قلق عالمي من امتداد نفوذ داعش والقوات الأميركية تواجه حرب تضاريس في أفغانستان
آخر تحديث GMT11:38:39
 العرب اليوم -

مطالب بتوصل واشنطن إلى تسوية سلمية مع حركة "طالبان" وخلية "كابل" الخطر الأكبر

قلق عالمي من امتداد نفوذ "داعش" والقوات الأميركية تواجه حرب تضاريس في أفغانستان

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - قلق عالمي من امتداد نفوذ "داعش" والقوات الأميركية تواجه حرب تضاريس في أفغانستان

القوات الخاصة الأميركية
واشنطن - يوسف مكي

لا تزال القوات الخاصة الأميركية تواصل القتال في شرق أفغانستان، مع عدم وجود نهاية لهذا القتال في الأفق القريب. وتسود حالة من القلق العالمي من امتداد نفوذ تنظيم "داعش" إذا ما توصلت واشنطن إلى تسوية سلمية مع حركة "طالبان".

وأثناء زيارة قام بها مراسل صحيفة «نيويورك تايمز» إلى موقعهم العسكري المتقدم، في محافظة ننجرهار الشرقية، أشار الجنود الأميركيون إلى التلال والوديان الواقعة عند سفح جبال سبين غار المكسوة بالجليد، هناك، كما قالوا، تبدأ الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم «داعش»، في واحدة من أكثر المناطق المحظورة في أفغانستان.

وصرح مسؤولو وزارة الدفاع الأميركية، قبل عامين، بأن القوات الأميركية المنتشرة في المناطق النائية من أفغانستان يمكنها هزيمة فرع تنظيم «داعش» الإرهابي في البلاد بحلول عام 2017.

وينمو التنظيم المتطرف، وهو قادر على تجديد خسائره البشرية من خلال جهود التجنيد المستمرة حتى الآن، وفقا لتصريحات المسؤولين العسكريين. ويتلقى التنظيم التمويل عبر شبكة تهريب غير مشروعة فضلا عن تدفقات الإيرادات من مصادر أخرى. وفي الجزء الشرقي من البلاد، يشن عناصر تنظيم «داعش» حرب تضاريس لا يستطيع الجيش الأميركي حيالها إلا الاحتواء – حتى الآن – وفقا لما قاله المسؤولون العسكريون.
ومن واقع المقابلات مع ستة مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين، والذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، أشاروا إلى أن التنظيم على استعداد لتوسيع رقعة نفوذه إذا ما توصلت الولايات المتحدة مع حركة طالبان إلى تسوية سلمية. وأعرب المسؤولون عن قلقهم أنه بالإضافة إلى زعزعة استقرار الحكومة الأفغانية الحالية، صار التنظيم على علاقة تربطه بمؤامرات إرهابية خارج حدود أفغانستان.

أقرأ أيضا الأمن العراقي يعتقل 9 أشخاص بتهمة دعم تنظيم "داعش"

وفي أعماق البلاد، كان الاستنتاج الفوري هو مواصلة ممارسة الضغوط من خلال الدوريات والغارات التي تشنها وحدات العمليات الخاصة الأميركية والأفغانية. ولكن المسؤولين يعترفون بأن الأمر كله لا يتجاوز جهود الاحتواء بأكثر من أي شيء آخر من شأنه القضاء على الموالين للتنظيم الإرهابي في البلاد.

ويعتبر موقع الإسناد جونز، على مشارف قرية (ديه بالا)، هو جزء من مجموعة صغيرة من مواقع القوات الخاصة الأميركية في محافظة ننجرهار.

وتتراجع وحدات القوات الخاصة إلى اعتماد استراتيجية مكافحة التمرد التي كانت مستخدمة ثم توقفت طوال 18 عاما من الحرب في أفغانستان. وهذا يعني أن الوحدات تنتقل بين مهام تطهير الأراضي رفقة القوات الأفغانية، ومحاولة الاحتفاظ بها، وبناء القوة الأفغانية القادرة على تولي المهام الأمنية في المحافظة - من المفترض إبقاء تنظيم «داعش» قيد الاحتواء - عندما تغادر القوات الأميركية البلاد على نحو نهائي.

وخلال اجتماع انعقد مؤخرا في موقعه بمحافظة ننجرهار، أشار قائد فريق القوات الخاصة الأميركية إلى خريطة قرية (ديه بالا) الموضوعة أمامه، وقال: «إنهم يحاولون دائما السيطرة على هذه الجبال». وتحدث قائد فريق القوات الخاصة شريطة عدم الكشف عن هويته نظرا لأوامر وزارة الدفاع الأميركية المشددة بألا يكشف أفراد الوحدات الخاصة عن هوياتهم أبدا. ويؤيد تاريخ البلاد وجهة نظره أن هذه الزاوية من شرق أفغانستان كانت مأوى المتمردين منذ مئات السنين.

وتتعثر جهود القضاء على المتطرفين في هذه الجهة من البلاد بسبب تغير الأحوال الجوية التي يمكنها إعاقة الدعم الجوي على نحو سريع، كذلك التغيرات الكبيرة في الارتفاع عن سطح الأرض - بآلاف الأقدام - الأمر الذي يعيق تقدم القوات والعتاد الذي يمكن نقله بأمان باستخدام المروحيات.
ما بدأ في عام 2015 كمجموعة صغيرة من القبائل، التي تتكون في معظمها من مقاتلي طالبان الباكستانيين السابقين الذين تعهدوا بالولاء لتنظيم «داعش» وزعيمه أبو بكر البغدادي، سرعان ما نما وتحول إلى شبكة مترابطة من المقاتلين والقادة المنتشرين في أنحاء البلاد كافة.

ووفقا للمسؤولين العسكريين الأميركيين، ظهر المقاتلون على نحو تدريجي من جميع أرجاء المنطقة، بما في ذلك كازاخستان وطاجيكستان، بالإضافة إلى عدد قليل من العناصر التي كانت تقاتل من قبل في العراق وسوريا.

وخلال الشهور الأولى من الفرع الأفغاني، أرسلت قيادة التنظيم في الشرق الأوسط الأموال للمساعدة. لكن المسؤولين يقولون إن المجموعة اعتمدت سبيل الاكتفاء الذاتي من خلال ابتزاز الأموال من السكان المحليين، على جانب تهريب الأخشاب، والمخدرات، والمواد الخام، مثل خام اللازورد الذي يجري استخراجه من بعض مناجم المحافظات الأفغانية الشرقية.

ويحصل عناصر التنظيم الإرهابي في أفغانستان على رواتب أكثر بكثير من نظرائهم في حركة طالبان المحلية، والتي تصل إلى مئات الدولارات في بعض المناطق. ولقد تمكنوا من الاستمرار في النمو والتوسع هناك.

وهناك ما يقدر بنحو 3 آلاف مقاتل تابعين لـ«داعش» في أفغانستان، غير أن أعدادهم المنخفضة نسبيا تتعارض مع شبكة الدعم المتنامية للموالين من أصحاب التحالفات غير الواضحة وقدرتهم على التحرك بكل سهولة وحرية بين أفغانستان وباكستان. وفي الشهور الأخيرة، ظهرت خلايا تنظيم «داعش» في محافظة قندوز الشمالية، فضلا عن محافظة هيرات الغربية.

ولكن ليست هناك خلية تابعة لـ«داعش» في البلاد هي أكثر تهديدا على استقرار أفغانستان من تلك التي توجد في العاصمة كابل. وامتلكت الجماعات الموالية للتنظيم في البلاد مهارات كبيرة في تفادي الكشف عنها، وشنت هجمات عالية المستوى وأكثر تواترا منذ عام 2016. وفي العام الماضي، نفذت تلك الجماعات ما يقدر بنحو 24 هجوما في العاصمة كابل، مما أسفر عن سقوط مئات الضحايا بين قتيل وجريح.

قد يهمك أيضا

أكراد سورية يسلمون فرنسا 12 طفلا من عائلات "داعش"

قوات سوريا الديمقراطية تسلم 12 طفلاً يتيماً من عائلات عناصر في داعش إلى فرنسا

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قلق عالمي من امتداد نفوذ داعش والقوات الأميركية تواجه حرب تضاريس في أفغانستان قلق عالمي من امتداد نفوذ داعش والقوات الأميركية تواجه حرب تضاريس في أفغانستان



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
 العرب اليوم - أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد

GMT 14:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كوليبالي ينفي أنباء رحيله عن الهلال السعودي

GMT 03:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab