى ثوار بنغازي". وأوضح المسماري، أن "الإرهابي نزار الطيرة بعد التحقيق معه، أكد مقتل الإرهابي وسام بن حميد منذ 28 يومًا في غارة جوية في بنغازي".
ويعتبر بن حميد من أبرز قيادات المجموعات الإرهابية، التي تقاتل في بنغازي تحت مسمى "مجلس شورى ثوار بنغازي"، والمدعمة من المؤتمر الوطني السابق والمقربة من المفتي المعزول "الصادق الغرياني".
وينحدر بن حميد من بنغازي، وكان يمتلك "ورشة" صغيرة لإصلاح الأجهزة الإلكترونية بعد أن تخرج من كلية الاقتصاد في جامعة بنغازي، إلا أنه برز كأحد الثوار المنتفضين ضد حكم القذافي عام 2011، ثم كأحد قادة الكتائب الموالية لتيار الإخوان المسلمين في المدينة، بعد أن اتخذ لنفسه مقرًا، وأحيط بعدد من المسلحين، وبقربه شخصيات كلها عائدة من حروب أفغانستان، ليتحصل على دعم بالملايين من قبل متنفذي المؤتمر المؤتمر الوطني السابق كإحدى الكتائب القوية للذارع العسكرية لحركة الإخوان المسلمين في ليبيا والتي عرفت باسم "الدروع".
ومن أبرز أعماله الدموية في بنغازي قيادته لحملة ضد متظاهرين في المدينة، طالبوا بخروج الميليشيات، عندها أطلق عليهم الرصاص وقتل 31 منهم في منطقة الكويفية شمال بنغازي.وبعد إطلاق خليفة حفتر "عملية الكرامة" في عام 2014، كان بن حميد من أبرز معارضيها وقادة الكتائب المسلحة ضدها في بنغازي، وظهر في عديد الصور التي جمعته بقائد جماعة أنصار الشريعة محمد الزهاوي، والذي تعاون معه في عملية مداهمة مقرات قوات الصاعقة في يوليو/تموز عام 2014 أسفرت حينها عن مقتل العشرات من قوات الصاعقة.
وخلال الأعوام الماضية لم يتوقف المؤتمر الوطني والمفتي المعزول "الغرياني" عن المطالبة بدعم بن حميد الذي وصفه "الغرياني" بـ"قائد الثوار"، وتبرئة ساحته من علاقته بالإرهاب، رغم انتشار صور بن حميد الذي تظهر صور أعلام تنظيم "داعش" معه في تصريحاته. وخلال الشهر الماضي، تناقلت وسائل إعلام محلية فيديو يظهر بن حميد يقف أمام دبابة عليها "راية داعش"، وهو يدعو "المتقاعسين عن الجهاد" كما أسماهم إلى الالتحاق بـ"جبهات الشهادة" ضد الطغاة.
وتسبق زيارة المبعوث الأممي، مارتن كوبلر، إلى طرابلس للاجتماع برئيس المجلس الرئاسي، فايز السراج، تحذيرات من انهيار الوضع بأكمله في ليبيا. وتسلط هذه الزيارة الضوء على خطر التصعيد في البلاد وارتباطه بتجدد النزاع بين الفرقاء. وناشد كوبلر جميع الأطراف العمل على المصالحة المحلية والوطنية والامتناع عن أي عمل أو خطاب من شأنه تأجيج الأوضاع.
وأعربت الحكومة الإيطالية أيضًا عن قلقها إزاء الوضع في ليبيا، وقررت إرسال وزيرها للشؤون الداخلية إلى طرابلس الأسبوع المقبل. وبدا القلق الدولي يتعاظم بعد تبادل التهديدات بشنّ هجمات بين قوات تابعة لحكومة الوفاق التي تلقى تأييدًا دوليًا والجيش الوطني بقيادة خليفة حفتر في ضوء خلافات وصلت ذروتها بقصف جوي لطائرة في مطار الجفرة كانت تقل قياديين في القوات التابعة لحكومة الوفاق.
وكان التوتر في طرابلس، بلغ أوجه أيضًا عقب تعيينات قامت بها حكومة الوفاق في مناصب قيادية، أدت لاستقالات في المجلس الرئاسي والحكومة، ما دعا السراج للتراجع عنها. ولا تخفي الأمم المتحدة والدول الغربية خشيتها من انهيار الوضع في ليبيا وتداعياته على أمن المنطقة وأوروبا، رغم الضربات الموجعة التي تلقاها تنظيم "داعش" في سرت وكذلك في بنغازي.
وأعلن الجيش الوطني اقترابه من إعلان مدينة بنغازي منطقة آمنة خالية من المتطرفين، إضافة إلى قتل المطلوب الأول المتطرف وسام بن حميد، القيادي في ما يعرف مجلس شورى بنغازي، وتوقيف المتحدث في "داعش" ببنغازي نزار الطيرة، عقب معارك لتأمين آخر الأحياء في المدينة، حيث قتل أيضا 13 جنديًا في الاشتباكات.
أرسل تعليقك