الرياض ـ سعيد الغامدي
أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أنه يرى أن أمن اليمن من أمن المملكة العربية السعودية، نافيًا أن يسمح لبلاده أن تكون مقرًا لأي دولة أو جهة تستهدف استقرار المنطقة. وأعرب عن أمله في نجاح مساعي الأمم المتحدة للوصول إلى حل سياسي في اليمن وفقًا لقرار مجلس الأمن رقم "2216"، والمبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني.
وأضاف الملك سلمان في كلمته خلال افتتاح الدورة السابعة لمجلس الشورى والذي حضرها الأعضاء الوزراء وعدد كبير من الأسرة الحاكمة، قائلًا "نرى في المملكة أن خيار الحل السياسي للأزمات الدولية هو الأمثل لتحقيق تطلعات الشعوب نحو السلام، وربما يفسح المجال لتحقيق التنمية". وشدّد على أن المملكة ستواجه كل من يدعو إلى التطرف والغلو في الدين امتثالًا لقول النبي ( صلى الله عليه وسلم) إياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قلبكم الغلو في الدين"، مشيرًا إلى أنه "بنفس القدر سنواجه كل من يدعو إلى التفريط بالدين، وأن هذه الظروف التي نمر بها حاليًا، ليست أصعب مما سبق وسنتجاوزها إلى مستقبل أفضل وغد مشرق".
وتابع "لن نسمح لكائن من كان من التنظيمات الإرهابية أو من يقف وراءها أن يستغل أبناء شعبنا لتحقيق أهداف مشبوهة في بلادنا أو في العالمين العربي والإسلامي، ورغم ما تمر به منطقتنا العربية من مآس وقتل وتهجير إلا أنني متفائل بغد أفضل، وأن الدولة السعودية مرت عليها ظروف صعبة وتهديدات كثيرة تخرج منها دائماً أكثر صلابة وأقوى إرادة بتوفيق الله وعونه ثم بعزم رجالها وإرادتهم الصلبة، ولعل الظروف التي أحاطت بالمملكة وشقيقاتها دول الخليج في العقود القريبة الماضية خير مثال على ذلك، فقد استمرت فيها الحياة والنمو الاقتصادي على طبيعته".
ووجه الملك سلمان حديثه إلى الشعب السعودي، قائلًا إن "بلادكم تسير بخطى راسخة، نحو التكيف مع المستجدات، والتعامل مع التحديات بإرادة صلبة لنحافظ على ما تحقق من إنجازات، وعلى مكانة المملكة العربية السعودية بين الأمم، ودورها الفاعل إقليميًا ودوليًا، والدولة سعت إلى التعامل هذه المتغيرات بما لا يؤثر على ما تتطلع إلى تحقيقه من أهداف من خلال اتخاذ إجراءات متنوعة لإعادة هيكلة الاقتصاد، وقد يكون بعضها مؤلماً مرحلياً، إلا أنها تهدف إلى حماية اقتصاد بلادكم من مشاكل أسوأ فيما لو تأخرنا في ذلك، ولقد مر على بلادنا خلال العقود الثلاثة الماضية ظروف مماثلة اضطرت فيها الدولة لتقليص نفقاتها، لكنها خرجت منها باقتصاد قوي ونمو متزايد ومستمر".
واختتم حديثه قائلًا "خلال السنتين الماضيتين واجهنا تلك الظروف بإجراءات اقتصادية وإصلاحات هيكلية أعدنا فيها توزيع الموارد بالشكل العادل الذي يتيح فرصة نمو الاقتصاد وتوليد الوظائف"، مشيرًا إلى أن "رؤية المملكة 2030 التي لا تعتمد على أن يكون النفط الدخل الرئيسي للمملكة، تأتي في هذا السياق بهدف رفع أداء مؤسسات الدولة لغدٍ أفضل، ولتحقيق العيش الكريم لأبنائنا وبناتنا، ونحن متفائلون بذلك بحول الله وقوته".
أرسل تعليقك