واشنطن ـ رولا عيسى
قتل شخصان وأصيب أربعة آخرون، في أحداث إطلاق نار متعددة داخل حديقة في مدينة "لويزفيل" في ولاية كنتاكي الأميركية، أمس الخميس، حسبما أفادت الشرطة المحلية.
وذكرت وسائل إعلام محلية، أن إطلاق النار وقع في متنزه "شوني"، حيث كان عدد من الأشخاص يتجمعون في مباراة تقليدية لكرة القدم بين الشباب احتفالًا بعيد الشكر. وتم العثور على رجلين أميركيين من أصل أفريقي مصابين بأعيرة نارية قاتلة، حسبما أفادت إدارة شرطة "لويزفيل مترو" في بيان، مضيفة أن أربعة آخرين يتم علاجهم إثر إصابتهم بجروح غير مهددة للحياة. ولم يتم إلقاء القبض على أي شخص، وتحقق الشرطة في الدافع وراء إطلاق النار.
واحتفلت مدن أميركية عدة، أمس الخميس، بمناسبة "عيد الشكر"، وسط تدابير أمنية مشددة، على خلفية تهديد تنظيم "داعش" الإرهابي بشن هجمات تستهدف الاحتفالات. وفي مدينة نيويورك، انطلقت مسيرة تحت اسم "عيد الشكر"، بالقرب من حديقة "سنترال بارك" وانتهت في ميدان "هيرالد"، بمشاركة عدد كبير من المهرجين والرياضيين والراقصين، وأشخاص جسدوا شخصيات الأفلام الكرتونية الشهيرة.
واتخذت الشرطة تدابير أمنية مشددة عقب تداول وسائل إعلام محلية أنباء حول إمكانية تنفيذ خلايا منتمية لـ"داعش"، هجمات بواسطة سيارات، وأغلقت الشوارع التي شهدت المراسم الاحتفالية، أمام حركة المرور.
أما في مدينة شيكاغو، فاحتفل السكان بالمناسبة ذاتها، وسط عروض أضفت على الشوارع حلة من الألوان الزاهية. وجرت مسيرة العيد في شارع "ستايت" في المدينة ذاتها، وسط استعراض شخصيات الرسوم المتحركة الشهيرة، إلى جانب أداء العديد من العروض، فيما فرضت الشرطة تدابيرًا أمنية مشددة.
ويحتفل الأميركيون من كل عام، بـ"عيد الشكر"، الذي يعد عطلة رسمية في البلاد، وفرصة جيدة لالتقاء كافة أفراد الأسرة على مائدة واحدة تعج بأنواع خاصة من الطعام. وتعد المناسبة -التي يطلق عليها محليا “Thanks giving”- واحدة من أهم معالم الثقافة الأميركية، لكونها ترتبط بالتعايش بين المهاجرين الأوروبيين والسكان الأصليين للبلاد، بحسب بعض المراجع التاريخية.
ويعود تاريخ الاحتفال بهذا العيد إلى القرن الـ17 الميلادي، عندما احتفل من يعرفون في التاريخ الأميركي باسم المستوطنين أو المهاجرين مع السكان الأصليين (القدماء) للبلاد، أو من باتوا يعرفون عنصريًا باسم "الهنود الحمر".
فبعد نزول المهاجرين الأوائل من سفنهم، وبسبب جهلهم بطبيعة الأرض، صاروا يعانون من مجاعات قاسية جراء موت محاصيلهم، وهو أمر لم ينقذهم منه سوى مساعدة السكان الأصليين (القدماء)، الذين بدأوا بتعليم القادمين الجدد أنواع المزورعات، وطرق الزراعة، والري التي يمكن استخدامها في البلاد.
وبعد أن تعلم المهاجرون تلك الأمور وبدأوا يجنون ثمار ما زرعوه، احتفلوا مع السكان الأصليين بأول عيد للحصاد في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1621، أو ما بات يعرف بـ”عيد الشكر. ورغم أن هذا العيد تعود فكرته إلى المهاجرين المسيحيين، إلا أنه سرعان ما تحول إلى مناسبة رسمية تحتفل به كافة الطوائف بمختلف أنحاء البلاد منذ 1789، بعدما تسلم الرئيس الأول للولايات المتحدة جورج واشنطن مهامه، لكنه لم يحدد يومًا معينًا للاحتفال به.
أرسل تعليقك