الخرطوم ـ جمال إمام
تواصل قوات الدعم السريع القصف العشوائي على أحياء مدينة الفاشر وأم درمان، وهو ما أسفر عن وقوع قتلى ومصابين بينهم أطفال. وقال إعلام ولاية الخرطوم أن قصفًا من قبل الدعم السريع استهدف دار إيواء مدرسة أم درمان الفنية بالثورة، أسفر عن مقتل 4 أفراد وإصابة 5 أطفال بجروح بالغة.
وأفاد الإعلام أن الأطفال المصابين يتلقون العلاج حاليًا في مستشفى النو، فيما قام والي الخرطوم، بتفقد أهالي الضحايا معرباً عن حزنه العميق لاستهداف مراكز الإيواء التي لجأ إليها المواطنون هربًا من الحرب، وفقا لصحيفة المشهد السوداني.
يأتى هذا فيما أعلن النائب العام السوداني الفاتح طيفور، عن التحقيق مع عشرات المرتزقة الأجانب شاركوا في الحرب ضمن صفوف قوات الدعم السريع، بعد أن ألقت القوات المسلحة السودانية القبض عليهم، واتهم قوات الدعم السريع بتجنيد الأطفال في الحرب.
كما أعلن طيفور، أن القوات المسلحة السودانية قد ضبطت 105 من المرتزقة يتبعون لـ12 دولة شاركوا في حرب السودان في صفوف قوات الدعم السريع، وقال أن التحريات لازالت مستمرة معهم.
وأشار إلى أن النيابة أصدرت مذكرات استرداد لـ346 هاربا لتسليم أنفسهم، بجانب إصدار نشرة حمراء ضد 16 من “داعمي قوات الدعم السريع”، وفقا لصحيفة التغيير.
وتوقع طيفور أن تتعاون الدول المضيفة للمطلوبين لأن السودان لديه اتفاقيات تعاون مشتركة مع تلك الدول.
وكشف عن تلقي اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان 18.950 بلاغا حول انتهاكات الدعم السريع، وأنها تحرت وأحالت اكثر من 273 بلاغ إلى المحكمة وفصلت في 150 بلاغ بإصدار عقوبات مختلفة تصل إلى الإعدام، بينما برأت 43 شخصا.
واتهم طيفور الدعم السريع بتنجيد 9 آلاف طفل قتل منهم 4494 طفل، كما نفذت اعتداءات على 36 سجناً وأفرجت عن 19.446 من النزلاء المصنف بعضهم بإرهابيين وجندتهم لصالح العمل ضمن قواتها وارتكبوا عدة جرائم.
من جانبه حذّر المفوّض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي من أنّ الوضع في السودان "يائس" والمجتمع الدولي "لا يلاحظ ذلك"، مشيرا بالخصوص إلى أوضاع النازحين الذين يحاولون الفرار من البلد الغارق في الحرب.
وقال غراندي في مقابلة مع وكالة فرانس برس الأحد إنّ "هذه الأزمة الخطيرة للغاية - أزمة حقوق الإنسان وأزمة الاحتياجات الإنسانية - تمرّ دون أن يلاحظها أحد تقريبا في مجتمعنا الدولي" المنشغل بأزمات أخرى، من أوكرانيا إلى غزة.
كما أوضح أنّه منذ بدء الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع في نيسان/أبريل 2023 "نزح أكثر من 10 ملايين شخص من ديارهم"، بينهم أكثر من مليوني سوداني لجأوا إلى دول أخرى.
لكن "ما يثير القلق" بالنسبة للمسؤول الأممي هو أنّ "الناس بدؤوا ينتقلون إلى ما هو أبعد من الجوار المباشر في محاولة منهم للعثور على المساعدة في مكان أبعد".
وأضاف "على سبيل المثال، شهدنا زيادة كبيرة في عدد اللاجئين الذين يصلون إلى أوغندا"، مشيرا إلى أنّ 40 ألف شخص وصلوا إلى هذه الدولة التي لا تربطها حدود مشتركة مع السودان.
وأعرب غراندي عن خشيته من إمكانية أن يذهب هؤلاء اللاجئون "أبعد حتى" من هذا البلد.
وأوضح أنّ "أكثر من 100 ألف سوداني" وصلوا أيضا إلى ليبيا، "ولسوء الحظ، بسبب وجود شبكات تهريب والقرب من أوروبا، يحاول كثيرون منهم ركوب قوارب للذهاب إلى إيطاليا أو دول أوروبية أخرى".
وتابع "لقد حذّرنا الأوروبيين"، مشدّدا على أنّه إذا ظلّت المساعدات الإنسانية للسودان غير كافية فإنّ السودانيين "سيواصلون المضي قدما" على طريق الهجرة.
وحذّر المفوّض السامي من أنّه "للأسف، بدأت هذه الأزمة تؤثّر على المنطقة بأكملها بطريقة خطرة للغاية".
وتستقبل كلّ من تشاد وجنوب السودان وإثيوبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى عشرات آلاف اللاجئين السودانيين، وكذلك تفعل مصر الحدودية مع السودان.
"مهمشة"
إلى ذلك، أعرب المفوّض السامي عن أسفه لأنّ المجتمع الدولي لم يعر الأزمة في السودان الاهتمام الكافي، حتى قبل اندلاع الحرب في غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وقال إنّ الحرب في السودان كانت "مهمّشة إلى حدّ بعيد" على الرغم من آثارها الهائلة، معربا عن أسفه "لحالة نقص الاهتمام المخيفة والصادمة" بالأزمات التي تعصف بإفريقيا، من منطقة الساحل إلى جمهورية الكونغو الديموقراطية.
ومنذ نيسان/أبريل 2023، تدور حرب طاحنة بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق الفريق محمد حمدان دقلو.
وخلّفت هذه الحرب عشرات آلاف القتلى، في حين يواجه حوالي 26 مليون سوداني انعداما حادا في الأمن الغذائي.
وأُعلنت حالة المجاعة في مخيّم زمزم الواقع في إقليم دارفور قرب مدينة الفاشر حيث شنّت قوات الدعم السريع في نهاية الأسبوع الماضي هجوما "واسع النطاق" بعد حصار استمرّ أشهرا عدّة.
قد يُهمك ايضـــــًا :
انتهاء أول أيام مفاوضات جنيف بشأن السودان أسفر عن أفكار ملموسة لتنفيذ "إعلان جدة"
واشنطن تٌعلن أنها دعت السودان إلى مفاوضات بهدف إنهاء النزاع وحميدتي يٌرحب
أرسل تعليقك