أعلنت الاستخبارات العراقية، مقتل ثلاثة من مسلحي تنظيم "داعش" في محافظة الأنبار، فيما قررت سلطات إقليم كردستان العراق، حلّ المجلس الأعلى للاستفتاء وتشكيل مجلس سياسي جديد بدلاً عنه يتولى مهمة الحوار مع بغداد ودول الجوار بشأن أزمة الاستفتاء، فيما دعا نوري المالكي، نائب الرئيس العراقي، حيدر العبادي، دول الجوار لمواصلة الحصار على رئيس وحكومة الإقليم الفاقدين للشرعية.
وقالت مديرية الاستخبارات العسكرية في بيان إنها "قتلت ثلاثة من متطرفين بينهم القيادي في "داعش" (أبو حمزة الكبيسي) وآخر سوري الجنسية، واعتقلت أحد المتطرفين ". وأَضافت أنها "قامت بتفجير حزام ناسف تحت السيطرة كان بحوزتهم في قاطع محافظة الأنبار". ولفتت الاستخبارات، إلى أنها نفذت العملية النوعية بالتعاون مع قيادة فرقة المشاة الثامنة ضد المجموعة المتطرفة ، "استنادا إلى معلومات استخبارية دقيقة".
واستنفرت عشائر مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار غربي العراق، أفرادها، تحسباً لهجمات جديدة قد ينفذها تنظيم "داعش" على المدينة، بعد أسبوع حافل بالهجمات استهدفت مناطق عدة من المدينة، وراح ضحيتها عشرات الأشخاص بين قتيل وجريح، من دون أن تتمكن القوات العراقية والعشائر من صدها وقتل عدد من المهاجمين. وبدأ أبناء العشائر، بحمل السلاح والتوجه إلى حدود المدينة الخارجية، إلى جانب قوات الشرطة المحلية والجيش، للمساعدة في صد أي اعتداء محتمل، فيما يرابط العشرات منهم مع قوات الأمن على مدار الساعة.
وأعلن عامر الدليمي، وهو أحد وجهاء الأنبار: "بعد الهجوم الواسع الأخير لتنظيم "داعش" على الرمادي قبل أيام، أصبحنا أمام خطر التهجير والنزوح مرة أخرى، لذلك قررنا كعشائر أن نساند القوات الأمنية في التصدي لأي هجوم محتمل". وقال الدليمي، أن "وقفة أبناء العشائر مع القوات الأمنية مؤخراً حسمت المعركة لصالحنا في الرمادي، وتمكنّا من استعادة المناطق التي سيطر عليها التنظيم في الطاش والـ7 كيلو وجامعة الأنبار، وقدمنا شهداء وجرحى".
واعتبر مضني المحلاوي، أحد شيوخ ووجهاء الأنبار، أنه "لابد من مساندة العشائر للقوات العراقية في حفظ الأمن، خاصة أن هناك مؤامرة كبيرة مستمرة لإسقاط محافظة الأنبار مجدداً بيد تنظيم "داعش"، وقد نجحت هذه المساندة في صد الهجوم الأخير، وتمكنا من قتل أغلب المهاجمين من عناصر التنظيم وأسر آخرين". وأوضح أن "الناس أدركوا أنه لا مفر من المواجهة أو الدخول في دوامة النزوح مرة أخرى، وهذا ما لن يسمح به أهالي الأنبار، وعلى الحكومة العراقية أن تعرف جيداً أن وصف وزير الخارجية، إبراهيم الجعفري، للأنبار بأنها "محافظة الإرهاب" معيب جداً، ولا يليق بحكومة أن تصف شعبها بالإرهاب".
وفي السياق، أبرز الخبير الأمني عبد الستار الدليمي أن "مسألة إسقاط الأنبار مجددا في يد "داعش" هو هدف التنظيم المستمر، وأي نجاح له سيكون ضربة لكل جهود محاربة الإرهاب، كما أن السكان يعتبرون أن مهمة منعه يقع جزء منها على عاتقهم، وهذا ما يمكن اعتباره ثقافة أمنية صحيحة". وأضاف الدليمي: "مؤخراً، شن التنظيم هجوماً كبيراً جداً على الرمادي وسيطر على عدد من المناطق، ولكن بسبب مساندة العشائر لقوات الأمن تمت استعادة السيطرة عليها وتطهيرها بعد معارك شرسة، وهذا يدل على قناعة أهل الأنبار بضرورة الدفاع عن أنفسهم بدلاً من الرضوخ إلى خيار النزوح والتهجير"، مضيفاً "الحكومة العراقية تتحمل مسؤولية كل ما يحصل في الأنبار، وعليها تحمل تلك المسؤولية، خاصة بعد اتفاق عرسال الأخير بنقل مسلحي "داعش" للحدود العراقية، وكنا نعلم بخطورة ذلك وحصل ما توقعناه"، وفقا لقوله.
في غضون ذلك، قررت سلطات إقليم كردستان العراق، حلّ المجلس الأعلى للاستفتاء وتشكيل مجلس سياسي جديد بدلاً عنه يتولى مهمة الحوار مع بغداد ودول الجوار بشأن أزمة الاستفتاء. وبحسب قيادي كردي مقرب من حكومة إقليم كردستان العراق، فإن المجلس الأعلى للاستفتاء، والذي عقد اجتماعاً اليوم في مصيف صلاح الدين في محافظة أربيل بحضور رئيس الإقليم، مسعود البارزاني، قرر حل نفسه والتحضير لتشكيل مجلس سياسي جديد اسمه (المجلس القيادي السياسي الكردستاني). وأكد القيادي أن المجلس الجديد سيتولى مهمات عدة أبرزها إدارة مفاوضات ما بعد الاستفتاء مع الحكومة العراقية في بغداد، وإرسال وفود للدول الإقليمية للتخفيف من حدة الحصار الذي يتعرض له إقليم كردستان العراق.
إلى ذلك، قال عضو مجلس الاستفتاء في كردستان، خليل إبراهيم، أمس الأحد، إن الإقليم قرر حل مجلس الاستفتاء والعمل على تشكيل مجلس سياسي للتعامل مع نتائج الاستفتاء، موضحاً خلال مؤتمر صحافي عقده في أربيل أن القيادة الكردية ما تزال موحدة. وأشار إلى أن سلطات إقليم كردستان العراق ترحب بمبادرة المرجع الديني علي السيستاني، مؤكداً على ضرورة اللجوء إلى لغة الحوار. وأضاف "نرغب بالحوار مع بغداد وجميع الأطراف الإقليمية الدولية وبأجندات مفتوحة ومستعدون لبحث كافة المسائل"، وتابع "نحن جزء من العراق والعراق بلدنا حتى هذه اللحظة".
وكشفت مصادر سياسية كردية في وقت سابق من اليوم عن بدء المجلس الأعلى للاستفتاء في إقليم كردستان العراق اليوم اجتماعاً برئاسة البارزاني، مؤكدة أن المجلس الذي يعقد للمرة الأولى بعد إجراء الاستفتاء سيبحث تغيير اسمه، بعد أن يتحول إلى جهة استشارية، فضلاً عن تكليفه بمهام الحوار مع الحكومة العراقية والمجتمع الدولي بشأن الاستفتاء ونتائجه.
وأعلن نائب رئيس "كتلة التغيير" في البرلمان العراقي، أمين بكر، أن كتلته ستقوم بمبادرة لإنهاء الأزمة، ومدّ جسور الحوار بين بغداد وأربيل. وأشار إلى أن "كتلة التغيير" ستعمل على إنهاء فتيل الأزمة تلبية لنداء المرجعية الدينية في النجف.
أرسل تعليقك