لندن ـ كاتيا حداد
وافقت بريطانيا على تسليم نصف منطقتها، في جزيرة قبرص، بشرط أن يتوصل الأتراك واليونانيون إلى اتفاق تاريخي، في مفاوضات السلام القبرصية، المزمعة حاليًا في مدينة جنيف السويسرية. ومن المقرر أن ينضم وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، إلى زعيمي قبرص التركية واليونانية، في محاولة للوصول إلى تسوية لإعادة توحيد جزيرة قبرص للمرة الأولى، منذ الغزو التركي للجزيرة عام 1974.
ومازالت بريطانيا محتفظة بمنطقتين على الجزيرة، وهما أكروتيري ودكليا ذات سيادة بريطانية؛ إذ تم إنشاءهما عام 1960 من قبل معاهدة التأسيس، عندما حققت قبرص الاستقلال عن الإمبراطورية البريطانية. وفي 2009، عرض رئيس الوزراء البريطاني، غوردون بروان، تسليم ما يقرب من نصف أراضي السيادة البريطانية على الجزيرة، بشرط أن يعقد الطرف التركي واليوناني، اتفاقًا لإعادة توحيد الجزيرة.
وأعرب متحدث باسم الخارجية البريطانية عن رغبة رئيسة الوزراء تيريزا ماي، في الالتزام بالعرض الذي قدمه بروان، مشيرًا إلى أن تسليم القواعد العسكرية البريطانية، لن يؤثر على العمليات العسكرية البريطانية. وكانت قاعدة أكروتيري أو قاعدة السيادة الغربية، تضم قاعدة رئيسية لطائرات القوات الملكية الجوية، التي تشن غارات في سورية وأفغانستان والعراق، والتي كانت تقصف تنظيم "داعش" في شمال سورية. وعقد رئيس جمهورية قبرص التركية مصطفى أقينجي، وزعيم القبارصة الروم نيكوس أناستياياديس، اجتماعهما الثالث والأخير في مكتب الأمم المتحدة، في مدينة جنيف السويسرية، الذي يحتضن الجولة الثالثة من المفاوضات.
وأجريت الجولة الأولى من المفاوضات، في مدينة مونت بيليرين السويسرية في 7 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وأجريت الجولة الثانية في نفس المدينة في 20من الشهر ذاته. وخلال الجولة الأولى، أعرب أناستياياديس عن حاجته للوقت أمام الانفتاح التركي، على طاولة المفاوضات، ولاحقًا قرر الجانبان عقد جولة ثانية في 20 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. وفشلت الجولة الثانية من المفاوضات، بسبب المواقف المتشددة للجانب اليوناني ومبالغته في الطلبات.
أرسل تعليقك