موسكو - حسن عمارة
قدمت السلطات الروسية التهنئة إلى المرشح الفرنسي فرنسوا فيون، عقب فوزه في الانتخابات التمهيدية للرئاسة الفرنسية، والتي أجريت، الأحد الماضي، على حساب منافسه رئيس الوزراء الأسبق ألان جوبيه.
وتتجاوز العلاقة بين فيلون وروسيا، الأبعاد التي يتبناها السياسيون الفرنسيون، والتي تقوم في الأساس على التلويح بورقة روسيا، من أجل الضغط على الولايات المتحدة، فعلى الرغم من أن فيلون يظل منتقدًا للنهج السلطوي الذي يتبناه بوتين، إلا أنه يقدر تمسكه بالقيم التي يسعى هو إلى ترويجها في الداخل الفرنسي.
واتخذت العلاقة بين بوتين وفيلون منحنى شخصي خلال الفترة بين عامي 2008 و2012، وكان فيلون يشغل وقتها رئيسًا لوزراء فرنسا خلال حقبة الرئيس السابق ساركوزي، بينما كان بوتين يشغل منصب رئيس الوزراء في بلاده، تحت رئاسة ديمتري ميدفيديف، والتقيا لمدة تجاوزت الثلاث ساعات في عام 2008، دعاه بعدها بوتين لزيارته شخصيًا في منزله الريفي الكائن في ضحايا موسكو.
وزار المرشح الفرنسي للرئاسة، بوتين أيضًا في فيلته الخاصة في سوشي، حيث لعب معه البلياردو هناك، وأنهما يتشاركان كذلك في حبهما للسيارات القوية والألعاب الخطيرة، وعندما توفت والدة فيون أرسل بوتين زجاجة نبيذ إليه صنعت في عام 1931، وهو التاريخ الذي ولدت فيه والدته. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أثنى على المرشح للرئاسة الفرنسية فرنسوا فيون، واصفًا إياه بـ"المهني العظيم"، موضحًا أنه مفاوض قوي وصاحب مبادئ، وأنه يبدو مختلفًا تمامًا عن الساسة في عالم اليوم، وأنه شخص مغلقا ليس بالشخصية العامة.
وأضاف "ولكن بالرغم من توجهاته الأوروبية المطلقة، إلا أنه يبقى قادرًا على الدفاع عن وجهة نظره الشخصية بطلاقة." والمرشح الفرنسي، صاحب الفرصة الكبيرة في دخول الإليزيه، انتقد موقف روسيا من شبه جزيرة القرم، ولكنه ألقى باللوم في الوقت نفسه على الناتو والغرب، موضحًا أنهم المسؤولون عن وضع روسيا في موقف دفاعي، من خلال محاولات التقارب من محيطها الاستراتيجي، وهو ما تعتبره موسكو تهديدًا مباشرًا لأمنها.
أرسل تعليقك